رهانات المصريين في واشنطن..بين البيت الأبيض والكونغرس

عبد الرحمن يوسف

الخميس 2019/04/11
يبدو أن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سارعت بنقل المواجهة بين النظام المصري والمعارضة، إلى الساحة الأميركية بشكل أوضح، وملف حقوق الإنسان هو الأداة الأبرز فيها، حيث تجلى ذلك بشكل واضح في زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الحالية للولايات المتحدة الأميركية والتي تعد الخامسة له منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة.

الزيارة التي لم تشهد أمراً استثنائياً على مستوى جدول أعمالها، شهدت على هامشها تصاعد المواجهة بين المعارضة والنظام، حيث انخرط كثير من أعضاء الكونغرس في المشاركة بأنفسهم في عقد فاعليات داخل الكونغرس مع حقوقيين مصريين لتناول مسألة الحقوق في مصر وانتقاد النظام والدعوة لاستخدام المعونة الأميركية كأداة ضغط على النظام المصري لتحسين الأوضاع الحقوقية، والتنديد بدعم ترامب الدائم للسيسي رغم سجل الأخير الحافل بالقمع السياسي.

خلال زيارة السيسي وبالتوازي مع لقائه بترامب في البيت الأبيض، عقد في مجلس الشيوخ ندوة جمعت الفنان المصري خالد أبو النجا ومعتز الفجيري المنسق العام للمنبر المصري لحقوق الإنسان، وثلاثة برلمانيين أميركيين مخضرمين، هم السناتور باتريك ليهي عضو لجنة المخصصات المالية في مجلس الشيوخ، وتوم مالونيسكي مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، والنائب الديموقراطي چيم ماكغفرن، فضلاً عن ممثلين لمنظمات حقوق الانسان الدولية والمصرية.

رغم محاولات المعارضة المصرية للتأثير في واشنطن منذ الإنقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013، إلا أنها لم تنجح بشكل كبير في استمالة أعضاء كثر في الكونغرس للاصطفاف معها علناً كما يحصل حالياً، وهو أمر ساهم فيه تغير تركيبة الكونغرس بسيطرة الديموقراطيين على مجلس النواب، وبعضهم على النقيض تماماً من ترامب ومدافعون جذريون عن الديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان مثل ماليونيسكي.

لكن من جهة ثانية أيضاً، ساهم بذلك مساعي توحيد المعارضة المصرية لبلورة رؤية واحدة لأجندتها متخذة من حقوق الإنسان مدخلاً توافقياً لها، فلا حديث عن شؤون ومصالح سياسية بعينها أو مطالب مستحيلة التحقق حاليا كعودة الرئيس محمد مرسي أو غيرها من الأمور التي كانت تقسم المعارضين على خلفيات سابقة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024