الاحتلال الاسرائيلي يستعد.. الانتفاضة قادمة

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/05/27
أنذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي من تصعيد محتمل في الضفة الغربية على خلفية عزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على البدء بتنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة لإسرائيل، بحلول مطلع تموز/يوليو المقبل.
وقال في خطاب أمام ضباط كبار، إن "الجيش يستعد لتطبيق خطط عسكرية بحلول تموز/يوليو، من أجل مواجهة احتمال تفجر العنف، وقسم من الخطط يشمل إمكانية تعزيز قوات بشكل كبير".

ونقلت "هآرتس"، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولهم إن "هذه طريقة رئيس أركان الجيش للقول "كونوا مستعدين، فالتصعيد واقعي جداً"، بحسب ما نقل عنها موقع "عرب48".

ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن أقوال كوخافي حول التصعيد المحتمل تتطرق إلى الضفة "وبقدر أقل الى قطاع غزة"، لكن لم يتم حتى الآن تعزيز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة.

وأشارت إلى أنه عشية جولة انتخابات الكنيست الثانية، في أيلول/سبتمبر الماضي، درس نتنياهو ضماً أحادي الجانب لغور الأردن، لكنه تراجع عن ذلك في أعقاب تحذير كوخافي ورئيس الشاباك ناداف أرغمان، من تبعات خطوة كهذه وفي مقدمتها المّس باتفاقية السلام مع الأردن. وجاء تراجع نتنياهو حينذاك، أيضا على خلفية معارضة المستوى المهني، الذي يشمل كبار الموظفين في وزارتي الخارجية والأمن وضباط كبار.

ولفتت إلى أنه لم تجرِ حتى الآن مداولات شاملة، بمشاركة المستوى السياسي وقادة جهاز الأمن ووزارة القضاء حول التبعات الواسعة على العديد من المجالات في حال اتخاذ قرار بتنفيذ الضم.
ونقلت "هآرتس"، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه "بالمقارنة مع فترات توتر سابقة، هددت السلطة فيها بوقف التنسيق الأمني، فإن انقطاع الإتصالات بين أجهزة أمن السلطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بارزٌ أكثر من الماضي".

كما نقلت عن المسؤول السابق في الشاباك عن القدس والضفة، أريك برفينغ، قوله إن السلطة الفلسطينية أخرجت، مؤخراً، أفراد شرطة فلسطينيين من مناطق توجد فيها إمكانية كبيرة لحدوث مواجهات بين قوات الجيش ومتظاهرين في الضفة، "ويبرز هذا في الخليل وأماكن أخرى. ويدرك الجمهور الفلسطيني أن إبعاد أفراد الشرطة يعني أن السلطة تعطي الشرعية لمواجهات مع الجيش الإسرائيلي".
وحذّر قائد "الإدارة المدنية" التابعة للجيش الإسرائيلي، يوأف مردخاي، والضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، ميخائيل ميلشطاين، في مقال نشر في موقع "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، من أن "تهديد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حقيقي أكثر من أي مرة سابقة ويعكس ضائقته الإستراتيجية"، وأن ذلك يأتي على خلفية أزمة اقتصادية شديدة في الضفة. وأضافا أنه "يوجد تخوف من مزيج قابل للاشتعال يتكون من إحباط الفلسطينيين بسبب تراجع ظروفهم الحياتية والأزمة السياسية، وخاصة على خلفية صفقة القرن، ومخطط الضم الذي يطرحه نتنياهو".

في غضون ذلك حذّر قادة 4 دول أوروبيّة رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، من عواقب ضم المستوطنات والأغوار.

والقادة هم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الإسباني، فيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي.
ونقلت "القناة 13" في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر ديبلوماسيّة غربيّة أن الرئيس الفرنسي طلب من نتنياهو أن "لا تقوم الحكومة الجديدة بخطوات أحادية الجانب في الضفة الغربية"، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة ستهز الاستقرار في الشرق الأوسط".
وفي السياق، أرسل رئيس حكومة بريطانيا بوريس جونسون رسالة مشابهة تقريباً لنتنياهو بالتنسيق مع الفرنسيين. وهكذا فعل رئيس الحكومة الإسباني ونظيره الإيطالي حيث أرسلا أيضاً رسائل لنتنياهو كتبوا فيها: "في الموضوع الفلسطيني إعمل فقط بحسب القانون الدولي".
وعلناً، دعا وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان، الحكومة الإسرائيلية، للعدول عن تنفيذ مخطط ضم الأغوار الفلسطينيّة من أراض الضفة الغربيّة المحتلة، مهدداً أن "أي قرار من هذا النوع لا يمكن أن يبقى دون رد".

في المقابل قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، إن الأنظمة في الدول العربية "المعتدلة"، وضمنها الأردن ومصر والسعودية ودول الخليج، تؤيد من خلف الكواليس مخطط ضم 30 في المئة من الضفة الغربية لإسرائيل، وهذه المساحة تشمل المستوطنات، أي جميع المستوطنات وليس الكتل الاستيطانية فقط، إضافة إلى غور الأردن. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي رفيع ومقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، قوله إن "الموقف العربي الرسمي ضد أي خطوة كأنها تمس بحقوق الفلسطينيين بدولة مستقلة وبالمصلحة الوطنية الفلسطينية. ورغم ذلك، على الفلسطينيين أن يفهموا أن العالم كله، والدول العربية خصوصاً، مرّ بهزات كثيرة منذ قمة اللاءات الثلاث في الخرطوم، والاعتراف بوجود دولة إسرائيل هي حقيقة قائمة".

وأضاف المسؤول السعودي أنه "ننطلق من فرضية أن ترامب سيفوز بالانتخابات ويستمر في ولاية ثانية. ولم يتمكن الفلسطينيون من استغلال إدارة داعمة لهم مثلما كان الوضع خلال فترة سلفه باراك أوباما واستمروا في رفضهم، وحان الوقت كي يصحو أبو مازن والحرس القديم الذي يقدم له المشورة، ويفهموا أن المصالح العالمية والإقليمية قد تغيرت. وإذا أهدروا مرة أخرى الفرصة بإقامة دولة مستقلة وذات سيادة إلى جانب إسرائيل بسبب ضم غور الأردن وقسم من المستوطنات، فإنهم سيبقون بلا شيء لعشرين سنة أخرى".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024