باريس تدعو لاجتماع عاجل لتقييم الهدنة.. وموسكو تحذّر

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2016/02/29

دعت باريس إلى اجتماع فوري لمجموعة العمل حول وقف إطلاق النار في سوريا لبحث الانتهاكات التي تخللتها منذ بدء تطبيقها يوم السبت الماضي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن هذه الدعوة تأتي في ظل استمرار الغارات الجوية من قبل الطيران الروسي، وطيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على مناطق مختلفة في البلاد.

وقال وزير الخارجية جان مارك ايرولت، الاثنين، في تصريحات للصحافيين "تلقينا مؤشرات مفادها أن الهجمات بما يشمل الغارات مستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة". وأضاف على هامش الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة إن "فرنسا طلبت اجتماعا دون إبطاء للجنة العمل المكلفة مراقبة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية".


وفي رد روسي سريع على الطلب الفرنسي، نبّه الكرملين من وصفهم بـ"شركاء روسيا الأجانب" الى ضرورة التحلي بالحذر حيال ما يقولونه عن الهدنة، خصوصاً أولئك الذين يوجهون أصابع الاتهام لروسيا بخرق شروط التهدئة.


وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، إنه "من المهم أننا توصلنا إلى اتفاق، وأقدمنا على الخطوات الرئيسة تنفيذا لهذا الاتفاق. إن العملية جارية، لكن كان من الواضح منذ البداية أن تلك العملية لن تكون سهلة". وأضاف "شدد الرئيسان الروسي والأمريكي منذ البداية على أن الطريق إلى تهدئة مستقرة فعلا في سوريا لن يكون سهلا، نظرا للوضع الصعب في سوريا".


من جهة ثانية، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ الهدنة في سوريا بأنها "هشّة"، لكن في الوقت ذاته اعتبر أنها ما تزال متماسكة، وأشار إلى أن حلف "الناتو" قلق "من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سوريا بقوات برية وقوات بحرية".


وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي من الكويت "رأينا بعض التطورات المشجعة على أن وقف إطلاق النار متماسك بدرجة كبيرة لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار". وأضاف "هذا الاتفاق والتنفيذ الكامل للاتفاق هو أفضل أساس ممكن لتجديد الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة السورية عن طريق التفاوض".


إلى ذلك، طالبت الأمم المتحدة جميع الأطراف في سوريا، السماح لها بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وعدم عرقلتها. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لايركي، الاثنين، إن المنظمة الدولية ستقوم خلال الأيام المقبلة بعملية كبرى لإيصال المساعدات إلى 154 ألف سوري يعانون في المناطق المحاصرة. وقال لايركي في تصريحات صحافية من جنيف "تدعو الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى رفع الحصار فورا المفروض على المدن التي يسكن فيها قرابة 500 ألف نسمة".


في المقابل، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نشرة توثيقية للانتهاكات التي تعرضت لها الهدنة، الأحد، وقالت إنها وثّقت 35 خرقاً، 27 منها كانت من قبل النظام، و8 من قبل القوات الروسية، وأشارت إلى أن مجموع الخراقات بلغ 49 منذ البدء بتطبيقها يوم السبت الماضي.


وتوزعت الخروقات على 6 حالات في حمص، 8 في حماة، 2 في إدلب، و1 في درعا، و8 في ريف دمشق، و2 في القنيطرة، وبلغ عدد القتلى خلال هذه الخروقات 3 مدنيين، بينهم سيدة وطفل، فيما توزعت الخروقات من قبل القوات الروسية، على 4 خروقات في محافظة حلب، و2 في محافظة حماة، فيما سجل خرق واحد في كل من حمص وإدلب. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024