النظام يحسم صراع المتنفذين في الساحل

بشار جابر

السبت 2018/06/16

تعيش مدينة اللاذقية تحت وطأة الكمائن المسلحة، والدوريات العسكرية والأمنية المشتركة، حيث تنتشر على أطراف المدينة العشرات من الحواجز لقوى الأمن والجيش، يتصدرها ضباط برتب عالية يقفون في مقدمة كل حاجز عسكري لإبراز دلالة جدية الموقف، وخلفية الحاجز العسكرية والأمنية.

العناصر المسلحة في الحواجز تكون بعتادها الحربي الكامل، ولا تخلو الكمائن من أسلحة ثقيلة ومجهزة لعملية عسكرية كما يظهر للعيان. عرف سكان المدينة كلهم سبب هذه الحواجز التي خُصصت لأسماء محددة تعيش في مدينة اللاذقية، وذكر عضو في اللجنة الأمنية لـ"حزب البعث" أن الرقم الفعلي للمطلوبين، المعممة أسماؤهم على تلك الحواجز، حوالى 113 شخصاً، وهم من المقربون من عائلة الأسد، وبعضهم من أقارب الدرجة الثانية، من آل نجيب وشاليش وجابر وغيرهم، وبعض المتنفذين من منبت الأسد كعائلة مهنا وحاتم.  


تضم القوائم أسماء عائلات وشخصيات مقربة منهم اعتادوا التنمر في المنطقة، بعد حصولهم على امتيازات اقتصادية وأمنية من هذه العائلات المقربة للعائلة الحاكمة. وتشمل الأسماء أيضاً عائلات إجرامية متنفذة بسبب جبروتها وقوتها العسكرية كآل شعبو. واستطاعت الحواجز الأمنية القبض على أقوى شخصية في العائلة ثائر شعبو، وهو ملاحق بقضايا جنائية وأمنية منذ التسعينيات، على غرار قضايا كثيرة يلاحق بسببها عدد من الأشخاص المتنفذين الآن.


هذه القصة الفريدة في الساحل، بدأت في أعقاب الخلاف بين بشار طلال الأسد، وبين آل شاليش، حيث انتهت بمعركة مسلحة في منطقة القرداحة، وأسفر التدخل الحكومي العسكري الى موت ثمانية عشر عنصراً، بينهم ضباط رفيعو المستوى من الأمن والجيش، ما أثار حفيظة النظام لمقتل ضباطه.


وبحسب مصدر، فقد طلب النظام من المتورطين من آل الأسد وشاليش تسليم أنفسهم، إلا أنهم رفضوا، ما جعل النظام في حالة هستيرية لضبطهم والقبض عليهم. وطبيعة الخلافات بين متنفذي هذه العائلات يأخذ طابعاً اقتصادياً واضحاً، وكل الأعمال المختلف عليها غير شرعية، وهي إما التهريب وتوزيع البضائع، أو تجارة الممنوعات. وكان وصول الكبتاغون إلى مرفأ مدينة اللاذقية قد فتح باب وحشية النظام على أتباعه من الباب الأوسع حيث تدخل وزير الداخلية حينها، وكانت الحبوب عائدة لحافظ منذر الأسد، وهو وفق المصادر، يساوم النظام على تسليم نفسه، علماً بأن النظام أطلق النار على مهند حاتم وقتله منذ أسبوع، وهو من أتباع بشار طلال الأسد، وكان ذلك إنذاراً بجدية النظام ضد جميع المتنفذين.


مقتل حاتم شكل درساً للجميع وباءت بالفشل جميع الوساطات التي يطلبها الشبيحة، بسبب اشتراط النظام تسليم أنفسهم مع أشد أتباعهم قُرباً.


ولم تعد مدينة اللاذقية تشهد موكباً أمنياً واحداً لشخصية غير حكومية، حيث اختفى كل مظهر تشبيحي استعراضي عام، نتيجة إستجابة النظام لإنتقادات متزايدة لسلوك أقرباء العائلة والشبيحة،الذي بلغ مستويات غير مألوفة؛ فخلاف عائلتي شاليش والأسد وصل الى تبادل ضرب القنابل في المطاعم العامة، كما حدث في أوتيل ومطعم "المريمار"مؤخرا

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024