كواليس زيارة بولتون لتركيا:الانسحاب سيطول والأكراد بحماية واشنطن

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/01/09
قالت صحيفة "حرييت" التركية، إن الجانب الأميركي كشف خلال زيارته إلى تركيا، الثلاثاء، برئاسة مستشار الأمن القومي جون بولتون، أن الانسحاب العسكري من سوريا لن يكون فورياً وسيمتد لفترة 4 أو 5 أشهر.

وأضافت الصحيفة انه لا توجد أي خطة للانسحاب ولم يقدم مثل هذه الخطة في الاجتماع، لافتة إلى أن الانطباع الذي كان سائداً أن الجانب الأميركي يعكف على إعداد خطة الانسحاب وأن زيارة بولتون تأتي في هذه الإطار، بالحصول على المعطيات من الجانب التركي.

ولفتت "حرييت" إلى أن الجانب التركي عندما سئل عن مقترحاته، طالب بعدم حصول أي فراغ مع الانسحاب وأن ذلك يتطلب "تنسيقاً جدّياً"، موضحةً أن الوفد التركي كان يسعى لمعرفة تفكير الإدارة الأميركية بموضوع التنسيق.وتحدث عن أمور مختلطة في موضوع التنسيق بعد الانسحاب. وقال إن "بولتون توجه بالحديث لرئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، والمبعوث جيمس جيفري بالقول: هناك اختلافات في موضوع الانسحاب". كما أن الوفد التركي شعر بأن التأثير الإسرائيلي حاضر في موضوع إبطاء الانسحاب الأميركي من سوريا.

وقالت الصحيفة إن أنقرة لم تحصل على جواب بخصوص الأسلحة التي سلّمت لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، وأن الجانب الأميركي سينظر بالموضوع. وأشارت إلى أن بولتون اعترف بوجود 16 قاعدة عسكرية، عرض المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عليه إما تسليمها لتركيا أو تدميرها، ولكن بولتون لم يعطِ الضوء الأخضر قائلاً إنهم سينظرون في الأمر، فيما أكد الجانب التركي عدم قبوله بتسليم هذه القواعد للوحدات الكردية.

من جهتها، قالت صحيفة "خبر تورك" إن الوفد الأميركي تحدث بكل وضوح بشأن الجدول الزمني للانسحاب وامتداده إلى 4-5 أشهر، لا ثلاثة أشهر كما كان منتظراً في البداية، ولفتت إلى أن ما قدمه الوفد يوضح عدم وجود تفاهم بين المؤسسات الأميركية نفسها.

وأكدت الصحيفة، أن بولتون والوفد الأميركي اشترطا موضوع التنسيق التركي مع أميركا في أي تحرك عسكري، لأن هناك جنوداً أميركيين في الميدان، كما أن عدم التنسيق يزجّ بقوى المعارضة السورية في خطر أيضاً مع الجنود الأميركيين.

وفي السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول أميركي كبير تفاصيل الوثيقة التي قدمها بولتون إلى الأتراك، والتي يُعتقد أنها كانت سبباً في إغضاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورفضه لقاء بولتون. وتتضمن سحب القوات الأميركية من سوريا، غير أنها تصرَّ على موضوع حماية المقاتلين الأكراد، وأن القوات الأميركية ستواصل مع حلفائها في سوريا شن الهجمات على مقاتلي "داعش" خلال فترة المغادرة.

وبحسب المسؤول، أكد بولتون للأتراك أن تلك القوات ستنفذ عمليات تستهدف المجموعات "الإرهابية" في أثناء مغادرتها، من أجل منع عودة ظهور "داعش". كما أن بولتون أبلغ الأتراك أن بلاده ستحتفظ بقدرات غير محدودة على الأرض.

وقال المسؤول الأميركي إن بولتون شدد خلال نقاشاته مع المسؤولين الأتراك، على رفض الولايات المتحدة أي معاملة تركية سيئة مع المقاتلين الأكراد، في المقابل أبلغه قالن أن بلاده تعتبر المقاتلين الأكراد بسوريا "إرهابيين"، لكونهم يتحالفون مع قوى ومنظمات "إرهابية" مثل حزب العمال الكردستاني.

وشدد على أن تركيا لن تتخذ أي قرار يقضي بالمهاجمة في سوريا، بالوقت الذي لا تزال توجد قوات أميركية هناك، ولكنها حتماً ستكون لها الحرية الكاملة في مهاجمة أهداف "الإرهابيين الأكراد".

وألمح المصدر إلى أن هناك اعتقاداً أميركياً بأنه سيكون هناك قتال بين القوات التركية والفصائل الكردية المسلحة في سوريا، عقب انسحاب القوات الأميركية. وقالت "واشنطن بوست" إن الأكراد سيكونون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يقاتلوا القوات التركية، وإما أن يصطفوا مرة أخرى مع نظام بشار الأسد.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024