سجون"تحرير الشام"في إدلب:تسليم معتقل قُتل تحت التعذيب

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/04/11
سلمت "هيئة تحرير الشام"، الأربعاء، جثة المعتقل مروان عمقي، لعائلته في ادلب، بعدما فارق الحياة في سجن ادلب المركزي. واتهمت عائلة عمقي "الهيئة"، بقتل إبنها تحت التعذيب. وأظهر مقطع مصوّر في مواقع التواصل الاجتماعي آثار التعذيب في مواضع متعددة من جثة القتيل.

وكانت "تحرير الشام" قد اعتقلت عمقي، قبل شهور من منزله في ادلب بتهمة تعاطي المخدرات. وتمكن عمقي قبل شهر تقريباً من الفرار من سجن إدلب المركزي الذي تديره "تحرير الشام"، بعد تعرض السجن للقصف الروسي الجوي. لكن عمقي سلّم نفسه بعد فترة قصيرة من هروبه، كي يستفيد من الأحكام المخففة التي وعدت "تحرير الشام" بتطبيقها بحق المعتقلين الفارين الذين يسلمون أنفسهم طوعاً. وكانت الوعود تتضمن تخفيف عقوبة السجن إلى نصف المدة.

وسارع أنصار "تحرير الشام" إلى نفي مقتل عمقي بسبب التعذيب، وتداولوا "تقريراً طبياً" لطبيب السجن زاهر الطقش، قال فيه إن سبب الوفاة ناتج عن "تعاطي جرعة زائدة من المواد المخدرة، وظهور طفوح جلدية وحكة، وسحجات على الظهر والإلية والطرفين السفليين وهي كدمات رضية عمرها أكثر من أسبوع وهي لا تؤدي إلى الوفاة عادة، مع وجود تورم في القدمين".

مصادر خاصة أكدت لـ"المدن"، أن التقرير الطبي غير منطقي، وهو محاولة للتهرب من المسؤولية. وتساءلت المصادر عن مصدر المخدرات في السجن، سبب الوفاة بحسب زعم "التقرير". عمقي كان قد سلم نفسه مطلع نيسان/أبريل، أي قبل عشرة أيام من مقتله، والآثار الجانبية التي عادة ما تظهر على متعاطي المخدرات لا تتضمن الكدمات والكسور والثقوب والجروح التي كانت واضحة على جسده.

وتعتقل "تحرير الشام" المئات في سجونها المنتشرة في ادلب وريف حلب الغربي، قسم منها تديره شكلياً "وزارة العدل" في "حكومة الإنقاذ"، التابعة لـ"تحرير الشام".

وما يزال جزء كبير من المعتقلين الفارين من السجن المركزي متوارين عن الأنظار، بينهم قادة في تنظيم "القاعدة"، وجهاديون معروفون مثل "أبو أنس المصري" و"أبو حسين الحلبي" و"أبو اليمان الدرعاوي" و"أبو ربيع الإداري"، بالإضافة لمعتقلين بتهم جنائية، وآخرين منتمين لخلايا "داعش".

وقد تم تداول شهادات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي أدلى بها معتقلون فارون من السجن المركزي، عن طرق التعذيب التي تستخدمها "تحرير الشام" في سجونها كالدولاب والسرير المطوي والشبح، وتابوت الشبحِ، والتابوت الضاغط، وقلع الأظافر، والصعق الكهربائي، والضرب بأنواعه، والجلد. يقول أحد السجناء في شهادته: "يعتقد الجلادون أنهم أصفياء الله وأحباؤه، وفي سبيل  ذلك يتعاملون مع المعتقلين علي انهم أرباب يتصرفون فيهم بما يشاؤون، والمعتقلين ليس لهم اي حق".

وورد في شهادة "أبو حسين الحلبي" و"أبو أنس المصري": "يستخدم السجانون مع المعتقلين، حتى بتهم جنائية بسيطة، طريقة الترهيب، ويقولون لهم إن عقوبتهم قطع رقابهم، فيعيش المعتقل البسيط في خوف وألم طوال الوقت وهذا تعذيب نفسي يمارس علي الأبرياء البسطاء الذين لم تثبت التهمه عليهم فيرى المعتقل أن يسلم لهم في ما يريدونه من الاعتراف بشيء لم يفعلْه، ما هو أهون من قطع رقبته وينهزم نفسيا. وجرت العادة أنهم يتركون المعتقل لا يعرف شيئا عن نفسه في ما يتعلق بتهمته أو محكوميته أو أي شيء يتعلق بقضيته، ويبقونه فترة طويلة دون أي تحقيق، ثم يجعلونه يوقع ويبصم على ما يريدون".

شهادات المعتقلين الفارين من سجن "تحرير الشام"، ركزت أيضاَ على انعدام الخدمات الضرورية في السجن، من حمامات وأغطية وأماكن للنوم، وقلة الطعام، وحرمان المعتقلين المرضى من الدواء، وموت بعضهم بسبب الأمراض المزمنة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024