تفجير "نطنز":الضربة مؤلمة..واحتمالات الرد مليئة بالمخاطر

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/07/09
أظهرت صور حديثة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية حجم الدمار الضخم الذي طال منشأة "نطنز" النووية الإيرانية بعد تفجير استهدفها الخميس الماضي. ونشر معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، الصور الملتقطة بعد ساعات من الحادث وتظهر اختفاء أجزاء من المنشأة النووية الإيرانية بالكامل فيما تنتشر الأنقاض على جانبي المبنى.


وقال المعهد إن من الواضح أن انفجاراً كبيراً وقع، مما أدى إلى تدمير ما يقرب من ثلاثة أرباع قاعة تجميع أجهزة الطرد المركزي الرئيسية، ونشوب حريق ألقى بظلاله على جزء كبير من المبنى، بما فيها سقفه.

ورجح المعهد أن تعمد طهران إلى تدمير المبنى بالكامل وإعادة بنائه من الصفر، نتيجة التلوث النووي الناجم عن الانفجار. ومن المتوقع أن يستغرق استبدال المبنى عاماً على الأقل، إن لم يكن أطول من ذلك، وفقا للمعهد الذي يرى أن الحادث يعد انتكاسة كبيرة لجهود إيران في تطوير عمليات الطرد المركزي المتقدمة.

وقال المعهد إن موقع نطنز لعب دوراً "حيوياً" في الإنتاج الضخم لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة في إيران. وأشار إلى أنه تم إخفاء مدى الضرر في هذا الموقع "بقصد" أو "من دون قصد" عن الجمهور.

وفي السياق، توقع تقرير إسرائيلي تزايد احتمال أن ترد إيران على التفجير في "نطنز"، وقال إن جوانب أيديولوجية وصراع قوى داخلي يؤثران على المداولات الجارية في هذه الأثناء في القيادة الإيرانية "وعلى الأرجح أنها ستؤثر على اتخاذ قرار بهذا الخصوص. وعلى إسرائيل الاستعداد للدفاع حيال أيّ من إمكانيات الرد".

واعتبر التقرير الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب الخميس، أن التفجير في "نطنز شكّل "ضربة لخطة إيران بالانتقال إلى مراحل متقدمة في البرنامج النووي"، لكنه "لا يلجم مراكمة اليورانيوم المخصب المتواصلة".

واعتبر التقرير أن المعضلة المركزية أمام القيادة الإيرانية هي التريث أو الرد على التفجير، وكيفية الرد، علماً أن الاعتقاد كان قبل التفجير بأن لا مصلحة لإيران بالرد على هجمات سابقة، وأنها ليست معنية بتقديم خدمة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتُفضل الهدوء إلى حين انتخابات الرئاسة الأميركية وعلى أمل أن يخسر ترامب منصبه.

وتابع التقرير أن "الوضع الجديد الحاصل بعد استهداف منشأة أجهزة الطرد المركزي المتطورة يغير توازن الاعتبارات الإيرانية ويصب في مصلحة الجهات المتطرفة في النظام، التي تعتبر أن عدم الرد يدل على ضعف".

وحسب التقرير فإن هناك خيارات عديدة للرد أمام إيران: في المجال النووي، بأن تدفع برنامجها النووي قدماً ورفع مستوى التخصيب إلى 20 في المئة؛ في مجال السايبر، من دون ترك بصمة، ولأنه ينطوي على احتمال ضئيل بالتصعيد العسكري؛ إطلاق صواريخ أو مقذوفات أو طائرات بدون طيار، أو عمليات مسلحة عبر أذرعها.

واعتبر التقرير أن "مجمل الخيارات التي تبدو أنها بحوزة إيران مليئة بالمخاطر ولا تخدم مصلحتها المركزية، بتخفيف سريع للعقوبات. لكن إثر الضغوط المتزايدة على النظام، ثمة تقدير بأن احتمال رد فعل إيراني يتزايد، وعلى إسرائيل الاستعداد للدفاع عن نفسها حيال كل واحد من إمكانيات الرد".

وفيما تقترب الشبهات أكثر نحو مسؤولية إسرائيل المباشرة عن انفجار "نطنز"، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إن قوة الجيش تتعاظم نتيجة العمليات الأخيرة، مشيداً بعمل أفراد قوات الأمن الذين يضربون الأهداف "سراً وبدقة".

وقال كوخافي: "قوة الردع تتعاظم نتيجة العمليات الأخيرة التي تنفذ بدقة ومهنية فائقة، على يد أشخاص متفوقين، فهم يحددون بدقة موقع مستودع الصواريخ، وهم الذين يحلقون سراً على بعد مئات الكيلومترات من الحدود ويضربون الأهداف".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024