إسرائيل:فرص حكومة طوارىء تبخرت

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/04/08
وصلت المفاوضات الائتلافية بين حزبي "ليكود" و"أزرق أبيض" الإسرائيليَيْن لتشكيل حكومة طوارئ إلى طريق مسدود.

واتهم "أزرق أبيض" زعيم حزب "ليكود"، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأنه تراجع عن جميع التفاهمات التي تم التوصل إليها، في الأسبوعين الأخيرين، من أجل تشكيل حكومة وحدة.

وقال رئيس الكنيست والمكلّف تشكيل الحكومة الإسرائيليّة المقبلة، بيني غانتس، الأربعاء، إن تشكيل حكومة طوارئ مع معسكر اليمين "ليس بأيّ ثمن".

وكان الجانبان تحدثا، في اليومين الماضيين، عن اقترابهما من اتفاق كامل لتشكيل حكومة، وأن القضية الوحيدة العالقة هي تركيبة لجنة تعيين القضاة، بعدما تراجع "أزرق أبيض" عن معارضته لضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل.

وكتب غانتس على صفحته عبر "فايسبوك": "الوضع السياسي في إسرائيل معقّد، ويتطلّب قرارات وحسماً". وأضاف "مؤكد أنكم تعلمون أن المفاوضات بيننا وبين "ليكود" لتشكيل حكومة طوارئ وطنية كانت على وشك أن تتم بنجاح هذا الأسبوع. لم يحصل أي طرف على ما يريد، نحن أيضاً. لكن كل طرف حصل على الأمور الضرورية عنده".

وأضاف غانتس أنّ نتنياهو ومفاوضيه طلبوا، قبيل التوقيع بفترة قصيرة، طلباً "يضرّ بالعمل السليم للجنة اختيار القضاة خلافا لما تم الاتفاق عليه".

وردّ "ليكود" على غانتس باتهامه أنه هو من أفشل تشكيل الحكومة، وقال في بيان: "من اللحظة الأولى تم الاتفاق أن حكومة الوحدة المتساوية تقوم على مبدأين اثنين واضحين: اتخاذ قرارات بشكل متساوٍ في كل القضايا، والدّفع بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفّة الغربيّة المحتلة".

وأضاف البيان "للأسف، في اللحظات الأخيرة، تراجع "أزرق أبيض" عن هذه الاتفاقيات، التي هي قاعدة إجبارية لكل حكومة متساوية.. وفي اللحظة التي يعود فيها إلى الاتفاق الأولي سيكون بالإمكان إكمال الاتفاق وتشكيل حكومة وحدة".

وكانت تقارير تحدثت في الأيام الماضية عن توصل الجانبين إلى تفاهمات حول جميع القضايا التي نوقشت في المفاوضات الائتلافية، لكن الجانبين أعلنا الثلاثاء، عن توقف المفاوضات ومغادرة وفدي المفاوضات المنزل الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية.

وفي السياق، أكد استطلاع أجراه معهد "سميث" ونشرته صحيفتا "معاريف" و"جيروزاليم بوست"، الأربعاء، أنه لو جرت انتخابات للكنيست الآن، لحصل "ليكود" على 42 مقعداً، ومعسكره اليميني سيحصل على غالبية مقاعد البرلمان (64 من أصل 120). فيما سيحصل "أزرق أبيض" على 18 مقعداً فقط، ومعسكره اليسار-الوسط سيحصل على 56 مقعداً. وستكون "القائمة المشتركة" تحالف الأحزاب العربية في الكنيست، الكتلة البرلمانية الثالثة، برصيد 16 مقعداً. 

وقطع غانتس ونتنياهو شوطاً طويلاً بمفاوضات تشكيل الحكومة، حتى كانا على وشك التوقيع على اتفاق لذلك، إلا أن نتنياهو أعلن عن إدخال بند إلى الاتفاق، يقضي بتغيير طريقة تعيين القضاة في المحاكم الإسرائيلية، ما أثار رفض غانتس، وبالتالي تعثر المفاوضات. 

ويخشى غانتس من أن يكون "افتعال نتنياهو لهذه العقدة السياسية، ما هو إلا مراوغة منه" لإضاعة الوقت، من أجل انقضاء المهلة الممنوحة لغانتس لتشكيل الحكومة وهي الإثنين المقبل، من دون إحراز أي نتائج، وبالتالي إجراء انتخابات جديدة.

حفيد رابين
وفي سياق الفشل في تشكيل الحكومة، انتقد جوناثان بن آرتسي حفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين تعثر المفاوضات بين نتنياهو وغانتس، متمنياً إصابة نتنياهو بكورونا.

وكتب حفيد رابين عبر "تويتر": "إن كان نتنياهو كذب على الشعب الإسرائيلي وناور قائلاً علينا تشكيل حكومة وحدة للطوارئ من أجل مواجهة كورونا، بينما كان ينوي الذهاب لانتخابات، فهو يستحق الإصابة بكورونا، وأن ينهي حياته في السجن مريضاً".

وعلق حزب ليكود بالقول: "هذا تحريض على وفاة رئيس الوزراء".

وكان نتنياهو قال عبر "تويتر":"خضعت اليوم لفحص كورونا وكانت النتيجة سلبية. سأنهي غداً فترة تواجدي في الحجر الصحي بعد مرور 14 يوماً كما هو مطلوب".

ولاحقاً، نشر حفيد رابين تغريدة أخرى توضح مقصده من دون أن يعتذر قائلاً: "اسمحوا لي بالتوضيح: من يستخدم مرضى وباء مثل كورونا لأغراض سياسية، يستحق كورونا".

وبعد مناشدة مغردين، حذف بن آرتسي تغريدته الأولى، وقال معتذراً: "لا أتمنى أن يصاب أحد بكورونا حتى لو كان نتنياهو. أعتذر عن ذلك".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024