الموساد تسلل الى سوريا..وكشف خطة الكومبيوترات المتفجرة

المدن - عرب وعالم

الخميس 2017/11/23

عادت قضية كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلومات استخباراتية حساسة أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى دائرة الضوء مجدداً، لكن هذه المرة مع تفاصيل أكثر تتعلق بالوحدة الإسرائيلية التي كانت تعمل داخل سوريا لمتابعة تحركات تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، كشف ترامب أمام بوتين عن قيام جهاز الموساد الإسرائيلي، والوحدة الإسرائيلية الخاصة "سييرت متكال" بالعمل في عمق الأراضي السورية، وأنهم كشفوا نية تنظيم "داعش" استخدام أجهزة حاسوب متنقلة لتفجير الطائرات، الأمر الذي أدى إلى صدور قرارات أميركية بحظر إدخال أجهزة إلكترونية على متن الطائرات.

العملية الإسرائيلية تمت بعد شهر من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، عبر استخدام مروحيات "يسعور" دخلت الأراضي السورية من جهة الحدود الأردنية، وهدفت العملية الإسرائيلية بالدرجة الأولى لمنع حصول تنظيم "داعش" على أسلحة متطورة من تنظيم "القاعدة" عن طريق القيادي فيه وخبير المتفجرات إبراهيم العسيري.

المعلومات الاستخباراية للعملية الإسرائيلية جاءت عن طريق عميل إسرائيلي كان مزروعاً في عمق الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش". وعلى بعد كيلو مترات من الهدف، أنزلت المروحيات الإسرائيلية عربات تحمل شعارات الجيش السوري وبها دخل رجال الموساد ووحدات "سييرت متكال" إلى مناطق "داعش".

إلا أن المصادر اختلفت حول المهمة التي نفذتها القوة الإسرائيلية في المنطقة، فبعضها قال إنها قامت بتركيب ميكروفونات في الغرفة التي كان من المقرر أن تجتمع فيها خلية "داعش"، في حين ادعى مصدر آخر أن عناصر القوة الإسرائيلية غيروا طريقة تشغيل مجمع الهواتف في منطقة الاجتماع.

صحيفة "يديعوت أحرنوت" التي نقلت الخبر، قالت إنه بعد أيام من العملية السرية والخاطفة، فإن عناصر وحدة التجسس الالكتروني الإسرائيلية 8200 استمعت للمكالمات، وفي البداية اعتقدوا إنه تم خداعهم من المصدر في الميدان، إلا أنهم استمعوا لاحقاً لأحد عناصر "داعش" يتحدث عن كيفية تحويل الحواسيب المتنقلة لمتفجرة وإدخالها للطائرات.

في أعقاب المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية، منعت الولايات المتحدة الأميركية، وبعدها بريطانيا، حمل أجهزة حاسوب متنقلة وأجهزة اتصالات خلوية، وأجهزة الكترونية كبيرة على متن رحلاتها الجوية من عدد من الدول العربية والإسلامية، واستمر الأمر لأربعة شهور الى حين أصدرت الإدارة الأميركية تعليمات جديدة تتعلق بأمن الرحلات الجوية.

وبينما عبّر الإسرائليون عن استيائهم من تصرف ترامب وكشف معلومات شكّلت خطراً على حياة عملائها في سوريا، اعتبر مراقبون أن ترامب حاول من خلال هذا الكشف للروس، ليس التسبب بتشويش للعمليات الإسرائيلية في سوريا، بل استعراض قوة اسرائيل والتباهي بها، والقول لموسكو، ضمناً وصراحةً، إن اسرائيل "خير من يُعتمد عليها" لمواجهة الجماعات المُسلحة، وأنه لا بُد من اخذ مخاوفها من تصاعد قوة ايران في سوريا عن محمل الجد.

ويبدو أن هذا ما جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلب لاحقاً مساعدة "معلوماتية" اسرائيلية عن الجماعات المسلحة في سوريا، لتسهيل وتسريع مواجهتها والقضاء عليها، فذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو برفقة رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين نهاية اغسطس/سبتمبر، ليس فقط لاستعراض الخطر الإيراني قرب حدود الجولان، بل ايضاً لمقايضة معلومات عن "داعش" والجماعات المسلحة الأخرى في سوريا، مقابل السماح لاسرائيل بتحركات أكثر مرونة على الجانب الآخر من الجولان السوري المحتل.

يشار إلى أن "سييرت متكال" التي دخلت عناصرها مع عناصر الموساد إلى عمق الأراضي السورية، هي وحدة استخباراتية سرية تابعة لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ويبلغ قوامها المئات من المنتقين والمختارين بناء على كفاءات معينة، ومهمتها الاساسية تنفيذ الاغتيالات. 


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024