إدلب: إسلاميون في طور الاستعداد للمعركة

المدن - عرب وعالم

الخميس 2018/07/12
ساهمت الهيمنة السريعة وغير المتوقعة في الجنوب السوري لمليشيات النظام وروسيا على حساب المعارضة المسلحة في تأجيج مخاوف قوى المعارضة في الشمال عموماً، من أن دورها قادم لا محالة. وأبدت الفصائل الإسلامية، والقوى السلفية الجهادية، متابعة جدية، لما يحصل في الجنوب، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

الشيخ عبدالرزاق المهدي، أبرز الشخصيات المستقلة في التيار السلفي الجهادي في إدلب، دعا لتخفيف الجدل العقيم بين الفصائل بخصوص مصير الشمال، وأوضح أن الاشاعات التي يروج لها عملاء النظام أدت لانقسام الساحة بين فريق تملّكه الخوف والفزع وبات جاهزاً لـ"المصالحة" والاستسلام، وفريق يأمل استمرار اتفاق "خفض التصعيد" الروسي-التركي، وفريق لا يكترث ويبالغ ويردد عبارات فارغة مثل "إدلب مقبرة الغزاة"، وفريق يؤكد أن الحذر واجب، والعدو لئيم ولا يلتزم بعهود ولا مواثيق.

شرعي "تحرير الشام" أبو الفتح الفرغلي، مصري الجنسية، شكك في قدرة مليشيات النظام على خوض معركة ادلب، واعتبرها ورطة في حال قرروا مهاجمتها، وتوعد النظام بالكثير من المفاجآت التي جهزتها "تحرير الشام" للمعركة التي اعتبرها حاسمة، من انغماسيين ومفخخات وتفجيرات "لا تعد ولا تحصى".

عضو مجلس شورى "تحرير الشام" أبو ماريا القحطاني، تبنى خطاباً مغايراً بعيداً عن عبارات الشحن، وشدد على ضرورة رص صفوف كافة الفصائل في الشمال لمواجهة مليشيات النظام وروسيا في حال وقعت المعركة. واستشهد القحطاني بروايات تاريخية وملاحم خاضها السلف على مر العصور، وأنهى مقالته في موقع "تلغرام" بعبارة "سني عراقي مهجر".

السعودي، عبدالله المحيسني، الشرعي السلفي المستقل، ركز على ضرورة استئصال "الضفادع" عملاء النظام في ادلب، مستشهداً بما حصل في حوران، ومعتبراً أن ظاهرة الضفادع من أخطر ما ابتليت به ادلب في الوقت الحالي، وستكون ذات أثر بالغ حين يبدأ النظام هجمته على إدلب فيخرجون دفعة واحدة، لذلك من الضروري ملاحقتهم وعدم السماح لهم بالتكاثر ولا التواجد في المنطقة لأنهم سيطعنون بالمقاتلين من الخلف. واقترح تشكيل مجلس شرعي خاص متفق عليه لمتابعة قضية "الضفادع" ومحاكمتهم.

علي العرجاني، السلفي المقرب من "حركة الزنكي"، رجّح بقاء ادلب ضمن اتفاقية تضمن عدم تقدم الروس والنظام لأسباب تتعلق بمدى الخسائر التي سوف يمنى بها العدو في الهجوم، وخضوع المنطقة للتوازنات والنفوذ التركي، وضخامة أعداد السكان فيها، الأمر الذي قد يتسبب بموجة هائلة من النزوح لا يمكن للدول تحملها. ولم يستبعد العرجاني، اقدام النظام على خوض معركة لاقتطاع أجزاء من ريف اللاذقية الشمالي وجسر الشغور وضواحي حلب الغربية والشمالية، أو خوض معركة مفتوحة لا تضع سقفاً للأهداف. وكل هذه الاحتمالات بحسب رأيه  يجب التجهيز والإعداد لها بكل قوة وجدية، عبر نفير كامل، وتحصين واستعداد تام على مختلف الصعد، ودمج الفصائل في جسم عسكري موحد، وتحصين الجبهات، وتجهيز معارك كبرى هجومية، وتوحيد قرار السلم والحرب، وتشكيل مجلس لقيادة الثورة يضم قادة الفصائل ونخبٍ ثورية معروفة، ومنع أي حالة تواصل مع العدو أو تفاوض عند الضرورة إلا عبر هذا المجلس، وإخراج المقرات العسكرية خارج المدن وإعلانها خالية من أي تواجد مسلح، وتفعيل قضاء موحد، وإلغاء الحواجز التابعة للفصائل، وتسليمها للشرطة، وتفعيل جهاز أمني لملاحقة خلايا التخريب والخيانة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024