تحذير أوروبي لإيران من رفع تخصيبها لليورانيوم

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/06/18

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة، الثلاثاء، إن إيران لن تشن حرباً على أي دولة.

وقال روحاني "إيران لن تشن حربا على أي دولة... من يواجهوننا مجموعة سياسيين محدودي الخبرة".

وتأتي تصريحات روحاني بعد تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة في أعقاب اتهامها الصريح لطهران بالوقوف وراء عمليات تفجير سفن في خليج عُمان خلال الأيام الماضية.

وأعلنت طهران الإثنين أن احتياطاتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز اعتبارا من 27 حزيران/يونيو الحدود التي ينصّ عليها الاتفاق النووي.

وحذرت ألمانيا وبريطانيا طهران، من تنفيذ تهديداتها وتجاوز الحد المنصوص عليه في تخصيب اليورانيوم في الاتفاق النووي لعام 2015، بينما اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي فدريكا موغيريني تهديدات إيران تأتي في إطار "الجدلية السياسية".

لكن وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس رفض التحذير الايراني وشدد على ضرورة ان تلتزم طهران بتعهداتها الواردة في الاتفاق.

وقال ماس بعد محادثات مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ "لقد أعلنا في السابق أننا لن نقبل بأقل مقابل أقل. الأمر متروك لإيران للالتزام بتعهداتها". وأضاف "بالتأكيد لن نقبل التراجع عن الالتزامات من جانب واحد".

وردد متحدث باسم الحكومة البريطانية قائلاً، إن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق "أوضحت باستمرار أنه لا يمكن الحد من الالتزام". وأضاف "في الوقت الحالي لا تزال إيران ضمن التزاماتها النووية. نحن ننسق مع الشركاء الاوروبيين في شأن الخطوات التالية".

ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إيران الى التحلي ب "الصبر والمسؤولية" ردا على اعلان طهران بشأن احتياطها من اليورانيوم المخصب. وقال خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الاوكراني فولودومير زيلنسكي في باريس "أعرب عن الأسف للتصريحات الإيرانية"، مضيفا أن طهران لا تزال حتى الآن "تحترم واجباتها ونشجعها بقوة على التحلي بالصبر والمسؤولية".

وتابع ماكرون "إن أي تصعيد لن يدفع بالاتجاه الصحيح" مضيفا "سنبذل كل ما هو ممكن لإقناع إيران" بسلوك هذه الطريق.

وفي وقت لاحق، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية العالم إلى "عدم الخضوع للابتزاز النووي" الايراني.

وقالت مورغان أورتاغوس "نواصل دعوة النظام الايراني للامتثال لالتزاماته تجاه المجتمع الدولي".

وأجابت ردا على سؤال "قلنا بوضوح شديد أننا لن نتسامح مع حصول إيران على سلاح نووي، نقطة على السطر".

من جهته، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من إيران أن تواصل تطبيق التزاماتها النووية.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه "يشجع الأمين العام إيران على مواصلة تطبيق التزاماتها في المجال النووي ويدعو كافة الأطراف إلى احترام واجباتها والدول الأعضاء الأخرى إلى دعم تطبيق" الاتفاق النووي.

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني إن "تقييمنا لن يكون قائما أبدا على تصريحات، بل على حقائق، وعلى التقييم الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضافت "حتى الأن وأنا أتحدث معكم ما زالت إيران تحترم التزاماتها. وإذا غيرت الوكالة تقييمها فسوف نجري تقييما لموقفنا".

وتابعت موغيريني أن "التصريحات عبارة عن عناصر ذات صلة بالجدلية السياسية، لكن تقييمنا لتطبيق الاتفاق يستند إلى التقييم الواقعي والسليم تقنيا اللذين أجرتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها".

وحذرت في ختام الاجتماع من أن النزاع سيكون "في غاية الخطورة"، وقالت "لن يستفيد أحد من ذلك".

كذلك قال الوزير الفنلندي بيكا هافيستو "من الضروري الحصول على كل الأدلة" قبل استخلاص الاستنتاجات.

وأيد عدد كبير من الوزراء موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي طالب بإجراء تحقيق مستقل.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إن "المهمة الأساسية لوزراء الخارجية هي تجنب اندلاع الحرب"، محذرا من تكرار الأخطاء الدبلوماسية التي أدت إلى غزو العراق عام 2003.

واضاف "أنا مقتنع، كما كنت قبل 16 عاما، بأن علينا ألّا نقع في خطأ الاعتقاد بأن في امكاننا حل مشكلة في الشرق الأوسط بالسلاح".

وحذر وزير الخارجية النمساوي الكسندر شالنبرغ من أن "الخطر هو أننا هنا نلعب بالنار، وفي النهاية لن يكون هناك في الواقع سوى خاسرين".

وتسعى الدول الأوروبية إلى الحفاظ على ما تراه نجاح في الاتفاق النووي مع طهران الذي حد من قدراتها على تصنيع قنبلة نووية، بالإضافة لمكاسب شركات أوربية في الاستثمار في طهران.

على صعيد أخر، أرسلت القوات الأميركية قوات إضافية إلى الشرق الأوسط بهدف مواجهة التصعيد الإيراني في الخليج العربي مؤخرا.

وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان: "سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستواصل مراقبة الوضع بدقة" من أجل "تعديل حجم القوات" إذا اقتضى الأمر.

وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.

وأوضح شاناهان أن "الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية".

لكن الوزير الأميركي شدّد على أنّ "الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران".


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024