منشق يكشف عن سلاح إيراني سرّي..من مسحوق الألمنيوم

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/06/25
أقام الحرس الثوري الإيراني منشأة سرية تنتج مسحوق الألومنيوم لاستخدامه في برنامج إيران الصاروخي، وذلك وفقا لما قاله مسؤول سابق في الحكومة الإيرانية وأظهرته وثائق تتعلق بالمنشأة، أطلع وكالة "رويترز" عليها.

وتقع المنشأة في شمال شرقي إيران بالقرب من أكبر مكمن للبوكسايت في البلاد، وليس بعيداً عن مدينة جاجرم، حيث يوجد مجمع لإنتاج الألومنيوم هللت له الحكومة على الملأ باعتباره جزءاً أساسياً في مساعيها لزيادة الإنتاج من هذا المعدن.

ويستخلص مسحوق الألومنيوم من البوكسايت، ويعد مكونا رئيسيا في صناعة وسائل الدفع التي تعمل بالوقود الصلب لإطلاق الصواريخ. وقال المسؤول السابق إن إيران بدأت إنتاج المسحوق للاستخدام العسكري قبل أكثر من خمس سنوات.

وكان المسؤول السابق رئيساً للعلاقات العامة ومندوب الشؤون البرلمانية في مكتب نائب الرئيس للشؤون التنفيذية، وهو المكتب الذي كان يشرف في ذلك الوقت على بعض السياسات الاقتصادية. وقال المسؤول، وإسمه أمير مقدم، إنه زار المنشأة غير المعروفة مرتين، وأن الإنتاج كان مستمراً عندما رحل عن إيران في العام 2018.

وقد بدأ إنتاج مسحوق الألومنيوم في إيران للاستخدام في الصواريخ، وهو الأمر الذي لم يسبق أن نشر شيء عنه من قبل، في ظل العقوبات الدولية التي تهدف الى منع المساعي الإيرانية للحصول على تكنولوجيا متطورة لصناعة الأسلحة.

واطلعت "رويترز" على أكثر من عشر وثائق تتعلق بمشروع مسحوق الألومنيوم والمعنيين به بتواريخ مختلفة من 2011 إلى 2018. إحدى هذه الوثائق رسالة موجهة للزعيم الإيراني علي خامنئي من أحد قادة الحرس الثوري.

الضابط الذي بعث الرسالة هو محمد طهراني مقدم الذي وصفت الدولة الإيرانية شقيقه بأنه أبو برنامج الصواريخ الإيراني. وفي الرسالة وصف طهراني مقدم منشأة "جاجرم" بأنها "مشروع لإنتاج وقود الصواريخ من مسحوق معدني". وقال إنها تلعب دوراً كبيراً في "تحسين قدرة البلاد على الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ". ولا تحمل الرسالة تاريخاً، لكن يبدو من الإشارات الواردة فيها أنها ترجع لعام 2017.

لكن المتحدث المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك علي رضا مير يوسفي نفى كل هذه التسريبات، وقال "ليست لدينا معلومات عن هذه الادعاءات ولا عن صحة الوثائق". وأضاف "نحن نؤكد مجدداً أن إيران ليست لديها أي نية لإنتاج رؤوس حربية أو صواريخ نووية".

وقال المسؤول الإيراني السابق أمير مقدم، الذي يعيش الآن في فرنسا، إنه غادر إيران في 2018 بعد أن وجهت إليه اتهامات بإثارة القلاقل في أعقاب تصريحات علنية أدلى بها حول فساد بعض المسؤولين الحكوميين. وأضاف أنه يريد فضح البرنامج، لأنه يعتقد أن طموحات إيران الصاروخية ليست في مصلحة الشعب الإيراني.

ووفقا للوثائق المتعلقة ببرنامج مسحوق الألومنيوم، تتولى شركة "إيران ألومينا" إدارة منشأة جاجرم. وهذه الشركة تابعة لمؤسسة المناجم وتنمية وتحديث الصناعات المنجمية الإيرانية، وهي الشركة القابضة المملوكة للدولة في قطاع المناجم والتعدين.

وقال مايكل إيلمان، مدير برنامج عدم الانتشار النووي والسياسة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، إن إنتاج مسحوق الألومنيوم للاستخدام في الدفع الصاروخي سيتيح لإيران قدرة أكبر على التحكم في سلسلة الإمدادات وجودتها.

ويقول موقع شركة "إيران ألومينا" إنها تدير منجما للبوكسايت ومنشأة لإنتاج الألومنيوم في مجمع يقع على مسافة عشرة كيلومترات تقريباً إلى الشمال الشرقي من جاجرم. ويتم تحويل مادة البوكسايت إلى الألومينا التي تستخدم في إنتاج معدن الألومنيوم. ويصنع مسحوق الألومنيوم من المعدن.

وبسبب خواصه التفجيرية، يعد مسحوق الألومنيوم عنصراً رئيسياً في وسائل الدفع بالوقود الصلب المستخدمة في إطلاق الصواريخ. وعند مزج المسحوق بمادة تحتوي على الأكسجين تنطلق كمية هائلة من الطاقة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024