عقوبات"قيصر"القادمة اكثر إيلاماً..وتشمل شخصيات وكيانات لبنانية

مصطفى محمد

الجمعة 2020/09/04
يواجه الأميركيون تحديات كثيرة لزيادة تأثير عقوبات "قيصر" على النظام السوري، وخصوصاً مع قدرة الأخير على التحايل على العقوبات، بما يملك من شبكات اقتصادية موازية، تعتمد في الغالب على شخصيات "مغمورة" في عالم الاقتصاد والمال، بعضها من جنسيات غير سورية.

الاعتقاد حتى الآن، أن الحزم الثلاث للشخصيات والكيانات التي طالتها العقوبات، لم تركّز على العامل الاقتصادي، بقدر ما كانت موجهة في المجالين الإعلامي والعسكري، لكن لا زال هناك المزيد من الحزم القادمة، التي ستدرجها الإدارة الأميركية تباعاً، ضمن قانون "قيصر" الذي يطوّر نفسه، بالبناء على تقديرات ومعلومات من أرض الواقع.

وعلمت "المدن" من مصادر مطلعة أن الحزمة الرابعة المُنتظرة، ستكون الأكثر إيلاماً في الجانب الاقتصادي لنظام الأسد، لأن القائمة لا سابق لها، حيث ستشمل شخصيات غير سورية، في إجراء هو الأول من نوعه منذ سريان العقوبات، في منتصف حزيران/يونيو الماضي.

ورجّح منسق فريق عمل تنفيذ قانون قيصر الذي شكله الائتلاف السوري المعارض، عبد المجيد بركات في حديث ل"المدن"، أن تُعلن الإدارة الأميركية عن الحزمة الرابعة بعد منتصف أيلول/سبتمبر. وأضاف أن "الحزمة الجديدة، تأتي بعد إدراك الولايات المتحدة أن حشر الأسد في زاوية صعبة اقتصادياً ليس أمراً سهلاً، وأهم ما فيها أنها ستشمل شخصيات غير سورية، على علاقة بتمويل نظام الأسد".

وعن الشخصيات المُحتملة التي سيتم إدراجها في الحزمة المُنتظرة، قال: "الأنباء بحوزتنا تؤكد أن العقوبات ستطال أسماء من جنسيات غير سورية، بينها شخصيتان لبنانيتان، دون معلومات إضافية عن الأسماء، لأن الجزم بهويتهما صعب للغاية، ولسنا بوارد التخمين".

مصدر آخر أكد ل"المدن" أن الإدارة الأميركية لديها قوائم بأسماء 30 شخصية وكيان لبناني. وقال: "المُستهدف لبنانياً بالدرجة الأولى، هي المؤسسات البنكية والمصرفية، التي لديها حسابات مالية تابعة للنظام السوري بشكل غير مُعلن".

وقال: "إذا كانت الولايات المتحدة جادة فعلاً فستُقدم على وضع هذه المؤسسات المالية تحت العقوبات، وإن كان العكس، فسيتم إدراج شخصيات عسكرية من حزب الله، في حركة تهدف إلى المزيد من الصخب الإعلامي والسياسي لا أكثر".

من جهته، أبلغ العضو في فريق عمل "سوريا للطوارئ" (منظمة أميركية غير حكومية)، وفريق "قيصر" أسعد حنا "المدن"، أن "المأمول أن تضم الحزمة الرابعة المُنتظرة، شخصيات وكيانات غير سورية، من الداعمين والمتعاملين مع النظام السوري"، مضيفاً أنه "في حال تم ذلك، نستطيع القول إنها رسالة واضحة عن مدى قوة عقوبات قيصر الذي سينهي حكم آل الأسد".

وقال حنا: "القائمة المُنتظرة، لدى الإدارة الأميركية، وعملنا كفريق هو رفع الأسماء للإدارة كمقترحات، وفي القوائم السابقة أُدرجت أسماء مُقترحة من فريقنا".

ووفق تقديرات وقراءات متداولة، فإن النظام السوري يتلقى تسهيلات من مؤسسات لبنانية وإماراتية، نظراً للعلاقات السياسية الجيدة التي تربطه بحكومات البلدين.

وكانت الحزمة الأولى من عقوبات "قيصر" قد شملت 39 شخصية وكياناً في سوريا، من بينها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وزوجته أسماء الأسد، فيما شملت الحزمة الثانية الصادرة في أواخر تموز/يوليو، حافظ نجل رئيس النظام السوري، وزهير توفيق الأسد ونجله كرم الأسد، و"الفرقة الأولى".

أما الحزمة الثالثة التي أعلنت الإدارة الأميركية عنها في 20 آب/أغسطس الماضي، فقد أدرجت 6 من داعمي الأسد، وهم المسؤول لدى القصر الجمهوري، ومساعد الأسد، يسار حسن إبراهيم، والمستشارة الإعلامية في المكتب الرئاسي لونا الشبل، والرئيس الأسبق لاتحاد طلبة سوريا محمد عمار الساعاتي، وقائد قوات "الدفاع الوطني" فادي صقر، وقائد فوج "الحيدر" في قوات سهيل الحسن، سامر إسماعيل، إضافة إلى القيادي في الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، العميد غياث دلة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024