"قمة القدس" في الظهران: "اليقظة لوقف الاطماع الاقليمية"

المدن - عرب وعالم

الأحد 2018/04/15

اختتمت أعمال القمة العربية الـ29، في مدينة الظهران السعودية، الأحد، بالتأكيد "على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة الأخطار التي تواجه الدول العربية وتصون أمنها واستقرارها".

وقال البيان الختامي، إن القادة العرب تعهدوا "بالعمل على تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية، والعمل على دعم الاستراتيجيات لصيانة الأمن القومي العربي". كما شددوا على "أهمية السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط على أساس مبادرة السلام العربية، واليقظة لوقف الأطماع الإقليمية التي تستهدف أراضي الدول العربية".

وطرح الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، الأحد، مبادرة لمواجهة ما وصفها بالتحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان "تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة". وقال "إيماناً منا بأن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية"، ولم يكشف المزيد من التفاصيل حول المبادرة.

وشدد الملك سلمان، الذي تسلم رئاسة القمة العربية من العاهل الأردني عبدالله الثاني وأسماها "قمة القدس"، على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، مجدداً استنكاره لقرار وشنطن نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وقال إن "القضية الفلسطينة هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الفلسطينيين على حقوقهم".


وفي الشأن اليمني، أكد الإلتزام "بوحدة اليمن واستقلاليته وسلامة أراضيه". وأعرب عن تأييده لـ"الجهود الرامية لحل سياسي للأزمة في اليمن". كما جدد إتهام إيران بالإرهاب والتدخل في شؤون الدول العربية. وقال "نجدد الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة ونرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية".

ويشارك في القمة 16 زعيم دولة ما بين رؤساء وملوك وأمراء، ويغيب عنها 6 زعماء أبرزهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يغيب للمرة الاولى منذ توليه مقاليد الحكم عن قمة عربية، حيث أرسلت الدوحة مندوبها الدائم في الجامعة العربية لتمثيلها في القمة.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، دعا في كلمته إلى تبني ودعم خطة السلام، التي طرحها في شباط/ فبراير في مجلس الأمن، والتي تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية.

ورأى أن الإدارة الأميركية خرقت القوانين الدولية بقرارها اعتبار القدس عاصمةً لإسرائيل، وجعلت من نفسها طرفاً في الصراع وليست وسيطاً منفرداً لحله، مشدداً على أن "القدس تشهد هجمة إسرائيلية غير مسبوقة تهدف طمس هويتها وتهجير أهلها بدعم أميركي"

وقال عباس، إن الجانب الفلسطيني لم يرفض المفاوضات يوماً، واستجاب لجميع المبادرات التي قدمت، داعياً الدول العربية للحيلولة ضد مساعي إسرائيل للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن.

من جهته، قال الملك الأردني عبدالله الثاني إن "القدس مفتاح السلام"، وأنها حق أبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين. وأضاف "لا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية.. وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية".

ودعا ملك الأردن إلى الوقوف بجانب الفلسطينيين الذين يتمسكون بحل الدولتين ونبذ العنف، ودعم صمودهم لتحقيق دولتهم المستقلة. وقال "إن من واجبنا ومسؤوليتـنا المشتركة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولي، توفير الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تمكين وكالة الأنروا من الإستمرار بتقديم خدماتها".

وفي ما يخص الأزمة السورية، أكد العاهل الأردني القيام بمبادرات في إطار "دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه". وأضاف "نؤكد التزامنا بمبدأ حسن الجوار، ونؤمن بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو إثارة الفتن والنزاعات الطائفية فيها، أو تهديد أمنها بأي شكل من الأشكال".

بدوره، دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إلى ضرورة توافق عربي حيال الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية والوصول إلى تسوية سياسية بشأنها. وقال إن "الأزمات العربية في سوريا وليبيا واليمن أو في فلسطين تخصم من أمننا القومي الجماعي واستمرارها دون تسوية نهائية يعرقل الجهود المخلصة ويضعفنا".

ودعا إلى بذل مزيد من الجهود أمام ما أسماه بـ"مخططات اختزال قضية الفلسطينيين في حفنة من الامتيازات الاقتصادية". وشدّد على أن القضية الفلسطينية تتطلب مزيداً من الدعم السياسي والمادي للوصول إلى حل عادل وشامل.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه رسالةً إلى القمة العربية، أبدى فيها "استعداد روسيا للتعاون مع جامعة الدول العربية من أجل ضمان الأمن الإقليمي". وأعرب عن أمله في أن تتمكن روسيا والدول العربية في مرحلة ما بعد "داعش"، من الإسهام في تفعيل عمليات التسوية السياسية وإعادة الإعمار وحل المشكلات الإنسانية الملحة في سوريا والعراق.

وأكد بوتين ضرورة الاستمرار في محاربة الجماعات الإرهابية، مع الاحترام الصارم لسيادة الدول العربية ووحدة أراضيها. وشدد الرئيس الروسي على عدم إمكانية تطبيع الأوضاع في الشرق الأوسط بصورة مستدامة من دون إيجاد حلّ جذري للقضية الفلسطينية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024