حملة على مقابلة الجولاني.. "والمرقعون" يدافعون عنه

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/01/15
احتفى أنصار "هيئة تحرير الشام" بالظهور الإعلامي لـ"أبو محمد الجولاني"، في برنامج الحوار الذي نشرته "مؤسسة أمجاد" التابعة لـ"تحرير الشام". وما ميز ظهور الجولاني، مؤخراً، بحسبهم، هو "الهدوء والنظرة الثاقبة"، و"نضجه السياسي والاجتماعي"، و"التطور الكبير في شخصيته القيادية"، و"تناوله بالتفصيل الأحداث الأخيرة وهموم الساحة الشامية".
وهاجم أنصار "تحرير الشام" منتقدي تصريحاته، وفصّلوا في التأويل والدلالات، وأخذوا على خصومهم بأنه "لا يعجبهم العجب"، وأنهم سيذهبون بكل ما يصدر عن "تحرير الشام" وأميرها، إلى معانٍ بعيدة غير مقصودة أصلاً، لا بل هم "يحتاجون لتعلم اللغة العربية ابتداءً بالحروف الأبجدية".

تصريحات الجولاني المتناقضة مع مواقف "تحرير الشام" المعلنة، بخصوص الموقف من العملية العسكرية شرقي الفرات، ومشروعيتها، كانت الأكثر جدلاً. موقف الجولاني جاء مناقضاً لموقف شرعيّه العسكري "أبو اليقظان المصري" الذي سبق وصاغ الموقف شبه الرسمي لـ"تحرير الشام"، بالقول بـ"تحريم المشاركة" في المعركة التي اعتبرها "بين جيش تركي علماني، وحزب كردي علماني ملحد".

المنتقدون استغلوا التناقض في موقف "تحرير الشام"، لشنّ هجومهم عليها، معتبرين أن تصريح الجولاني يوضّحُ مدى براغماتية "تحرير الشام"، وقدرتها على استخدام الدين للاستحواذ على السلطة. فالمواقف متغيرة. ما قبل البغي على المعارضة، ليس كما بعده. والفتاوى هي وسيلة للضغط والابتزاز الديني والسياسي والعسكري في قاموسهم. "أبو النصر الشامي" المقرب من "أحرار الشام"، قال: "يتهمك بالعمالة لتركيا فيقاتلك ويسلب سلاحك، ثم يصبح حارساً لأرتال تركيا". وأضاف: "يُصرّح أن معركة شرق الفرات بين الكفار، ثم فجأة يخرج ليؤيد العملية ويباركها"، "يحاصرك في منطقتك التي هي منطقة رباط مع النظام، ويسلب سلاحك ويطلب منك الخروج، ثم يتباكى على الملأ اذا تركت منطقتك. هل رأيتم اقذر من هذا؟".

في جانب "تحرير الشام" ومناصريها، انبرى كثيرون، ممن يوصفون بـ"المرقعين"، لتأويل كلام الجولاني بخصوص معركة شرقي الفرات. الشرعي العسكري المصري في الهيئة "أبو الفتح الفرغلي"، قال: "لا يمكن أن نسعى لعرقلة تحرير المسلمين السنّة من حكم الملاحدة، ولو كان ذلك على يد العلمانيين الأقل بعداً عن الدين. ولا يعني ذلك أننا سنشارك في المعارك هناك أو نرى جواز المشاركة. هذا باختصار ما أراد أن يقوله أميرنا حفظه الله".

التشكيك بمصداقية "الجولاني"، طال كل النقاط التي تناولها في ظهوره الإعلامي، التي اعتبرت تصريحات مخادعة يراد منها تشويه الحقائق الواضحة للعلن. فـ"حكومة الإنقاذ" هي ذراع "تحرير الشام" وأداتها لسرقة الناس وفرض المكوس والضرائب والتسلط على رقابهم، ولا يمكن اعتبارها جهة إدارية مستقلة كما لمح "الجولاني" الذي دعا الفصائل إلى فصل العمل المدني عن العسكري.

اتهام الجولاني لـ"حركة الزنكي" بالتواصل مع روسيا، ليس أكثر من افتراء وكذب، يهدف إلى تبرير القتال، وانهاء فصيل بأكمله وطرد مقاتليه من نقاط رباطهم وجبهاتهم مع النظام وسرقة سلاحهم وممتلكاتهم غربي حلب. أما الحديث عن التطمينات والعدالة وإرجاع الحقوق لأصحابها التي تحدث عنها "الجولاني" في العلاقة بين "تحرير الشام" وبقية الفصائل، فهي أكاذيب لا تعكس الواقع اطلاقاً.

المهاجمون انتقدوا القائد السابق لـ"تحرير الشام" أبو جابر الشيخ، واتهموه بالتشبيح لـ"الجولاني" بشكل غير مباشر، بعد تصريحاته التي أكد فيها أنه لم يعد عنصراً في "تحرير الشام"، ولا يرضى كشخصٍ عن بعض سلوكيات "الجولاني"، مؤكداً أنه على خلاف شخصي معه، وليس براضٍ عن سلوكيات بعض أفراد "تحرير الشام" لأن فيها ظلماً للآخرين. الشيخ، قال إنه بالمقارنة بين فارق ظلم "تحرير الشام" وغيرها، فمن الواجب الحفاظ عليها والوقوف معها طالما أنها مازالت تقاتل النظام ثابتة وعلى الثغور مرابطة، وأوضح بأن الصبر والسكوت عن الظلم الشخصي اليوم أولى من ترك الثغور المفضي إلى ظلم الأمة في دينها وعرضها ومالها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024