ملاحقة ترامب تتسارع..بأي طريقة سيغادر البيت الأبيض؟

المدن - عرب وعالم

الأحد 2021/01/10
طلبت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي من زملائها الديمقراطيين في المجلس الاستعداد للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع، قبل يوم واحد من تقديم لائحة اتهام في المجلس ضد الرئيس دونالد ترامب.

وقالت بيلوسي في رسالة إلى الأعضاء الديمقراطيين: "سنواصل الاجتماعات مع الأعضاء وخبراء الدستور وغيرهم"، مضيفة "أحثكم على أن تكونوا على استعداد للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع".

وذكرت بيلوسي في الرسالة أن النواب أقسموا اليمين للدفاع عن الديمقراطية. وكتبت: "لهذا السبب، من الضروري للغاية محاسبة أولئك الذين ارتكبوا الاعتداء على ديمقراطيتنا. يجب أن يكون هناك اعتراف بأن هذا التدنيس كان بتحريض من الرئيس".

وتأتي الرسالة، وسط مناقشات تدور حول محاولة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثانية، بسبب دوره في تحريض أنصاره، الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأربعاء وتسببوا بفوضى كبيرة.

وكشفت وكالة "رويترز" عن وثيقة متداولة بين أعضاء الكونغرس بخصوص محاكمة متوقعة في مجلس النواب لترامب. وقالت إن الوثيقة -التي تهدف إلى إطلاق إجراءات عزل الرئيس- صاغها نواب ديمقراطيون، وتتضمن اتهاماً لترامب بأنه تعمّد إطلاق تصريحات تحرض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة، في محاولة لقلب نتيجة الانتخابات.

بدورها، حصلت صحيفة "واشنطن بوست" على مذكرة وزّعها رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل تحدّد سيناريوهات محاكمة الرئيس الخاسر في الانتخابات، للمرّة الثانية، بغرض عزله.

وقال ماكونيل في المذكرة، إن السيناريو المرجّح هو أن يتسلم مجلس الشيوخ من رؤساء مجلس النواب مواد العزل -في حال تمّ التصويت عليه- يوم 19 كانون الثاني/يناير. وبالنظر إلى أن قواعد مجلس الشيوخ تقتضي أن يباشر الأخير النظر في مواد العزل بعد يوم واحد من تسلّمها، فذلك يعني أن المحاكمة ستنعقد في اليوم التالي، بعد ساعة واحدة من إدلاء بايدن بالقسم، وفي ذلك الحين سيكون ترامب قد غادر منصب الرئاسة رسمياً.

وتشير مذكّرة ماكونيل إلى أن الاستثناء الوحيد الذي قد يعطي لمجلس الشيوخ صلاحية الاجتماع قبل انتهاء عطلته هو أن يوافق أعضاؤه ال100، بالإجماع، على الانعقاد. ويبدو هذا السيناريو مستحيلًا في الظرف الراهن، رغم إبداء أعضاء جمهوريين انفتاحاً على التصويت لصالح العزل.

من جانبها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أن ترامب أوضح في محادثات له خلف أبواب موصدة أنه لن يستقيل، وأعرب عن ندمه على الكلمة المسجلة التي وجهها الخميس، وتحدث فيها عن انتقال سلمي للسلطة، بعد يوم من اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مقرب من بنس أنه لا يستبعد التوجه نحو تفعيل التعديل 25 من الدستور لعزل ترامب، وأنه قد يلجأ إليه في حال ازداد الرئيس تهوراً. وأشار المصدر إلى وجود بعض القلق لدى فريق نائب الرئيس من وجود مخاطر تترتب عن اللجوء إلى هذا الخيار، أو حتى التوجه نحو محاكمة ترامب في الكونغرس، بسبب احتمال أن يتخذ الرئيس إجراءات متهورة تعرض البلاد للخطر.

وفي السياق، ترى "واشنطن بوست" أن فترة ترامب بلغت الآن آخر فصولها، متسائلة في أي ظروف سيغادر ترامب البيت الأبيض؟ وكيف سيزيد هذا الرحيل إرثه الملوث أصلاً طوال السنوات الأربع الماضية قبحا؟

وتضيف الصحيفة أن نهاية ترامب باتت تقترب بطرق لم يكن يتخيلها قبل أعمال الشغب. وأكدت أن أعضاء من حكومته وموظفين بالبيت الأبيض تخلوا عنه، رغم أن الأوان قد فاتهم على الأرجح للإفلات من تداعيات الوقوف إلى جانبه لفترة طويلة.

والأخطر من ذلك أنه يواجه الآن احتمال محاكمته للمرة الثانية أمام أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين، وهو مصير -إن حدث- سيجعل منه رئيس الولايات المتحدة الوحيد الذي يحمل "وصمة العار" هذه على جبينه للأبد.

وترى الصحيفة أن دور ترامب في تأجيج الحشود التي غزت ثم دنست مبنى الكابيتول، الرمز الأكثر وضوحا للديمقراطية الأميركية، ترك الرئيس مع القليل جداً من المدافعين والحلفاء في الكونغرس. كما أن علاقته بنائبه مايك بنس تدهورت كثيرا فقط لأن الأخير فعل الشيء "الصحيح" و"المحدد دستورياً".

وتؤكد "واشنطن بوست" أن اعتبارين أساسيين يبرران المساعي والتحركات الأخيرة لإجبار ترامب على التنحي، هما الخطر الواضح والقائم الذي قد يشكله بمواقفه وتصرفاته، ثم تجنب أي ضرر إضافي قد يحدثه رئيس هشّ بشكل مزاجي خلال أيامه الأخيرة في السلطة.

وترى الصحيفة أن مساعي تنحية الرئيس أو غيابها سيكون لهما عواقب، والأمر الأكيد أن الوقت بات قصيراً جداً قبل إسدال الستار نهائيا على فترته الرئاسية، كما أن مسؤوليته في أحداث اجتياح مبنى الكابيتول لا يمكن إنكارها، ومهما كانت الطريقة التي سيغادر بها ترامب المشهد فإن شبح أيامه الأخيرة في البيت الأبيض سيبقى يطارده إلى الأبد.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024