حلب الشرقية: إخلاء المباني المهددة بالسقوط.. والسكان بلا مأوى

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/02/05
أمر مجلس محافظة حلب التابع للنظام، الأهالي في حلب الشرقية بإخلاء آلاف المباني والمنازل السكنية الآيلة للسقوط. وبدأت اللجان المسؤولة عن التقييم والتحضير لعمليات الإخلاء بعملها فعلياً، الاثنين/الثلاثاء. ولا تعرف العائلات المستهدفة في عمليات الإخلاء هل سيكون هناك أماكن مخصصة لإيوائهم الطويل، كما تجهل مصير منازلها وشققها السكنية التي ستتم إزالتها، لأن معظمها وفق تصنيفات مجلس المدينة هي أبنية مخالفة غير منظمة.

مراسل "المدن" خالد الخطيب، قال إن قرار مجلس المحافظة اتخذ في اجتماع ترأسه محافظ حلب حسين دياب، وبحضور رئيس مجلس المدينة وقائد الشرطة والمحامي العام الأول، بالإضافة إلى مدراء ومهندسين وفنيين في المحافظة ومجلس المدينة.

ومن المفترض أن يشمل الإخلاء المباني الأكثر خطراً، ويزيد عدد العائلات المستهدفة بالإخلاء عن 4000 عائلة، جميعهم من ذوي الدخل المحدود. وقالت المحافظة إنها شكّلت 6 لجان لتحديد درجة الخطورة في المباني، و6 لجان أخرى للإشراف على عمليات إخلاء السكان وتقديم مساعدة لنقل أثاثهم، و3 لجان لمساعدة العائلات لإيجاد مساكن بديلة. ولم تقدم المحافظة ايضاحات حول المكان المخصص لنقل العائلات، ولا مدة بقائهم فيها، أو مصير منازلهم التي سيخلونها.

ويأتي قرار المجلس بعد يوم واحد من انهيار مبنى كامل في حي صلاح الدين، ومقتل أكثر من 12 مدنياً وجرح آخرين من سكانه. مصدر محلي من أهالي حي صلاح الدين، أكد لـ"المدن"، أن أضراراً جسيمة كانت قد لحقت بذلك المبنى، بفعل قصف النظام السابق. وكانت المنطقة المحيطة بالمبنى قد تعرضت لعشرات الغارات الجوية بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطائرات الحربية بين العامين 2015-2016. كما أثرت الأمطار الغزيرة مؤخراً، وتسرب مياه الصرف الصحي، بتهالك البنى التحتية للمبنى وانهياره بشكل كامل. وهناك عشرات المباني في محيط المبنى المدمر معرضة للسقوط أيضاً.

وأوضح مصدر "المدن" عدم وجود مساكن مخصصة لإيواء العائلات التي سيتم إخلائها. وكان مجلس مدينة حلب، قد اجتمع في وقت سابق مع مخاتير الأحياء الشرقية بغرض توفير مساكن مؤقتة للعائلات. وجرت عمليات إخلاء خلال الشهرين الماضيين، وبقي عدد كبير من العائلات من دون مأوى أو مسكن مؤقت. وباتت العائلات المتضررة تحت رحمة المخاتير الذين يفرضون عليها دفع مبالغ مرتفعة مستغلين حاجتها للسكن. وأكثر من يثير قلق الأهالي هو إجراء عمليات إزالة لمساكنهم، وعدم حصولهم على تعويضات أو مساكن بديلة، خاصة أولئك الذين تصنف مساكنهم على أنها عشوائية.

المنقذون المفترضون الذين تواجدوا في المكان في غالبيتهم من عناصر مليشيات "الدفاع الوطني"، ومن "فيلق المدافعين عن حلب" الذي يديره فرع "حزب البعث" والأجهزة الأمنية. وركز إعلام النظام على أن المعارضة المسلحة وقذائفها وصواريخها هي السبب بانهيار المباني وتصدعها، مع أن تلك المناطق المدمرة كانت منذ منتصف العام 2012 وحتى نهاية العام 2016 تحت سيطرة المعارضة. وتعرضت أغلب المباني في المنطقة للقصف الجوي من الطائرات، بالصواريخ الارتجاجية، ما تسبب بتصدع البنى والاساسات لآلاف المباني السكنية في أحياء حلب الشرقية.

وبحسب نقابة المهندسين في حلب، فإن الأبنية المتعرضة للضرر الشديد تتجاوز 5452 بناء طابقياً، يجب إزالتها. وسبق أن انهارت مباني طابقية في حلب خلال الشهرين الماضيين، في أحياء الشعار والفردوس والصالحين والكلاسة، وغيرها من الأحياء الشرقية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024