فرنسا: مناظرة خماسية لاستقطاب الناخبين المتردديين

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2017/03/20
يشارك المرشحون الرئيسيون الخمسة للانتخابات الرئاسية الفرنسية، في مناظرة تلفزيونية هي الأولى من نوعها، مساء الإثنين، لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين المترددين.

وبين المشاركين في المناظرة، المرشح المحافظ فرنسوا فيون الذي ترزح حملته تحت وطأة التحقيقات القضائية، ومرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون، وخصمه اليساري الاشتراكي بونوا آمون، بالإضافة إلى الوزير السابق في الحكومة الاشتراكية المستقلّ ايمانويل ماكرون، ورئيسة "الجبهة الوطنية" زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وسيسعى المشاركون إلى تسجيل نقاط حول ثلاثة مواضيع: "أي نموذج اجتماعي؟"، "أي نموذج اقتصادي؟"، "أي مكانة لفرنسا في العالم؟". وذلك بعد أن يكشف كل واحد بدوره "الرئيس الذي يريد أن يجسده" خلال دقيقة ونصف الدقيقة.

وتظهر استطلاعات رأي نُشرت مؤخراً، تعادلاً بين ماكرون ولوبن، الأوفر حظاً في الوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات في 7 أيار/مايو المقبل. لكن حوالى نصف ناخبي ماكرون لا يزالون مترددين في تصويتهم. وسيسعى ماكرون خلال المناظرة إلى إثبات أن "برنامج خصومه من القرن الماضي، في حين أن برنامجه هو برنامج اليوم"، حسب ما قال مقرّب منه لصحيفة "لوجورنال دو ديمانش".

وعلى جبهة اليسار، يراهن آمون وميلانشون على المناظرة التلفزيونية لإعطاء دفع إلى حملتيهما، بعد تنظيم أكبر تجمعات لهما خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال ميلانشون إن 130 الف شخص شاركوا في تظاهرة في باريس، السبت، حيث وجّه خطاباً نارياً مناهضاً لأوروبا ولـ"الجبهة الوطنية"، مشيدًا بـ"انتفاضة الشعب ضد الملكية الرئاسية".

وفي تجمّع آخر في باريس، ضمّ 20 الف شخص من مناصري آمون، استخدم اليساري لهجة هجومية ضد خصومه وأيضاً ضد اولئك الذين يريدون داخل معسكره "تجاهل التصويت الشعبي" للانتخابات التمهيدية اليسارية، في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق ايمانويل فالس، الذي رفض دعمه.

ويكمن الرهان في إقناع الناخبين المترددين بسبب حملة طغت عليها تحقيقات قضائية وتشتت في صفوف اليسار وتغيير أنماط تقليدية. ووفقاً لتقرير وضعه مركز الأبحاث التابع لجامعة "سيانس بو" العريقة، فإن حوالى 78 في المئة من الفرنسيين يرون أن النقاش السياسي "أصبح ضعيفاً". وتظهر الاستطلاعات أنه يمكن لحوالى 40 في المئة منهم "تبديل آرائهم"، بينما بات من المؤكد أن ثلثي الناخبين فقط سيصوتون في الدورة الأولى من الاقتراع في 23 نيسان/أبريل المقبل.

وكتب الأستاذ في جامعة "سيانس بو" باسكال بيرينو، في صحيفة "لوموند"، أن "حملة 2017 مليئة بالمفاجآت على وتيرة القضايا الفعلية أو المفترضة وهي عاجزة حاليًا عن إظهار رهان قوي (...) تتجسد الخيارات حوله".

والمرشحون الثلاثة الرئيسيون متورطون، أو هم طرف، في ملفات قضائية، بدءاً بالمرشح الذي الأوفر حظاً فرنسوا فيون، الذي تراجعت شعبيته، بعد كشف معلومات عن وظائف وهمية أسندها لأفراد أسرته. وتطال مارين لوبن أيضاً قضايا وظائف وهمية وتمويل غير شرعي للحملة الانتخابية، في حين فتح تحقيق أولي حول شبهات محاباة في زيارة وزارية نظمت في كانون الثاني يناير 2016 لايمانويل ماكرون عندما كان وزيراً للاقتصاد.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024