إدلب:النظام يستغل الهدنة..لقتل المدنيين وقضم الأراضي

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/01/16
قالت الأمم المتحدة، الخميس، أن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال نزحوا من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، منذ مطلع أيلول/ديسمبر الماضي، إلى مناطق قرب حدود تركيا بسبب هجوم جديد مدعوم من روسيا على المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أحدث تقاريره أن الوضع الإنساني مستمر في التدهور نتيجة تصاعد الأعمال القتالية، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

ويتعرض ريف إدلب الجنوبي منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي لتصعيد في قصف تشنه طائرات سورية وأخرى روسية، يتزامن مع تقدم لقوات النظام على الأرض في مواجهة الفصائل المقاتلة، على رأسها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، وتحديداً في محيط مدينة معرة النعمان، ثاني أكبر مدن المحافظة.

ويتوجه الفارون بشكل أساسي إلى مدن أبعد شمالاً مثل إدلب وأريحا وسراقب أو إلى مخيمات النازحين المكتظة باللاجئين بمحاذاة الحدود مع تركيا، ومنهم من يذهب إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة شمال حلب.

ومع انهيار الهدنة، أفاد ناشطون معارضون ووسائل إعلام روسية، الخميس، بأن قوات النظام السوري سيطرت على قرية أبو جريف جنوب شرق إدلب بعد معارك عنيفة فيما شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة الحامدية بريف إدلب الجنوبي تزامنت مع تحليق لطيران الاستطلاع الروسي في سماء المنطقة، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على دير لوزة بالقرب من بلدة احسم بجبل الزاوية في ريف ادلب.

في ضوء ذلك، حذرت السفارة الأميركية في سوريا، من استمرار الهجمات والقصف الجوي لقوات الأسد وروسيا على إدلب.وفي سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي في "تويتر"، قالت السفارة أن الضربات الجوية والقصف المدفعي من قبل روسيا وقوات نظام الأسد مازال مستمراً على "المنازل والمدارس والمستشفيات وغيرها من المنشآت المدنية في إدلب"، مضيفة "أن حدوث ذلك، وما يشكله من خرق لوقف آخر لإطلاق النار، بعد أسبوع واحد فقط من زيارة بوتين إلى دمشق يعد أمراً مخجلاً يدينه المجتمع الدولي".

وأوضحت السفارة: "بينما يظهر الأسد وبوتين إحساساً زائفاً بعودة الأمور إلى طبيعتها في سوريا، فإن قواتهما العسكرية تطلق هجمات مميتة على الرجال، والنساء والأطفال"، مشيرة إلى هذه الحملة المنسقة من العنف تسببت في قتل مئات المدنيين ونزوح مئات الآلاف غيرهم. وأكدت أنه في حال "استمرت هذه الهجمات الوحشية، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ أشد الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية ضد نظام الأسد وأي دولة أو فرد يدعم أجندته الهمجية".


في السياق، قال ناشطون معارضون أن طائرات النظام السورية قصفت منطقة صناعية في إدلب، الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل، رغم أن الأسبوع الماضي شهد سريان سريان اتفاق جديد لوقف القتال أبرمته روسيا وتركيا، اللتان تدعمان أطرافاً متحاربة.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن يحيى أبو اليمان ، وهو متطوع لدى الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن 15 شخصاً قتلوا وأصيب 65 آخرين في الغارة، معظمهم في حالة حرجة بعد أن ضربت الطائرات الحربية سوقاً للخضروات ومنطقة صناعية في مدينة إدلب بعد ظهر الأربعاء.

ويفصل بين المنطقتين بضع مئات من الأمتار فقط، وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن المنطقتين كانتا مزدحمتين بالناس عندما قصفتهما الطائرات الحربية، فيما قال الدفاع المدني السوري أن أحد متطوعيه قُتل في الغارة.

وأضاف "المرصد" أنه تم الإبلاغ عن غارات جوية في مناطق أخرى من محافظة إدلب. وتم تسجيل 42 غارة روسية على الأقل و 33 غارة شنتها طائرات سورية، كما ألقت طائرات النظام براميل متفجرة من مروحيات على ريف إدلب.

وفشل وقف إطلاق النار الهش في إخماد العنف، ويبدو أن هجوم النظام السوري الذي بدأ الشهر الماضي يهدف إلى إعادة فتح الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب الشمالية، وهي أكبر المدن السورية، علماً أن الطريق السريع في إدلب أغلق العام 2012، عندما استولت المعارضة على بلدات على طول الطريق.

وفي تقرير خاص، وثق "فريق منسقي استجابة سوريا"، الأربعاء، حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري وحليفته وروسيا منذ 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحتى يوم وقف إطلاق النار المُعلن من قبل وزارة الخارجية التركية في العاشر من كانون الثاني/يناير الجاري.

وقدر التقرير الخسائر المادية الأولية للمنشآت المتضررة بأكثر من 322 مليون دولار أميركي، موضحاً أن عدد المنشآت الحيوية والبنى التحتية المتضررة جراء استهدافها بالقصف تجاوز 169 منشأة، في حين بلغ عدد القتلى المدنيين 313 مدنياً من بينهم 100 طفل وطفلة و5 أشخاص من كوادر العمل الإنساني، كمت بلغ عدد الإصابات الموثقة 1834 إصابة "متفاوتة الخطورة".

وأكد الفريق أن عدد العائلات النازحة بلغ 67104 عائلة، بتعداد 38466 نسمة، عاد منهم بعد وقف إطلاق النار 3.05% من العائلات النازحة، علماً أن النظام سيطر خلال الحملة العسكرية على 40 قرية وبلدة، بمساحة 320 كم مربع.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024