حماة الشمالي: الأربعين والزكاة بيد مليشيات النظام

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/08/07
تمكنت مليشيات النظام المدعومة بغطاء جوي ومدفعي كثيف، من الاستيلاء على بلدة الزكاة في ريف حماة الشمالي، صباح الأربعاء، بعدما دخلت بلدة الأربعين، بحسب مراسل "المدن" محمود الشمالي.

وتمكنت مليشيات النظام من السيطرة على بلدة الزكاة الاستراتيجية بعد تمهيد جوي ومدفعي عنيف منذ صباح الأربعاء. وبهذا التقدم تكون المليشيات قد تمكنت من كشف مدينة اللطامنة جنوب غربي الزكاة، ورصد طريق كفرزيتا-اللطامنة، وتقييد حركة المعارضة في المنطقة. وتسبب القصف الجوي الروسي بمقتل 4 عناصر من "جيش النصر".

وبدأت مليشيات النظام تقدمها باتجاه بلدة الأربعين، ليل الثلاثاء/الأربعاء، من محورين؛ من حصرايا ومن الجبين، وثبتت نقطة لها بالقرب من خزان الماء في الجهة الشرقية لقرية الأربعين. وفي الوقت ذاته، تقدمت قوات أخرى باتجاه بلدة الزكاة من محور وادي حسمين، واستطاعت تثبيت نقطة لها غربي البلدة، فأشغلت قوات المعارضة المرابطة في المنطقة عن محور الأربعين.

وعمدت المليشيات الى تكثيف عدد مجموعات الاقتحام، وثبتت في النقاط التي تقدمت إليها قواعد صواريخ ليلية مضادة للدروع كورنيت وكونكرس، لشل حركة الاليات واستهداف التعزيزات، هذا بالإضافة إلى الغارات الروسية المستمرة بمساندة طيران الاستطلاع على خطوط إمداد وقواعد انطلاق مقاتلي المعارضة. وتمكنت المعارضة من قتل وإصابة عدد من عناصر ثلاث مجموعات اقتحام للمليشيات، مع بداية الهجوم.



وتناوبت طائرات النظام الحربية الرشاشة والطائرات المروحية على استهداف مدن اللطامنة وكفرزيتا وخان شيخون ولطمين  ومحاور الاشتباك بالبراميل المتفجرة، بالإضافة للصواريخ والمدفعية.

ومنذ نقضت مليشيات النظام وقف اطلاق النار، الاثنين، تركزت أغلب الغارات الجوية على ريف حماة الشمالي، تمهيداً لهذه المعركة، إذ لم تمتد الغارات كثيراً داخل إدلب.

بدورها استهدفت المعارضة بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ قوات النظام المتمركزة في معسكر الشيخ حديد والجبين والسقيلبية ومحاور تقدم قوات النظام في وادي حسمين وحصرايا والأربعين كنوع من التغطية النارية واسكات مصدر النيران لاستيعاب الهجوم.

وتقع بلدة الأربعين على مسافة كيلومترين إلى الغرب من مدينة كفرزيتا، ما يكشفها بالكامل. كما تكشف الأربعين نقاط رباط المعارضة على جبهة الحماميات في منطقة قضيب البان. ومع سيطرة المليشيات على بلدة الزكاة المرتفعة قد سيطرت نارياً على طريق الحماميات-محردة، وباتت قادرة على رصد تحركات المعارضة بين كفرزيتا واللطامنة، وحتى ريف ادلب الجنوبي.

القائد العسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب أبو حمزة، قال لـ"المدن"، إن قوات المعارضة رفعت جاهزيتها قبل تحركات النظام على هذه الجبهة والتي يسعى الروس والنظام من خلالها لتشكيل قاعدة نارية وهجومية باتجاه مدينتي اللطامنة وكفرزيتا، وهما الجيب الأخير الذي تسيطر عليه المعارضة في ريف حماة الشمالي. وبذلك، تستطيع المليشيات تأمين مناطق نفوذها في السقيلبية ومحردة وحلفايا، بشكل شبه كامل وتحقيق تقدم عسكري لطالما حلمت به سابقاً.

وتشارك جميع فصائل المعارضة في هذه المعارك، خاصة "جيش العزة" الذي يضع معظم ثقله العسكري فيها. وتعتبر المعركة مصيرية بالنسبة للجيش، وتهدد وجوده في مدينة اللطامنة التي تعتبر معقله الرئيسي منذ بداية الثورة السورية. وإلى جانبه تشارك فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" و"هيئة تحرير الشام". وتدرك جميع الفصائل خطورة تقدم النظام في هذه المنطقة التي تعتبر البوابة الواسعة لدخول ريف إدلب الجنوبي.

وبالتوازي مع معارك ريف حماة الشمالي، تمكنت قوات المعارضة المرابطة على محور أبو ضهور في ريف إدلب الشرقي، من التعامل مع محاولة تسلل نفذتها مجموعة لمليشيات النظام المتمركزة في تلة مسيطف باتجاه نقطة تل خطري الواقعة بينها وبين قوات المعارضة المتمركزة في نقطة الكتيبة المهجورة. ودارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة ورمايات المدفعية انتهت بعودة الوضع الى ما كان عليه سابقاً.

واستهدف الطيران الحربي الروسي منطقة كبانة في جبال الساحل واطراف بلدة مرعند في ريف جسر الشغور الغربي، بالغارات الجوية. كما استهدفت مدفعية النظام المتمركزة في معسكر جورين في سهل الغاب بلدة العنكاوي ومحيط بلدة سفوهن وسفوح جبل شحشبو الغربية بالقذائف الصاروخية، بالإضافة الى استهداف مدينة خان شيخون وبلدة ركايا سجنه والهبيط بشكل مستمر بالطيران الحربي وقذائف المدفعية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024