من هم المرشحون لحاكمية المصرف المركزي السوري؟

مصطفى محمد

السبت 2021/04/17
تداول اقتصاديون سوريون اسم محمد إبراهيم حمرة، النائب الأول لحاكم مصرف سوريا المركزي كأبرز المرشحين حظاً لخلافة الحاكم المعزول حازم قرفول، وهو ما تؤكده معلومات كشف عنها مصدر ل"المدن".

ويعزو المصدر المقرب من المشهد الاقتصادي السوري، عدم تسمية رئيس النظام السوري بشار الأسد الحاكم الجديد، بعد إقالة قرفول، إلى الرغبة باختبار قدرة حمرة على إدارة المصرف، وتحديداً مدى التحكم بسعر صرف الليرة السورية. ويؤكد المصدر أن تحسن سعر الصرف وثبات واستقرار سعر الليرة لخسائر كبيرة في هذه الفترة، يبرهن على قدرة حمرة على اتخاذ سياسات مالية سليمة.

وأصبح حمرة النائب الأول لحاكم مصرف سوريا المركزي في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة دمشق في العام 2008.

وكان حمرة قد شغل منصب مدير عام مصرف التسليف الشعبي بين عامي 2015 و2016، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم المصارف والتأمين في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق.

ويوضح الباحث الاقتصادي يونس الكريم ل"المدن"، أن حمرة على إطلاع واسع على آلية اتخاذ القرارات المصرفية، وأكثر قدرة على تلقي الأوامر الصادرة عن القصر الجمهوري، لأنه حديث العهد بالعمل المصرفي والمالي.

والمرشح الثاني، هو مدير عام المصرف التجاري السوري علي محمد يوسف، الذي تسلم منصبه الحالي في آب/أغسطس 2018، لكن المشكلة تكمن في أن تخصص يوسف هو المحاسبة، لأنه حاصل على شهادة الدكتوراه في مجال المحاسبة، من الجامعات المصرية، بحيث تختلف السياسات النقدية المتغيرة، واللازمة لإدارة المركزي كلياً عن نمط المحاسبة الجامد.

حال يوسف، حال المرشح أيضاً عمر محمد سيدي، مدير عام المصرف الصناعي السوري. سيدي حاصل على شهادة الدكتوراه في المحاسبة من جامعة عين شمس المصرية، وشغل سابقاً منصب نائب حاكم مصرف سوريا المركزي بين عامي 2014 و2018.

وفي حال تعيين أحدهما، يعتقد الكريم أن منصب الحاكم سيكون شكلياً لأنهما من خلفية محاسباتية وليست مالية مصرفية، وهذا يعني تحييد المركزي عن المشهد النقدي في سوريا، وترك إدارة الملف إلى الغرفة الاقتصادية التابعة للقصر الجمهوري والتي يشرف عليها بشار وزوجته بشكل مباشر، وخصوصاً أن البنك المركزي يعاني الآن من عدم توفر الاحتياطي الأجنبي.

ومن بين الأسماء الأخرى المرشحة لتولي المركزي، رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية عابد فضلية، المدير السابق للمصرف العقاري والحاصل على دكتوراه في اقتصاديات وتخطيط الصناعة من الجامعات الألمانية.

لكن الكريم يستبعد أن يكون اسم فضلية مطروحاً لأنه من خلفية صناعية، وتعيينه حاكماً للمصرف لن يشكل أي فرق في الوضع الهشّ والضعيف للمصرف، نتيجة شح السيولة الأجنبية، وطباعة الأوراق النقدية بشكل غير مدروس.

وليس مستحيلاً أن يتم تعيين الحاكم الجديد من خارج هذه الشخصيات المذكورة سابقاً، وخصوصاً أن المنصب لم يعد مشجعاً بسبب حتمية إدراج الحاكم الجديد على لوائح العقوبات الأميركية (قيصر).

وفي الاتجاه ذاته، رجح المستشار الاقتصادي في مركز "جسور للدراسات" خالد التركاوي أن يكون قرار إعفاء حازم قرفول من منصبه قد حدث في منتصف شهر آذار/مارس، وذلك عندما انخفضت قيمة الليرة السورية إلى مستوى قياسي قارب حاجز ال5000 ليرة لكل دولار.

وتوقع أن تتمتع المرحلة المقبلة بمرونة أكبر من جانب النظام بما يتعلق بالسعر الرسمي للدولار، وقال: "غالباَ سيتم اتباع أسعار قريبة من سعر السوق لجمع احتياطي أجنبي أكبر لدى المركزي، ويتوقع أن تحافظ الليرة على سعر جيد مقابل الدولار حتى نهاية رمضان على أقل تقدير، ثم تعود للانخفاض مالم يكن هناك تدخل أخر كبير نسبياً".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024