تحرير الشام تستحدث ألوية جديدة..لتعويض أدائها الأخير

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/04/15
استغلت "هيئة تحرير الشام" هدوء جبهات القتال في إدلب لإجراء تغييرات عسكرية في صفوفها على مستوى قيادات الصفين الأول والثاني، واستحداث ألوية جديدة. وكانت الهيئة قد بدأت في إعادة الهيكلة لتشكيلاتها المسلحة منذ منتصف آذار/مارس.

وأعلن الجناح العسكري في "تحرير الشام"، ليل الثلاثاء-الأربعاء، عن ثلاثة ألوية عسكرية جديدة تضاف إلى مجموع تشكيلاته المسلحة، يقودها مقربون من قيادة الهيئة. وجاء الإعلان في ثلاثة بيانات منفصلة موقعة من الإدارة العسكرية في الهيئة.

وورد في بيانات التأسيس: "يستحدث لواء طلحة بن عبيد الله، ويعين الأخ أبو حفص بنش، قائداً عاماً عليه" و"يستحدث لواء علي بن أبي طالب، ويعين الأخ أبو بكر مهين، قائداً عاماً عليه" و"يستحدث لواء الزبير بن العوام، ويعين الأخ أبو محمد شورى، قائداً عاماً عليه".

قائد "لواء طلحة بن عبد الله"، أبو حفص بنش، الأكثر شهرة بين القادة المعينين في زعامة الألوية المستحدثة، وهو من مدينة بنش في ريف إدلب، وأحد المقربين من زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، وتربطهما علاقة مصاهرة، والتي استفاد منها في جمع ثروة مالية كبيرة من خلال المشاريع التجارية التي أسسها في إدلب، من إدارة المعابر الداخلية وعمليات التهريب.

أما أبو بكر مهين، وأبو محمد شورى، فهما عضوان في مجلس شورى الهيئة، ومن الدائرة المقربة من زعيمها أيضاً، لكنهما أقل شهرة من أبو حفص لأنهما من خارج إدلب وبعيدان عن الأضواء.

وقال قادة في "تحرير الشام" تعليقاً على قرار استحداث ألوية جديدة، بأنها "خطوة مهمة لضخ دماء جديدة في صفوف الهيئة، وهي جزء من مجموعة إجراءات تنظيمية داخل الجناح العسكري"، في حين لم تعلق الهيئة رسمياً على التوسعة وزيادة عدد التشكيلات واكتفت بالبيانات المقتضبة التي أقرتها.

وألمح قادة في الهيئة إلى أن التشكيلات المؤسسة حديثاً تضم متطوعين جدد، تدربوا على دفعات متتالية في معسكرات الهيئة منذ بداية العام 2020. كثيرون من هؤلاء المتطوعين تم استقطابهم خلال حملات التجنيد التي قام بها عدد من شرعيي "تحرير الشام" بالتزامن مع العمليات العسكرية التي كانت تجري في محيط إدلب.

الهيئة أجرت أيضاً تغييرات في منظومتها العسكرية شملت التشكيلات الرئيسية، وهي "جيش أبو بكر الصديق"، والذي يضم في صفوفه كتائب إدلب والبادية وحماة، و"جيش عمر بن الخطاب"، الذي يضم كتائب حلب والغوطة الشرقية ودير الزور، و"جيش عثمان بن عفان" الذي يضم كتائب الحدود والساحل. وتتعلق التغيرات هذه بشكل مباشر بالأداء العسكري الهزيل للجيوش الثلاثة في معارك الربع الأول من العام 2020، وتحميل القيادتين الإدارية والعسكرية فيها المسؤولية الكاملة.

وقالت مصادر عسكرية معارضة ل"المدن"، إن "التغييرات التي أجرتها تحرير الشام والتوسعة المعلن عنها أخيراً تندرج في إطار الاستعدادات للمرحلة القادمة في إدلب، والتي تتجه نحو الاستقرار في حال استمر وقف إطلاق النار".

وأوضحت المصادر أن "الاستعداد المفترض لمرحلة جديدة يلزم له بالضرورة ترتيبات عسكرية مختلفة داخل قيادتي الصف الأول والثاني في إدارة التشكيلات، والتي يتم فيها غالباً استبدال الشخصيات المتشددة بأخرى أكثر مرونة، وقرباً من القيادة المركزية".

وقالت المصادر إن "تحرير الشام" تريد من خلال الإعلان عن تأسيس تشكيلات عسكرية جديدة إيصال رسائل للمعارضة السورية، تقول إن "الهيئة ما تزال قوية وفي توسع مستمر وهي قادرة على المواجهة في حال تم تهديد وجودها في إدلب".

وأضافت المصادر أن "زيادة عدد التشكيلات هو تكتيك داخلي في الهيئة، تحاول من خلاله خلق توازن قوة بين الجيوش الثلاثة الكبيرة، وهو أيضاً إجراء اضطراري بسبب الخلافات داخل إدارة الجيوش التي تضم كتائب من مناطق سورية مختلفة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024