مخيمات الشمال السوري.. مُدن مكتظة بلا آمال بالعودة

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2021/07/20
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنه مع استمرار الحرب السورية التي يبدو أن لا نهاية لها، وموجات العنف في عدد من المحافظات كإدلب، تتزايد موجات النزوح إلى مخيمات اللاجئين ومن بينها مخيم أطمة الذي تحول إلى مدينة مكتظة بالعائلات.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدلب تشهد تحولاً بعد سنوات من قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرها، لافتةً إلى أن الكثافة السكانية والأسواق التجارية ترتفع بشكل ملحوظ في الشمال، كما تعجّ المدارس بالطلاب ويحصل السكان في عدد من الأحياء على الكهرباء. لكن في المقابل، لا تزال أجزاء واسعة من المحافظة مهملة ومهجورة خصوصاً في المناطق التي تقع ضمن الخطوط الأمامية للمواجهات.

وأضافت أن التحول الحاصل في إدلب يعود سببه إلى موجات النزوح لملايين السوريين، لافتة إلى أن المناطق في الشمال تبدو مزدهرة، إلا أنه بالنسبة إلى الكثيرين "هي أحياء مكتظة بالسكان الذين يعيشون على معونات من المنظمات الإنسانية وينتظرون العودة إلى قراهم وبلداتهم".

وتابعت الصحيفة أن قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى إدلب لم يأتِ بنتائج إيجابية على المدينة التي وصفتها الصحيفة ب"الهشة" و"اللغز الذي لم يُحل".

مدن جديدة شمال ادلب
وأشارت الصحيفة إلى وجود معدات بناء تشير إلى بناء مدن جديدة في مناطق شمال سوريا. ونقلت عن سكان محليين أن مخيم أطمة في ريف إدلب هو "مركز الذين تقطعت بهم السبل على الحدود"، أي بعد فشل محاولتهم للعبور بشكل غير قانوني إلى تركيا.

ونقلت الصحيفة عن أحمد الحجازي، الموظف في منظمة غير ربحية أنه في عام 2013 كان يقطن المخيم حوالى 13 ألف عائلة وتشير الأمم المتحدة إلى تلك الأسر بأنها "مجموعة أطمة"، أما الآن فيوجد أكثر من 30 ألف عائلة، أي حوالى 160 ألف شخص. وقال حجازي الذي دُمر منزله في جنوب إدلب: "لقد تحوّل المخيم إلى مدينة"، مضيفاً "لا أمل لدينا بالعودة إلى منازلنا في المستقبل القريب، أقله ليس في السنوات العشر المقبلة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما فقد السوريون الأمل في العودة إلى مدنهم وقراهم، بدؤوا في بناء منازل لهم في منطقة أطمة، فحجازي مثلاً، بنى مسكناً بكلفة تبلغ 10 آلاف دولار، مضيفة أن الأثرياء كانوا يبنون مبانٍ من طابقين وثلاثة طوابق، متابعة أن فورة البناء أتاحت للعمال المزيد من الوظائف إلا أن الراتب اليومي كان يزيد قليلاً عن ال3 دولارات يومياً فقط.

وأضافت أن "أطمة تبدو وكأنها مقاطعة في تركيا حيث تُستخدم الليرة التركية كعملة محلية بالإضافة إلى الدولار، وتتوفر خدمات الهاتف المحمول على الشبكة التركية، كما تقوم منظمة تركية غير حكومية ببناء عشرات الآلاف من المنازل".

وتحاول تركيا تهيئة ظروف معيشية مواتية لمنع السكان في الشمال من عبور حدودها. كما تسعى هيئة تحرير الشام لتحقيق الاستقرار في المنطقة لإقناع الدول الغربية والمانحين الأجانب بأنها تخلّت عن سياستها المتطرفة وتستحق الاعتراف الدولي.

ووصفت الصحيفة الهدنة في إدلب بأنها "هشة" خصوصاً عند بلدة معرة النعسان، حيث تفصل أمتار قليلة فقط بين مواقع فصائل المعارضة ومواقع قوات الأسد. ونقلت الصحيفة عن سكان محليين أن قوات الأسد قصفت البلدة في اليوم الذي زار فيه صحافيون مجموعة من المدنيين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024