النظام يسيطر على كامل سكة الحجاز..ويتجه نحو سراقب

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2018/02/02
بسطت مليشيات النظام سيطرتها الكاملة على القرى والبلدات الواقعة في المنطقة المتبقية من سكة الحجاز في ريف حلب الجنوبي شمالي منطقة أبو ظهور. وسيطرت المليشيات على قرى تليجن وعثمانية صغيرة وتل الفخار وتل الديدان والواسطة وأم الكراميل وعطشانة غربية، وحاولت التوسع غربي السكة، وهاجمت جزرايا والزيارة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

ومع تقدم المليشيات، خلال الساعات الـ24 الماضية في ريف حلب الجنوبي، وسيطرتها على مسار سكة القطار حلب–دمشق "سكة الحجاز"، بشكل كامل، يكون الهدف المُعلن من العمليات العسكرية التي بدأتها قبل 4 شهور، قد تحقق. ونتج عن ذلك سيطرة المليشيات على مساحات واسعة تزيد عن 2400 كيلومتر مربع في أرياف حلب الجنوبي وحماة الشمالي الشرقي وادلب الجنوبي الشرقي.

وواصلت مليشيات النظام عملياتها البرية في محور أبو ظهور–سراقب وحاولت تقليص المسافة التي تفصلها عن مدينة سراقب، مستهدفة قرية تل الطوقان والتلال القريبة منها، وتمكنت المليشيات خلالها من السيطرة على أجزاء من محيط تل الطوقان شرقاً، وهاجمت قرى رأس العين وكفر عميم وتل الأغر ووبليصة وغيرها، الواقعة في المنطقة التي تفصل أبو ظهور عن سراقب.

وبدت جبهات محور أبو ظهور–سراقب أكثر تماسكاً خلال الساعات الماضية بسبب التعزيزات العسكرية التي دفعت بها كتائب محلية تابعة لعدد من الفصائل إلى جبهات القتال. جهود المعارضة في المنطقة منصبة في الوقت الحاضر على منع المليشيات من التقدم أكثر، ووقف زحفها في موازاة الطريق الرئيسية أبو ظهور-سراقب، وليس هناك ما يشير إلى اقتراب تشكيل غرفة عمليات في المنطقة بهدف تنفيذ هجمات معاكسة ضد المليشيات لاستعادة المناطق التي تقدمت فيها.

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، وصول قوات روسية إلى مناطق ريف ادلب، الخميس، ومعها تعزيزات عسكرية تابعة لـ"الفيلق الخامس". ولا يعرف بعد ما إذا كانت هذه القوات سوف تدعم العمليات العسكرية المتصاعدة نحو غربي أبو ظهور للتوغل أكثر في ادلب، أم أنها ستنفذ مهام أخرى تتعلق بتجميد خطوط القتال.

القصف الجوي والمدفعي والصاروخي كان وحشياً، وهو الأعنف، الخميس، واستهدف مناطق ريف حلب الجنوبي وريف ادلب الجنوبي والشرقي، وصولاً إلى ريف حماة الشمالي، وتسبب بمقتل وجرح 100 مدني على الأقل توزعوا على 4 مجازر في المنطقة.

وكان لريف حلب الجنوبي الحصة الأكبر من عدد الغارات الجوية، وحصيلة القتلى والجرحى  في صفوف المدنيين، وبلغت حصيلة الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام 125 غارة جوية، وألقى مروحي البراميل 65 برميلاً متفجراً، ووصل عدد القرى والمزارع المستهدفة بالقصف الجوي في ريف حلب الجنوبي إلى 30. الغارات الأعنف استهدفت جزرايا التي قتل فيها 12 شخصاً، وأباد التي قتل فيها ثمانية أشخاص.

الغارات الجوية طالت أيضاً منطقة سراقب، وتسببت بوقوع مجزرة في قلب المدينة قتل على إثرها 6 أشخاص وجرح آخرين، وتعرض مركز الدفاع المدني فيها لغارات ما أدى إلى إصابة عناصر من الدفاع المدني، وتدمير الآليات، كما وخرج مبنى المجلس المحلي في سراقب عن الخدمة نتيجة الغارات الجوية المتواصلة. الغارات طالت ريفي سراقب الشرقي والجنوبي.

مدينة سراقب أصبحت شبه خالية من السكان بسبب الغارات الجوية العنيفة التي تتعرض لها، ووجه العديد من وجهاء المدينة نداءات لإخلاء المدينة من المدنيين حرصاً على سلامتهم ولو بشكل مؤقت إلى أن تنتهي المواجهات وحملات القصف الوحشية التي تنفذها طائرات النظام وروسيا.

القصف الجوي والمدفعي لاحق النازحين من مناطقهم في ريف ادلب الشرقي، الطائرات الحربية استهدفت سيارات النازحين بالرشاشات الثقيلة وجرحت أعدداً كبيرة منهم. واستهدفت الغارات الجوية بلدة كفر نبودة في ريف حماة ما تسبب بمقتل 9 أشخاص وجرح آخرين، وبذلك يصبح عدد القتلى المدنيين، الخميس، 35 شخصاً بينهم أطفال ونساء.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024