"المدن" تنشر نص التقييم الداخلي للإخوان منذ 2011

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2017/03/20
رصد تقرير داخلي لجماعة الإخوان المسلمين (جبهة محمد كمال-محمد منتصر) تقييمات رسمية لمواقف الجماعة بدءاً من ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وحتى الآن.

التقرير الذي حمل عنوان "تقييمات ما قبل الرؤية... إطلالة على الماضي"، جاء خلاصة لدراسات وأبحاث وورش عمل قام بها عدد من المتخصصين في علوم الاجتماع، والسياسة، والقانون، والشريعة، وفق بيان رسمي للجماعة، صدر مساء الأحد.

وأقر التقرير، الذي تنشر "المدن" نسخة منه، بـ"فراغ أدبيات الإخوان من التنظير للمشروع السياسي المتكامل لإدارة الدولة، باعتبار أنهم غفلوا عن تمكنهم، في يوم من الأيام، بتصدر المشهد السياسي في الحكومة أو البرلمان أو المحليات، وربما الرئاسة. كما أكد التقرير على أنه تم التغييب العمدي لحركة التنظير، أي الكتابة والبحث الأكاديمي وربما النقاش في هذا الأمر".

واعترف التقرير بـ"ضعف التصورات الفكرية والسياسية تجاه الثورة، وكذلك اضطراب الخطاب الإعلامي قبل وأثناء وبعد الثورة، وعدم الاستفادة المثلى من الرموز الثورية وتقديم التنظيميين عليهم، وكذلك عدم الجاهزية السياسية لإدارة مرحلة الثورة الانتقالية". وتطرق إلى أخطاء الإخوان، وأبرزها تركيز الهيكل التنظيمي التنفيذي وتوزيع المهام واللجان على العمل المجتمعي، وغياب العلاقات المتوازنة مع الكيانات المجتمعية الأخرى من الناحية التكاملية أو التنافسية أو الندية، وغياب مشروع سياسي متكامل للتغيير وإدارة الدولة، وغياب التعامل الأكاديمي المتخصص في إدارة وتحليل المعلومات.

كما اعترف التقرير أنه "كان من الواجب التعاون مع الكيانات المجتمعية على الأقل في الجزء المشترك، والإبداع في تنفيذ ذلك والاستفادة منه؛ على الرغم من قناعة الإخوان أن معظم كيانات المجتمع المدني كانت تنطلق في العلاقة مع الجماعة، لا من جانب المنافسة فحسب، وإنما من جانب الرفض، بل والعداء في بعض الأحيان".

وأقر التقرير أيضاً بفشل الجماعة طوال عقود، بدءاً من عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في تحويل ملفها الأمني إلى ملف سياسي على أي مستوى من مستويات التعامل، خصوصاً وأن التعامل الأمني كان هو القناة الوحيدة للتواصل مع الدولة المصرية، سواء في المعتقلات، أو خلال فترات الصفو النادرة، أو حتى فترات المشاركة السياسية.

وعلى صعيد العلاقة مع الدولة، أقر التقرير بأن الإخوان ارتضوا العمل السياسي تحت السقف والأفق الذي فرضته الدولة عليهم، وعدم محاولة رفع سقف ذلك أو تجاوزه، وكذلك غياب أي مؤشرات للطموح السياسي عملياً أو في مساحة تطوير الفكر السياسي أو التنظير له في مجالات.

وأشار التقرير إلى التداخل الوظيفي والمقاصدي بين الحزبي التنافسي، والدعوي التنظيمي داخل الجماعة، وعدم الجاهزية السياسية، والتقصير في صناعة وتطوير القيادات والكوادر الحزبية، والتقصير في الإعداد لإدارة الدولة، والوقوع في مصيدة الأخونة عبر بتعيين كوادر إخوانية فقط في المناصب الحكومية والتنفيذية، وهو ما كان سبباً في هجوم واسع على الجماعة.

وتنفرد "المدن" بنشر التقرير قبل صدوره رسمياً، وفق الخطة التي وضعتها الجماعة بعرضه على نحو 100 من المُفكرين والسياسيين والشخصيات العامة والمُهتمّين بالشأن الإخواني، والقضية الوطنية المصرية، بغرض النقد والتعديل.


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024