تقرير بريطاني: إيران تفوقت في المعركة مع السعودية

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2019/11/08
قالت دراسة أصدرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إن إيران تمكنت من التفوق في الصراع من أجل تعزيز نفوذها الاستراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة السعودية.

وأنفق خصوم إيران في المنطقة مليارات الدولارات لشراء أسلحة غربية، معظمها من بريطانيا. وعلى الرغم من تعرض إيران لعقوبات، فإنها تمكنت من تعزيز مكانتها في المنطقة في موقع تتمتع فيه بميزة استراتيجية، وبتكلفة تقل كثيراً عن ما ينفقه خصومها.

ويقدم التقرير الذي أصدره المعهد الاستراتيجي في 217 صفحة تحت عنوان: شبكات نفوذ إيران في الشرق الأوسط، تفاصيل غير مسبوقة فيما يتعلق بنطاق عمليات إيران في المنطقة وما بلغته.

ويقول التقرير الذي نشرته شبكة "بي بي سي": "الجمهورية الإسلامية قلبت ميزان القوى المؤثرة في الشرق الأوسط لصالحها". وقد توصلت إلى ذلك بواسطة "مواجهة القوى التقليدية العظمى بعمليات نفوذ، وباستخدام طرف ثالث".

وكان العنصر الأساسي هنا هو فيلق القدس - جناح العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني.

ويقول التقرير عند توثيقه بالتفصيل لمسارات الإمداد الإيراني عبر سوريا والعراق، إن "حزب الله" اللبناني "بلغ وضعاً فريداً بين شركاء إيران".

وعلى الرغم من أن التقرير يصنف حزب الله باعتباره "أقرب إلى أن يكون شريكاً صغيراً موثوقاً به لإيران، وشقيقاً في السلاح من أن يكون وكيلاً"، فإنه يقول إن الجماعة أصبحت محاوراً مركزياً لمجموعة من المليشيات العربية والأحزب السياسية التي لها علاقات بإيران.

ويعلق التقرير على العلاقة بين إيران والحشد الشعبي في العراق قائلاً: "تحول الحشد الشعبي من متطوعين وطنيين إلى جزء راسخ من نظام الحكم في البلاد كلفه الدعم الشعبي الذي كان يحظى به.. ما يجري في العراق أمر خطير بالنسبة إلى الإيرانيين، إذ إنهم يغامرون بفقد سيطرتهم هناك".

وحول الوضع في سوريا، يقول التقرير: "اليوم توطد إيران وضعها في الحكومة السورية التي تتطور، والبنية الأمنية غير الرسمية، معززة تهديدها لإسرائيل". 

وحول الخلاف مع السعودية، جاء في التقرير: "كان دعم إيران للجماعات المتشددة في البحرين، والسعودية، والكويت، أساساً يهدف إلى الضغط على الحكومات وإزعاجها، وفرض تكلفة سياسية لعلاقاتها مع الولايات المتحدة".

ويضيف التقرير أن التهديد الأمني الذي تمثله تلك الجماعات، أمر يمكن التعامل معه. لكن هجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ على منشآت النفط السعودية الحيوية في السعودية في أيلول/سبتمبر أظهرت عدم تحصن دول الخليج العربية ضد أي هجمات من هذا النوع.

ويختتم التقرير بأنه ليس من المحتمل أن تغير إيران مسارها مدة بقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وسوف "تستمر في انتهاز الفرص لتوسيع نطاق قدرات الطرف الثالث".

ورداً على تقرير المعهد الاستراتيجي قال متحدث باسم السفارة الإيرانية في لندن ل"بي بي سي": "إذا كان التقرير يعني أن دور إيران في المنطقة يجب احترامه، فإنه علامة مرحب بها".

وأضاف أن "سياسة تجاهل إيران قد فشلت. فقد قاومت إيران، وتمكنت من السيطرة على أضرار الإرهاب الاقتصادي الأميركي. ولذلك فهي أمة قوية، ولديها علاقات كثيرة مع الدول الأخرى، وطرحت مبادرات كثيرة للتعاون الإقليمي".

ويرى مركز أبحاث آخر هو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن إيران استفادت من دعمها للجماعات التي تتفق مع أغراضها. 

ويقول المجلس: "لا تستطيع إيران التنافس مع السعودية، إذا نظرنا إلى القدرات العسكرية التقليدية، ولذلك سعت إلى استخدام وسائل غير تقليدية لتأمين مصالحها، وحماية نفسها من التهديدات الخارجية. وإذا نظرنا إلى الفوز بالمعارك العسكرية نجد أن إيران ساندت اللاعبين المناسبين، مقارنة بالسعودية".

ويقول مركز أبحاث الجغرافيا السياسية في ولاية تكساس: "يحتمل أن تستمر إيران في تحدي توسيع نطاق العقوبات الأمريكية. وسوف تقدم الأسابيع الستة المقبلة لإيران فرصا محتملة لشن هجمات على السعودية وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين في الشرق الأوسط".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024