كفرتخاريم تطرد مجلس شوراها: لا اتفاق مع "تحرير الشام"

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/11/07
بدأت "هيئة تحرير الشام" عملية اقتحام مدينة كفر تخاريم في ريف ادلب الغربي، صباح الخميس، بعدما حاصرتها. وطلب مصدر عسكري من "الهيئة" المدنيين بالإلتزام في المنازل حتى "انتهاء الحملة الأمنية على المفسدين". وتعرضت المدينة لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من عناصر "الهيئة"، وتعرضت مواقع على أطرافها لقصف تسبب باشتعال النيران، وسُجل سقوط عدد من القتلى بين المدنيين والمدافعين عن المدينة.

وتظاهر المئات من أهالي مدينة كفر تخاريم  ليل الأربعاء/الخميس، ضد "هيئة تحرير الشام" التي تهدد باقتحام مدينتهم بالقوة. وخرجت مظاهرات تضامنية مع كفر تخاريم في مدن وبلدات كفر رومة ومعرة النعمان وكللي وغيرها في ريف ادلب، وفي الاتارب بريف حلب الغربي، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وانتهت مهلة الـ48 ساعة التي منحها اتفاق "تحرير الشام" و"مجلس أعيان كفر تخاريم" و"فيلق الشام"، عند الساعة التاسعة من مساء الأربعاء، ولم يتم الالتزام ببنوده التي تضمنت تعهد قائد الكتائب التابعة لـ"فيلق الشام" في المدينة بمتابعة الموضوع والكشف عن الجهات والأشخاص التي تقف وراء الأحداث خلال 48 ساعة.

واتهمت "تحرير الشام" الأهالي بالاعتداء على الوفد التابع لها الذي التقى قادة "فيلق الشام" ووجهاء مدينة كفر تخاريم، وقالت إن وفدها تعرض لإطلاق النار وهو في طريق العودة، في "محاولة من المفسدين لتخريب الاتفاق".

وأعلن المتظاهرون رفضهم للاتفاق الذي يسمح بعودة "تحرير الشام" و"الإنقاذ" إلى المدينة، وطلبوا من المدنيين عبر مكبرات الصوت في الجوامع والمساجد بألا يخرجوا من بيوتهم إلا للضرورة القصوى في حال نفذت "تحرير الشام" تهديدها باقتحام المدينة.

وبدا المتظاهرون أكثر اصراراً على مواقفهم من "تحرير الشام" مع انتهاء مهلة الاتفاق، وقطعوا الطرق التي تصل المدينة بالضواحي، وانتشر المسلحون في شوارع كفر تخاريم استعداداً للمواجهة، ما أقلق "تحرير الشام" التي حشدت المئات من عناصرها وآلياتها المدرعة والمركبات العسكرية رباعية الدفع في ريف كفر تخاريم، واستقدمت أرتالاً عسكرية من ادلب وحارم وريف حلب الغربي وتجمعت التعزيزات بالفعل في أرمناز وسلقين وأبو طلحة وكفر كيلا وفي الضواحي القريبة من المدينة، وهددت باقتحام المدينة.

واستدعت "تحرير الشام"، ليل الأربعاء/الخميس، أعضاء "مجلس شورى كفر تخاريم"، إلى مدينة حارم، وتوصل الطرفان لاتفاق جديد، تضمن بنوداً متعددة، أبرزها تعهد "مجلس الشورى" بتسليم كافة الحواجز العسكرية فيها لإدارة الحواجز، ووضع المؤسسات الحكومية والمخفر تحت إدارة "الإنقاذ"، وتسليم المطلوبين لـ"الهيئة" عن طريق "مجلس الأعيان" بعد التشاور مع "مجلس الشورى"، والمساعدة في تشكيل "سرايا المقاومة الشعبية". كما ضمن الاتفاق لـ"تحرير الشام" أحقية فتح مقرات عسكرية في المنطقة.

وعاد وفد "شورى كفر تخاريم" إلى المدينة لإبلاغ المتظاهرين بنتائج الاتفاق الجديد مع "تحرير الشام"، لكن المتظاهرين رفضوه، واعتدوا على أعضاء "مجلس الشورى"، وطردوهم خارج المدينة. وأصدرت الفعاليات المدنية والعسكرية في كفر تخاريم، فجر الخميس، بياناً حول الاتفاق الجديد، وقالوا إنه "ولد ميتاً كونه صدر عن جهة ميتة لا تمثل أهالي المدينة من مدنيين وعسكريين، والاتفاق لا يمثل سوى الأشخاص الذين وقعوا عليه، وأعضاء مجلس الأعيان لا يتحركون إلا وفق تعليمات أسيادهم في الهيئة والإنقاذ".

وأعلنت فعاليات كفرتخاريم رفضها تسليم السلاح والمطلوبين لـ"هيئة تحرير الشام"، وطالبت بقية مناطق ادلب وريف حلب الغربي الالتحاق بالانتفاضة ضد "تحرير الشام" وأدواتها، وأن لا يُتركوا في المواجهة لوحدهم.

مصادر معارضة أكدت لـ"المدن" أن لدى "تحرير الشام" قائمة بأسماء أكثر من 40 شخصاً من أبناء كفر تخاريم، تطالب باعتقالهم في حال عودتها إلى المدينة، وتعتبرهم المسؤولين عن خروج التظاهرات المناهضة لها. وهناك خشية لدى أهالي المدينة من اقتحام المدينة بالقوة من قبل "تحرير الشام" وقيامها بحملة اعتقالات واسعة ضد أبنائهم.

مناهضو "تحرير الشام" طالبوها بالرد على قصف روسيا والنظام، وتوجيه مدافعها نحو مدينة خان شيخون والساحل، بدلاً من حشد قواتها على أطراف كفر تخاريم. وطالبت المعارضة الفصائل بالتدخل إلى جانب الأهالي ضد "تحرير الشام".

وعلق "المجلس الإسلامي السوري" على أحداث كفر تخاريم، في بيان له: "ليس لتحرير الشام أي سلطة شرعية معتبرة حتى ولو بحكم الغلبة، وهي ليست دولة معترفاً بها لا من قبل المناطق التي تسيطر عليها، ولا من غيرها، ولا من قبل العلماء والوجهاء وأهل الرأي والمشورة، وليس لهم طاعة ولا سلطان، ومن يخضع لهم من الناس فاتقاءً لشرهم وخوفاً من بطشهم، ولقد رآهم الناس جبناء في الدفاع عن كثير من المناطق، فكم من بلدة سلموها وكم من منطقة خذلوا أهلها، لكنهم يستأسدون على أهلنا، ويحاصرونهم ويهددونهم بالاقتحام المروع للكبير والصغير وللمرأة والضعيف". وتابع: "يزعمون تطبيق شرع الله ويزعمون أنهم سيضربون بسيف أبي بكر أحرى بهم أن يتوبوا إلى الله، فأخبار المكوس التي يفرضونها على الناس لا تخفى على أحد، مكوس على الأفراد والبضائع والعبور".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024