المغرب وإسرائيل: إشهار الشراكة العسكرية والامنية

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2021/11/24
وقع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في العاصمة المغربية الرباط، اتفاقية للتعاون الأمني مع نظيره المغربي عبد اللطيف لوديي، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب، وذلك بعد ثلاثة أشهر على الاتفاق على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما من مكتبي اتصال إلى سفارتين.


وشكر غانتس خلال حفل التوقيع العاهل المغربي محمد السادس، ونظيره المغربي، "على جهودهما في تعزيز العلاقات بين البلدين"، وأكد على أهمية تسريع التعاون بين البلدين، من أجل استقرار المنطقة وازدهارها، معربا عن أمله في "توسيع اتفاقيات التعاون بين البلدين".

وقال غانتس: "لقد وقعنا الآن اتفاقية إطارية للتعاون الأمني من جميع النواحي مع المغرب، وهذا أمر مهم للغاية سيسمح لنا بتبادل الآراء، والسماح بمشاريع مشتركة، والسماح للصادرات الإسرائيلية بالوصول إلى هنا". وأضاف "أعتقد أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل يجب أن تستمر في التطور والتوسع، وأنا سعيد لأن لنا دور في هذا الأمر".

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن الاتفاقية الموقعة ستمهد الطريق للمبيعات العسكرية والتعاون العسكري بينهما بعد أن رفع البلدان مستوى علاقاتهما الدبلوماسية عام 2020.

واستهل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس زيارته للمغرب بزيارة ضريح محمد الخامس في الرباط، في أول نشاط رسمي له خلال الزيارة، حيث وضع إكليلا من الزهور على قبري الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.


وتهدف هذه الزيارة إلى "وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب"، بحسب ما أوضح مسؤول إسرائيلي مرافق لغانتس، مشيراً إلى أن اتفاق إطار سيتم توقيعه في هذا الصدد. وأضاف "كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعاً رسمياً الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا".

وتأتي زيارة غانتس إلى المغرب في سياق إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في آب/أغسطس قطع علاقاتها مع الرباط بسبب "أعمال عدائية". وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض "مبرراته الزائفة". كذلك أعلنت جبهة البوليساريو الجمعة "تكثيف" عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية في الصحراء الغربية.

واعتبر الخبير في العلاقات الإسرائيلية المغربية في جامعة تل أبيب بروس مادي وايتسمان أن هذا التزامن قد لا يكون من باب الصدفة. وأوضح في حديث ل"فرانس برس"، أنه "في سياق التوتر مع الجزائر ربما يرغب المغاربة في أن يظهروا للعالم، ولشعبهم وخصومهم الجزائريين وكذلك للغرب، أنهم بصدد تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، مع كل ما يستتبع ذلك".

وبعد رفع التمثيل الدبلوماسي بين إسرائيل والمغرب، أعلنت شركة راتيو بيتروليوم الإسرائيلية توقيع شراكة مع الرباط في تشرين الأول/أكتوبر لاستكشاف حقول غاز بحرية قبالة ساحل الداخلة بالصحراء الغربية.

أما على الصعيد العسكري تعد إسرائيل من أهم مصدري الطائرات المسيّرة الحربية والتطبيقات الالكترونية لأغراض أمنية إلى المغرب، مثل تطبيق بيغاسوس المثار حوله شكوك حول اختراق إسرائيل للتطبيق ومراقبة مستخدميه.

وقبيل توجهه إلى المغرب قال غانتس: "هذه الزيارة تعد الأولى لوزير أمن إسرائيلي بصورة رسمية إلى هذا البلد، سنوقع اتفاقيات تعاون، سنستمر بتقوية العلاقات، من المهم جداً لنا أن تكون الزيارة ناجحة".

وتستمر زيارة غانتس إلى المغرب ليومين، وتعد هذه الزيارة هي الثانية لمسؤول إسرائيلي رفيع الى المغرب منذ التوقيع على اتفاق استئناف العلاقات بينهما، بعد زيارة وزير الخارجية يائير لابيد صيف 2021.

وبالتزامن مع الزيارة أطلقت جمعيتان مغربيتان، حملة رافضة لزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، وقال بيان الجبهة المغربية، إنها "تطلق حملة إعلامية وميدانية رافضة لزيارة وزير الدفاع الصهيوني للمغرب". ودعت الجبهة الهيئات الداعمة للقضية الفلسطينية ومواطني البلاد، إلى المشاركة في وقفة احتجاجية رفضا لزيارة غانتس، أمام برلمان البلاد في العاصمة الرباط.

من جانبها، قالت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، إنها تطلق حملة إعلامية وميدانية رافضة لزيارة غانتس إلى البلاد، من دون تفاصيل أكثر. وأطلقت المنظمتان وسماً عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان: "لا مرحباً بالقاتل غانتس".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024