انفجار نترات الأمونيوم:واشنطن علمت وأبلغت المسؤولين اللبنانيين

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2020/08/11
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن متعاقداً أميركياً يعمل مع الجيش الأميركي، حذّر قبل أربع سنوات على الأقل من وجود مخبأ كبير للمواد الكيماوية القابلة للانفجار التي تم تخزينها في ميناء بيروت في ظروف غير آمنة.

وقالت إنه وفقاً لبرقية دبلوماسية غير سرّية أصدرتها السفارة الأميركية في لبنان وصنفتها بأنها "حساسة"، تمّ رصد وجود المواد الكيماوية والإبلاغ عنها من قبل خبير أمن الموانئ الأميركية خلال تفتيش حول سلامة الميناء. ونقلت عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين عملوا في الشرق الأوسط، أنه كان من المتوقع أن يقوم المقاول بإبلاغ السفارة الأميركية أو البنتاغون بالنتائج.

حقيقة أن الولايات المتحدة ربما كانت على علم بالمواد الكيماوية ولم تحذر أحداً صدمت وأغضبت الدبلوماسيين الغربيين الذين فقدوا اثنين من زملائهم في الانفجار وشاهدوا العديد من الجرحى. وقال دبلوماسي غربي: "إذا تأكد ذلك، فسيكون الأمر صادماً للغاية على أقل تقدير".

ونفى مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن يكون المسؤولون الأميركيون على علم بالنتائج التي توصّل إليها المقاول وقال إن البرقية "تُظهر أنه لم يتم إبلاغهم". وأضاف أن المقاول "قام بزيارة غير رسمية للموقع منذ حوالي أربع سنوات، ولم يكن في ذلك الوقت موظفًا في الحكومة الأميركية أو وزارة الخارجية". وقال المسؤول إن الوزارة ليس لديها سجل بإبلاغ المقاول بالنتائج التي توصل إليها حتى الأسبوع الماضي، بعد الانفجار المميت.

وتكشف البرقية أولاً، أسماء مسؤولين لبنانيين كانوا على دراية ب"نترات الأمونيوم" في المرفأ. ثمّ تشير بعد ذلك إلى أن مستشاراً أمنياً أميركياً عينه الجيش الأميركي اكتشف المواد الكيماوية أثناء فحص السلامة.

وبحسب البرقية، فإن المستشار، بموجب عقد مع الجيش الأميركي، كان مستشارً البحرية اللبنانية من 2013 إلى 2016. وقالت البرقية إن المستشار "نقل أنه أجرى عملية تفتيش على مرافق الميناء بشأن الإجراءات الأمنية، وأبلغ خلالها المسؤولين في الميناء عن التخزين غير الآمن لنترات الأمونيوم".

وتنقل الصحيفة عن العديد من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين الذين عملوا في الشرق الأوسط أن المستشار كان عادة ينقل نتائجه على الفور إلى المسؤولين الأميركيين الذين أشرفوا على العقد، وفي هذه الحالة السفارة أو وزارة الخارجية أو البنتاغون.

وقال دبلوماسيون من الدول المتضررة من الانفجار إنه ربما لم يكن هناك الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله لإجبار الحكومة اللبنانية على نقل المواد. كما طلب مسؤولو الموانئ اللبنانية مراراً وتكراراً نقل المادة الكيماوية، ولكن دون جدوى.

وبيّنت البرقية شكوكاً أميركية في التفسير الأولي للحكومة اللبنانية حول سبب اشتعال نترات الأمونيوم والذي تحدث عن أن حريقاً اندلع في حظيرة مجاورة مليئة بالألعاب النارية ثم انتشر، مما تسبب في انفجار الأمونيوم. بدلاً من ذلك، تثير البرقية احتمال أن تكون الذخيرة المخزنة في المنفذ قد خلقت القوة اللازمة لتفجير نترات الأمونيوم.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين تعليقهم حول إمكانية أن تكون هذه المواد المتفجرة تابعة ل"حزب الله"، أنه من المعروف أن "حزب الله" حريص على مخابئ الأسلحة والمواد المتفجرة. إذا كانوا يستخدمون نترات الأمونيوم في الميناء لأغراضهم الخاصة، فسيكون من غير المعتاد بالنسبة لهم تخزينها بمثل هذه "اللامبالاة".

وقال دبلوماسيون في بيروت ومسؤولون سابقون في البنتاغون والمخابرات الأميركية إنه بينما كان "حزب الله" يسيطر على لبنان وسيطر على المطار والعديد من المعابر الحدودية إلى سوريا، يُعتقد أنه يستخدم الطرق البرية لتهريب الأسلحة وليس ميناء بيروت.

غير أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن منطقة الميناء التي وقع فيها الانفجار كانت مليئة بمنشآت "حزب الله"، بحسب تقييم استخباراتي إسرائيلي، رغم أن إسرائيل ليس لديها دليل قاطع يربط "حزب الله" بمخزن نترات الأمونيوم.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024