مؤتمر وارسو:12 دولة عربية تطعن الفلسطينيين..وتصافح نتنياهو

أدهم مناصرة

الأحد 2019/02/10

كما لو أنها موجة تشتد حيناً فتهدأ حيناً آخر، هكذا تتسم التصريحات "الغاضبة" الصادرة عن السلطة الفلسطينية تجاه ما تصفها بـ"محاولات" أميركية أو إقليمية لإستثنائها وتمرير مشاريع تعتبرها "تصفوية" للقضية الوطنية.

ويبدو أن البيانات والتصريحات "الحادّة" الصادرة هذه الأيام عن المسؤولين الفلسطينيين ومعهم حكومة تسيير الأعمال برئاسة رامي الحمد الله ستتصاعد خلال الفترة القادمة، ليس فقط مع تسارع "العد التنازلي" لصفقة القرن، بل أيضاً على ضوء انعقاد مؤتمر "الأمن" حول الشرق الأوسط في العاصمة البولندية وارسو، الثلاثاء المقبل، حيث ستكون فيه القضية الفلسطينية حاضرة، لا سيما وأن جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيتحدث عن الملامح العامة لخطته للسلام التي عكف على إعدادها ضمن فريق مختص على مدار عامين.

وبينما رفضت السلطة الفلسطينية عبر تغريدة لأمين سر تنفيذية "منظمة التحرير" صائب عريقات على موقع "تويتر"، دعوة للمشاركة في مؤتمر وارسو، قال مصدر سياسي مطلع لـ"المدن"، إن الدعوة أميركية ولكن وُجهت بشكل غير مباشر للسلطة عبر الدولة المستضيفة بولندا، غير أنّها كانت "خجولة"، ولأنها جاءت متأخرة فهي لم تعدو أكثر من كونها "رفعاً للعتب".

بدوره، أكد قيادي مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية لـ"المدن"، أن الولايات المتحدة لم توجه أي رسائل بالطرق المباشرة لمشاركة السلطة، لكن واشنطن بعدما راجعت دولاً عربية، طلبت من بولندا توجيه الدعوة إلى رام الله من أجل المشاركة.

وشنّ القيادي هجوماً لاذعاً على الدول العربية المشاركة والبالغ عددها 12 من مجموع 40 دولة من أنحاء الحالم، جاءت لتحضر المؤتمر المذكور، إذ يقول: "يشعر العرب المشاركون بالخزي، لأنهم ذاهبون إلى وارسو ليسمعوا خطاباً لنتنياهو ويصافحوه. وإلا ماذا سيفعلون غير ذلك؟".

ويبدو أن الإدارة الأميركية تحاول أن تحرك المياه الراكدة بشأن "صفقة القرن" مع اقتراب إعلانها المقرر بعد انتخابات الكنيست التي ستجري في ابريل/ نيسان المقبل، وذلك من خلال إثارة البلبلة والفضول بشكل مقصود، عبر القول إن "كوشنر سيتحدث عن الخطة وسيتم النقاش والإستماع لتساؤلات بخصوصها".

ويقول مصدر دولي واسع الإطلاع لـ"المدن"، إن الحديث عن القضية الفلسطينية في المؤتمر في سياق خطة السلام الأميركية يبدو هو الآخر رفعاً للعتب، لأنه تم الترتيب لأمور متعلقة أكثر بإيران وسياسات أميركيا ومحاولاتها لخلق الناتو العربي لمواجهتها، فضلاً عن الخريطة الجيو-سياسية للمنطقة كما تراها إدارة ترامب، وما يتصل بها من رؤية لمستقبل سوريا وكذلك الملف اليمني.

ولأنّ المسؤولين الأميركيين باتت لديهم معرفة أنه بغياب أي متابعة للقضية الفلسطينية، سيكون موقفهم ضعيفاً في ما يخص ترتيب الخريطة الجيو-سياسية، فيعني أن التطرق لخطة السلام وفق منظور كوشنر، هو إلزامي اضطراري مرتبط بهدف أسمى وهو صياغة منطقة بلا نفوذ إيراني.

ويتوقع المصدر الدولي أن يعلن كوشنر على هامش المؤتمر خريطة طريق عامة، لحل الملف الفلسطيني- الإسرائيلي، لكن من دون تفاصيل؛ ذلك أن التأخير الأميركي لإعلان "صفقة القرن" لعامين لم يعد مقنعاً لأي من الأطراف. بيدَ أن المصدر يعود ويقول "اتوقع أن كوشنر سيعلن أمراً ما.. لكن الإعلان شيء والتطبيق شيء آخر".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024