أنفاق"حزب الله": ذريعة إسرائيل لإستهداف الصواريخ "الدقيقة"؟

أدهم مناصرة

الثلاثاء 2018/12/04

أجمعت الصحافة الإسرائيلية في أعدادها الصادرة، الثلاثاء، على أن تعزيز قوة إيران، وتسلح "حزب الله" اللبناني، كانا الموضوعين الرئيسيين اللذين بحثهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في بروكسل مساء الإثنين.

وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن التقديرات تشير إلى طلب نتنياهو لدعم أميركي حال قررت إسرائيل مهاجمة لبنان، لكن الصحيفة أوضحت أيضاً أن موضوع "حزب الله" أدرجته في سياق أشمل، وهو "وقف العدوانية الإيرانية في المنطقة".

وعنونت صحيفة "معاريف" صدر صفحتها الأولى: "نتنياهو اجتمع مع وزير الخارجية الأميركي، وبعث برسائل تهديد للبنان"، فيما أكدت صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو ناقش النشاط الإيراني في المنطقة.

أما صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد قرّبت المجهر أكثر على صواريخ "حزب الله" في لبنان، مُبينة أن نتنياهو وبومبيو ناقشا مستقبل هذه الصواريخ "الدقيقة". ونسبت القناة "الثانية" الإسرائيلية إلى نتنياهو تهديداً لنقله إلى لبنان عبر وزير الخارجية الأميركية مفاده "إما يتم إيقاف حزب الله.. أو أننا سنعمل عسكرياً".

وفي أعقاب اجتماع نتنياهو-بومبيو، جاء ما سُمي بكشف اسرائيلي، الثلاثاء، لأنفاق أقامها "حزب الله" اللبناني على امتداد الحدود الشمالية، وذلك في إطار عملية هندسية وُصفت بالواسعة يُنفذها الجيش الإسرائيلي في هذه الأثناء. هذا الكشف ولّدَ السؤال الأكبر حول ما إذا كانت أنفاق "حزب الله" هي الموضوع الملح الذي ناقشه نتنياهو مع وزير الخارجية الأميركية، وما إذا كان ذلك يوحي بإشتعال مُرتقب للجبهة الشمالية في قادم الأيام؟

مع ذلك، لا يُمكن استبعاد فرضية أن الإعلان الإسرائيلي عن أنفاق "حزب الله" قد يكون ذريعة للقيام بعملية عسكرية أوسع ضد لبنان، بحجة استهداف الصواريخ "الدقيقة" التي باتت تثير القلق الإسرائيلي بشكل متزايد، إذ إن علامات الإستفهام تحوم أيضاً حول هذه النقطة تحديداً.

وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الجيش الإسرائيلي بدأ بعمليته الأولية بخصوص كشف انفاق حزب الله ليل الاثنين/الثلاثاء، بالتزامن مع لقاء نتنياهو-بومبيو. لكن هذا الزعم الإسرائيلي يثير شكاً أكبر، فليس من المعقول أن اكتشافها جاء بالصدفة وفي الوقت الذي يجتمع فيه نتنياهو مع بومبيو، بل يُفترض أن الإكتشاف كان قبل اسابيع قليلة على الأقل، ما دفع نتنياهو للسفر سريعاً إلى بروكسل ليحذر من مغبتها خلال لقائه بومبيو.

ومنذ ساعات صباح الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي البلدات الحدودية الشمالية مناطق عسكرية مغلقة بالتزامن مع العملية "الهندسية" التي ينفذها، خاصة بمحاذاة بلدة المطلّة وغيرها، وسط مزاعم بأن الجيش سيركز في عملية الحفر والبحث عن الأنفاق في الجهة الإسرائيلية من الحدود، أي من دون تجاوز للخط الأزرق.

وتجري العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الحدودية المذكورة، وسط تصاعد القلق من تدحرج الامور الى مواجهة عسكرية مع "حزب الله"، خاصة وأن هناك رفعاً لوتيرة التأهب الإسرائيلية واستعدادات مكثفة على خلفة العملية الهندسية.

وتفيد مصادر "المدن"، أن الجيش الاسرائيلي يراقب ويتابع قضية أنفاق "حزب الله" منذ عام، إذ تم تشكيل فريق خاص في ما تسمى "قيادة المنطقة الشمالية" لمتابعة عمليات حفر الأنفاق.

وتقول الأوساط العسكرية الإسرائيلية إن احتمالات الذهاب إلى حرب بعد التطورات الأخيرة تعتمد على كل من إيران و"حزب الله" معاً، فإذا رد الحزب على العملية الهندسية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، فإن هذا يعني الحرب الحتمية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024