النظام يبيع مقبرة شهداء حرستا.. بالمزاد العلني!

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/08/05
أعلن مجلس مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، عن طرح أرض الزعرورة" للاستثمار عن طريق المزاد العلني، وحدد الثلاثاء المقبل موعداً لها، بحسب مراسل "المدن" أيمن أبو المجد.

وتضم أرض الزعرورة "مقبرة الشهداء" وفيها قبور لأكثر من 3 آلاف من أهالي المدينة ممن قتلوا ما بين العامين 2012 و2018، أثناء سيطرة المعارضة عليها. وتقع الزعرورة في المنطقة الفاصلة بين مدينتي دوما وحرستا. وقد اتخذ أهالي حرستا هذه الأرض كمقبرة في تشرين الثاني 2012 بعدما صارت مليشيات النظام تستهدف مشيعي الجنائز في المقبرة التقليدية بالقناصات من جهة فرع الأمن الجنائي.

وكإجراء رسمي حدد مجلس حرستا مدة تقديم الطلبات، واشترط على المتقدمين شراء دفتر الشروط بقيمة 5 آلاف ليرة سورية، ودفع مبلغ 50 ألف ليرة، كتأمين للاشتراك في المزاد.

مصدر خاص أكد لـ"المدن"، أن وفداً من الأهالي زار رئيس مجلس مدينة حرستا عدنان الوزة، وطالبه بإلغاء المزاد من باب إنساني لاحترام الموتى ومراعاة مشاعر الأهالي. إلا أن الوزة رفض طلبهم، وقال إن مسألة القبور ستعالج مع المستثمر بعد انتهاء المزاد.

والزعرورة هي أرض زراعية وقف، لم تكن تستثمر في السابق، وتحتل المقبرة جزءاً واسعاً منها. وتحاذي الزعرورة حي الديرية التابع لمدينة دوما من جهة الغرب، وكان لهذه المنطقة أهمية استراتيجية خلال حملة النظام على الغوطة الشرقية عام 2018 كأحد أهم محاور اقتحام الغوطة. وبعد توغل النظام فيها تمكن من فصل حرستا عن دوما، وإطباق الحصار على مدينة حرستا بالكامل، تمهيداً لتهجير المعارضة منها.

وفي السياق، جرّفت مليشيات النظام أكثر من 200 قبر من "مقبرة الشهداء" في منطقة السنديانة بمدينة دوما، خلال تموز/يوليو. وتذرعت المليشيات أن المقبرة كانت ثكنة عسكرية قبل الثورة، وسيصار إلى إعادة تأهيلها. وتتميز مقبرة السنديانة باحتوائها على قبور طابقية يصل أحياناً عدد المدفونين في الواحد منها إلى تسعة.

ومنعت مليشيات النظام الأهالي من زيارة قبور ذويهم، وقالت إن المنطقة أمنية، وعثرت فيها على مخازن أسلحة دفنتها فصائل المعارضة سابقاً. وادعت المليشيات أنها اكتشفت وجود أنفاق تربط المخازن مع "سجن الباطون" الذي كان يتبع لـ"جيش الإسلام"، والذي كان بالأصل مقراً لهيئة البحوث العلمية الزراعية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024