وأفاد بلوك في رسالة موجهة إلى البرلمان وقعتها كذلك وزيرة الداخلية كايسا اولونغرن، أن الاجتماع أشار إلى "قلق جدي بشأن تورط إيران المحتمل في هذه الأعمال العدائية على أراضي الاتحاد الأوروبي". وجاء في الرسالة "ينتظر من إيران أن تتعاون بشكل كامل في تبديد بواعث القلق الحالية والمساعدة في التحقيقات الجنائية عند الضرورة". وأضاف بلوك "في حال لم يتم تعاون من هذا النوع في الوقت القريب، فلا يمكن استبعاد (فرض) عقوبات إضافية".
وقال الوزيران الهولنديان إنه تم التأكيد خلال لقاء مع مسؤولين إيرانيين إن "الاجراءات غير مرتبطة" بالاتفاق النووي الإيراني. وورد في الرسالة أنه "مع ذلك، ستحاسَب إيران على جميع الأمور التي تؤثر على الاتحاد الأوروبي والمصالح الأمنية الدولية" بما في ذلك عمليتا الاغتيال في هولندا عامي 2015 و2017.
وفي وقت سابق، قالت الشرطة الهولندية إن الضحيتين هما علي معتمد، 56 عاماً، الذي قتل في مدينة آلميره وسط البلاد في كانون الأول/ديسمبر 2015، وأحمد ملا نيسي، 52 عاماً، الذي قتل في لاهاي في تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وأفادت تقارير إعلامية هولندية أن معتمد كان يعيش في هولندا باسم مستعار وأنه في الواقع محمد رضا كولاهي صمدي، الذي يقف وراء أكبر تفجير شهدته إيران عام 1981. وقتل نيسي بإطلاق النار عليه من سيارة، كُشف لاحقا أنها سرقت من ضاحية خارج روتردام.
وذكرت الشرطة الهولندية أن نيسي كان رئيس "حركة النضال العربي من أجل تحرير الأحواز" الداعية إلى استقلال منطقة الأهواز في جنوب غرب إيران.
وفي حزيران/يونيو الفائت، طردت هولندا موظفين اثنين في السفارة الإيرانية على خلفية عمليتي القتل.
من جهته أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بمبادرة الاتحاد الأوروبي، وأكّد في "تويتر" أنّ "الولايات المتّحدة تؤيّد بقوّة العقوبات الجديدة وتقف مع حلفائنا الأوروبيين في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد المشترك". وأضاف بومبيو في تغريدة أخرى: "لقد أرعبت كل من إيران وحزب الله أوروبا منذ عام 1979، ومن خلال اتخاذ الإجراءات اليوم أرسلت الدول الأوروبية رسالة واضحة إلى إيران مفادها أنه لن يتم التسامح مع الإرهاب".
من ناحيته، رأى "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الكيان القريب من منظمة "مجاهدي خلق"، أنّ العقوبات الأوروبية "خطوة إيجابية وضرورية". لكنّه حذّر في الوقت نفسه من أن "الوقت حان لكي يتخّذ الاتحاد الأوروبي موقفاً حازماً وقوياً ضدّ هذه الأعمال الإجرامية، بما في ذلك طرد العملاء الإيرانيين الموجودين على الأراضي الأوروبية".
وتعامل الاتحاد الأوروبي في الماضي بحذر مع إيران في وقت كان يسعى لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض العقوبات على طهران.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اتهم الدول الأوروبية بتوفير ملاذات آمنة "للإرهابيين". وقال في "تويتر" إن "اتهام إيران لا يعفي اوروبا من مسؤولية استضافتها الإرهابيين".
وأوضح ظريف أن "الأوروبيين ومنهم الدنمارك، وهولندا، وفرنسا يوفرون المأوى لجماعة مجاهدي خلق التي قتلت 12 ألف إيراني، وكانت شريكة في الجرائم التي ارتكبها صدام (حسين) ضد أكراد العراق". وتابع في السياق "كما يوفر الأوروبيون المأوى لإرهابيين آخرين قاموا بقتل إيرانيين"، مضيفاً "توجيه الاتهامات لإيران، لن يعفي أوروبا من مسؤولية إيواء إرهابيين".