وفاة عميل أميركي في إيران.. ونداء لإطلاق آخر

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/03/26
أعلنت أسرة العميل المتقاعد في مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "أف بي آي" بوب ليفنسون الذي فُقد عام 2007 في إيران في ظروف غامضة، أنّه "توفي في إيران حيث كان محتجزاً".
وقالت في بيان إنها تلقت "مؤخراً معلومات من مسؤولين أميركيين دفعتهم ودفعتنا نحن أيضاً، إلى استنتاج أنّ الزوج والأب الرائع توفي في إيران حيث كان محتجزاً من قبل السلطات الإيرانية".

وشدّدت الأسرة على أنّها لم تعلم متى أو كيف توفي ليفنسون المولود في 1948، لكنها أوضحت أنّه توفي قبل تفشّي فيروس كورونا في إيران.

وقالت: "حذرنا مراراً من أن هذا الأب لسبعة أبناء يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن داء السكري...ومن المستحيل وصف حزننا".

وأضافت "لولا أعمال النظام الإيراني الوحشية والخالية من رحمة لكان روبرت ليفنسون اليوم على قيد الحياة وموجوداً معنا"، مشدّدة على أنّها "إنتظرت إجابات لمدة 13 عاماً"، من دون أن تلقى أيّ ردّ.

واتّهمت الأسرة في بيانها السلطات الإيرانية "بالكذب على العالم كل هذا الوقت بإعلانها باستمرار أنّها لا تعرف ما الذي حدث له"، لافتة الى أن الإيرانيين "خطفوا مواطناً أجنبياً وحرموه من حقوقه الأساسية، وأيديهم ملطّخة بدمائه".

وشنّت الأسرة هجوماً على المسؤولين "في الحكومة الأميركية الذين تخلّوا عنه لسنوات عديدة". لكنها شكرت الرئيس دونالد ترامب على جهوده.

وقالت رابطة العاملين في مكتب التحقيقات الفدرالي في بيان: "لن ننسى أبداً بوب وسندعم كلّ ما سيتم القيام به لإحالة المسؤولين عن هذه الجريمة الدنيئة على القضاء". 
بدوره لم يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفاته رسمياً، لكنه ألمح إلى أنه يرجح ذلك. وقال ترامب: "لم يقولوا لنا إنه توفي لكن كثيرين يعتقدون أن الأمر كذلك".

واعترف الرئيس الأميركي بأن المعلومات "ليست مشجعة". وبعدما أشار إلى أنه "كان مريضاً منذ سنوات"، أقر بأنه أخفق في إعادته إلى الولايات المتحدة.
ويمكن أن تؤدي وفاة روبرت ليفنسون إذا تأكدت رسمياً، إلى مزيد من التوتر في العلاقات المتشنجة أصلا بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

فقد دعا السناتور الجمهوري ماركو روبيو إدارة ترامب إلى "تحميل النظام المؤذي" في طهران المسؤولية، بينما اعتبر زميله الديموقراطي بوب مينينديز أن السلطات الإيرانية "تتحمل المسؤولية الكاملة عن اختفاء بوب ليفنسون ووفاته".

في المقابل أكدت طهران أنها "لا تعرف شيئاً" عن مكان ليفنسون. وقال المستشار الإعلامي لدى البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة علي رضا ميريوسفي: "إيران أكدت دائماً أن موظفيها لا يعرفون شيئاً عن مكان وجود ليفنسون وأنه غير محتجز من قبل إيران، وهذه الوقائع لم تتغير".


وكانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أعلنت مطلع عام 2016 أنها تعتقد أن روبرت ليفنسون لم يعد في إيران. ورصدت السلطات الأميركية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يزودها بمعلومات تقود لتحديد مكانه وإعادته إلى الولايات المتحدة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أقرت إيران لأول مرة بأن النيابة العامة ومحكمة الثورة في طهران لديها قضية جارية تخص العميل المتقاعد.

وكانت صورة للرجل وهو ملتح ومكبل ويرتدي بزة برتقالية خاصة بالسجناء، نشرت في 2013 وتعود إلى قبل عامين من ذلك على ما يبدو. لكن لم يعرف في أي ظروف التقطت ولا أين ولا من التقط الصورة.

بالتزامن، أعلن الأميركي المحتجز في إيران مايكل وايت الأربعاء، أنه "مصاب بفيروس كورونا"، بعد إجرائه فحوصا عقب خروجه، مع آلاف السجناء، في "إجازة من السجن" في إطار محاولة لمواجهة انتشار الفيروس في السجون الإيرانية المكتظة.

ونقل وايت إلى المستشفى الأربعاء وأودع في جناح لمرضى كورونا، بعد إحساسه بالحمى والتعب وسعال وضيق في التنفس منذ إصابته الأسبوع الماضي، بحسب بيان لأسرته. وقال بيان الأسرة إن وايت، وهو من كاليفورنيا، يعاني من "سرطان الجهاز المناعي".
واتصل حاكم ولاية نيو مكسيكو السابق بيل ريتشاردسون بإيران نيابة عن العائلة لطلب إخلاء طبي إنساني فوري، مشيراً إلى أن الإفراج عنه "لا يسمح  فقط لمايكل بالحصول على علاج إضافي هنا في الولايات المتحدة، ولكنه سيساعد على حماية المواطنين الإيرانيين من التعرض لعدوى إضافية ويحرر كوادرهم الطبية لعلاج مواطنيهم".
واعتقل مايكل وايت، وهو من قدامى المحاربين الأميركيين، خلال قيامه بزيارة لصديقته، وأدين لاحقا ب"إهانة المرشد الأعلى"، و"نشر معلومات خاصة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024