فضيحة أوروبية جديدة: أطنان كيماوية من هولندا إلى دمشق

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2018/06/13
كشفت قناة "ان او اس" الهولندية عن قيام شركة هولندية في روتردام، بتصدير نحو 38 طناً من مادة "الاسيتون" إلى سوريا، استخدمتها دمشق لتطوير ترسانتها الكيماوي، من دون أن تحوز الشركة على التراخيص اللازمة لتصدير تلك المادة.


واستخدمت الشركة ميناء في مدينة انتوريب البلجيكية، ومنطقة أخرى في روسيا، لم تكشف اسمها، في تصدير المادة المحظورة إلى سوريا عام 2016. وفتحت الجمارك الهولندية تحقيقاً في الموضوع، وتتعاون مع السلطات البلجيكية في الجزء المتعلق بتصدير الشركة للمادة السامة عبر روسيا.

يأتي ذلك بعد أقل من شهر على فضحية كشفتها قناة "ار تي ال نيوز"، وصحيفة "ان ار سي"، تتعلق بقيام شركة "برينتاج" الهولندية بتصدير شحنات كبيرة من مادة الجليكول إلى سوريا منذ عام 2003.

وقالت القناة والصحيفة في تقرير مشترك، إن وثائق سرية تم الحصول عليها من موقع "ويكيليكس" تكشف بالتفاصيل قيام الشركة بتزويد السلطات السورية بمواد محظورة بعلم الحكومة الهولندية، ما دفع نواب المعارضة في البرلمان إلى توجيه أسئلة لوزير التجارة الخارجية الهولندية حول الموضوع، حيث أقرت الوزيرة بصحة الوثائق، لكنها أكدت أن قراراً اتخذ بوقف عملية التصدير من عام 2011.

ويشتبه بقيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عبر مركز البحوث العلمي، باستخدام الجليكول كمادة أولية لصناعة غاز خردل الكبريت. وقد حصلت دمشق على 160 ألف ليتر من تلك المادة، في شحنة أولية فقط تم تصديرها عبر ميناء انتويرب في بلجيكا، واستمرت عملية تزويد دمشق بتلك المادة نحو 7 سنوات.

وفي الآونة الأخيرة ظهر تورط العديد من الشركات الأوروبية بتصدير مواد أولية إلى دمشق، استخدمت في صناعة الأسلحة الكيماوية. وكشفت مجلة "الاكسبرس" الفرنسية، أواخر مايو/أيار، عن فضيحة تتعلق بدور كبير لعبته ثلاث شركات فرنسية تتخذ من العاصمة باريس مقراً لها، وقامت بالمساهمة في برنامج الأسلحة الكيماوية للنظام السوري.

وفي فبراير/شباط الماضي، اعتبرت هذه الشركات وهمية، وتم شطبها من قبل محكمة باريس التجارية بعد فرض عقوبات عليها، وهي: "سمارت بيغاسوس، سمارت غرين باور، ولوميير إليزيه". كما تم تجميد أصولها في 18 يناير/كانون الثاني الماضي من قبل المديرية العامة للخزانة، مع 22 شركة وفرداً من لبنان وسوريا والصين.

وفي أبريل/نيسان الماضي، كشفت مجلة "كناك" البلجيكية، أن ثلاث شركات محلية صدّرت كميات ضخمة من المواد الكيماوية إلى سوريا ولبنان، وضعت قيد التحقيق، لعدم حصولها على التصاريح اللازمة لتصدير تلك الكميات من المواد الكيماوية.

ووصلت تلك المواد إلى سوريا ولبنان عبر 24 شحنة، بين عامي 2014 و2016، تحتوي على 168 طناً من مادة "ايزوبروبانول"، و219 طناً من مادة "أسيتون"، و77 طناً من مادة "إيثانول"، و21 طناً من مادة "كلوريد الميثيلين". وبحسب المجلة البلجيكية، فإن مادة "أيزوبروبانول"، يمكن استخدامها في صناعة غاز السارين. 



©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024