مؤتمر وارسو مجرّد تظاهرة..لن يسفر عنه قرارات

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/02/12

يطير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة البولندية وارسو، الثلاثاء، للمشاركة في مؤتمر حول "الأمن في الشرق الأوسط" دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية، وسط غموض حول الدول العربية التي ستشارك في هذه الموقعة.

وحصلت "المدن" على قائمة بأسماء الدول العربية التي تمت دعوتها للمشاركة في المؤتمر، لكن من غير الواضح أي منها قد أكد مشاركته. بيدَ أنه من المؤكد أن كلاً من مصر والأردن اللتين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ستشاركان في المؤتمر، بالإضافة إلى دول خليجية وأخرى تربطها علاقات قوية مع الولايات المتحدة، غير أن هناك تفاوتاً في مستوى التمثيل لها في المؤتمر المذكور.

ولعل السلطة الفلسطينية تدرك أنه من الصعب على بعض الدول العربية أن ترفض المشاركة في مؤتمر وارسو، الذي يبحث التهديدات في المنطقة وتحديداً ما تسميه واشنطن وهذه الدول "الخطر الإيراني". ولذلك فقد طلبت القيادة الفلسطينية في رام الله من الدول العربية التي ستشارك- لا محال- بتخفيض مستوى تمثيلها، والإمتناع قدر الإمكان.

مصدر رسمي من دولة عربية مشاركة في المؤتمر، قال لـ"المدن"، إن محاولات السلطة الفلسطينية الضغط على دول عربية لعدم المشاركة وألا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني هو أمر "غير منطقي"، فمن الصعب الضغط على اي دولة في العالم لمقاطعة أميركا بصفتها دولة عظمى.

ودعا المصدر، السلطة الفلسطينية لإعادة النظر بسياستها، مبيناً أنه دعم مقاطعة السلطة الفلسطينية للإدارة الأميركية بعد خطوة اعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لكنه ليس صحيحاً أن تطول مدة المقاطعة، معللاً ذلك بأن الفائدة المرجوة من المقاطعة تقل مع مرور الوقت، وقد أرسلت السلطة رسالتها الواضحة بهذا الشأن إلى واشنطن.

وطالب المصدر بضرورة وجود نهج عملي لدى السلطة الفلسطينية للتعامل مع الوضع القائم "لأن السياسة هي فن الممكن" ومن دون التفريط بالمواقف والمبادئ، على حد تعبيره. وحول انتقاد السلطة، للدول العربية المشاركة باعتبار أنها ستصافح نتنياهو وتستمع لخطابه، أجاب هذا المسؤول: "ما الفرق عن منصة الأمم المتحدة حينما يسمع الجميع لخطاب نتنياهو وغيره من الزعماء؟".

وأعرب المسؤول العربي عن اعتقاده في أن المؤتمر قد تم إعداده على عجل، وهدفه الرئيس إيران وليست القضية الفلسطينية. لكن الولايات المتحدة أضافت البند الفلسطيني كبند ثانوي على الموضوع. ولأن دولاً عديدة غير متحمسة للمؤتمر فإن نحو خمسة وثلاثين دولة أكدت حضورها المؤتمر حتى الآن، من أصل سبعين تمت دعوتها، أي ما يقارب النصف او أقل من النصف قد قَبِل المشاركة.

مصدر سياسي مطلع رجح لـ"المدن" أن مؤتمر وارسو لن يكون محطة كبيرة في رسم سياسات المنطقة، معتبراً أنه سيكون مجرد "تظاهرة تنفضّ بعد انتهائها"، ولن يتمخض عنه قرارات استراتيجية ومصيرية، ذلك أن الولايات المتحدة لا تعتبر الإحتلال الاسرائيلي جزءاً من مشاكل المنطقة الكبرى وتركز على إيران، بينما تتباين آراء الدول العربية في هذا المضمار.

ويعتقد المصدر أن رئيس وزراء إسرائيل سيحاول تحقيق انجازات على هامش المؤتمر، وسيحاول أن يُجير مؤتمر وراسو لخدمة حملته الإنتخابية عبر التقاط صور مع مَن يستطيع من المسؤولين العرب.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024