تسريبات مقابلة ظريف..روحاني يتنصل من المسؤولية

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2021/04/28
أعرب وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الأربعاء، عن أسفه بشأن تسريب تسجيل صوتي يدلي فيه بتعليقات صريحة حول حدود سلطته في إيران، في الوقت الذي وصف فيه رئيس البلاد الحادث بأنه وسيلة لعرقلة المحادثات الجارية مع القوى العالمية بشأن الاتفاق النووي.

ونشر ظريف على حسابه على "انستغرام" أول تصريحات له حول التسريب، الذي تسبب في إثارة عاصفة سياسية في جميع أنحاء إيران قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 18 يونيو/ حزيران. ورغم تصريح ظريف بعدم رغبته في الترشح للانتخابات، اقترح البعض ترشيحه ضد المتشددين في الانتخابات.

وتضمن منشور ظريف مقطعاً مصوراً له في حفل تأبين للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، في بغداد. تضمنت تصريحات ظريف المسربة إشارات واضحة إلى حدود سلطته وقرارات سليماني التي تجاوزت أولوياته في وزارة الخارجية.

وكتب ظريف: "آسف بشدة لتحول حديث نظري عن الحاجة إلى توازن بين الدبلوماسية والميدان، ليستفيد رجال الدولة المقبلين من الخبرة القيمة للأعوام الثمانية الماضية، إلى اقتتال داخلي". لكن وزير الخارجية أحجم عن تقديم اعتذار مباشر عن تصريحاته. وقال إن الملاحظات الصادقة والنزيهة حول ما يعتبره خطأ يتم تفسيرها على أنها نقد شخصي. وقال: "لم أفرض رقابة على نفسي لأن هذه خيانة للشعب".

وخلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، انتقد الرئيس حسن روحاني نشر التسجيل. وقال إن المقابلة كانت جزءاً من مشروع أوسع لمقابلات مع مسؤولين حكوميين من أجل الأجيال القادمة، متهماً المسربين بالسعي لإفشال مباحثات فيينا النووية والتسبب بالانقسام الداخلي من خلال هذه التسريبات.

وأضاف روحاني أن التسجيل سُرّب "في وقت وصلت مباحثات فيينا إلى قمة النجاح"، متسائلاً عن عدم نشره قبل أسبوع، وعازياً الهدف من ذلك إلى "إيجاد الفرقة داخل البلاد وفي هذه الظروف بحثوا عن ذريعة أو قصة لإبرازها".

ودعا الرئيس الإيراني وزارة الاستخبارات للوصول إلى المسربين ومحاكمة كل من ثبت تقصيره أو قصوره في الحادث، وقال إن ما حدث كان "سرقة".

وأوضح أنه كان من المقرر نشر أجزاء من هذه المقابلات وإبقاء الأخرى سرية للأرشيف للاستفادة منها كوثائق لاحقاً، داعياً إلى الوحدة والانسجام في الداخل الإيراني. وأكد أنه "من خلال الفرقة والخلاف لا يمكن رفع العقوبات وحل مشاكل المواطنين".

وفيما يتهم المحافظون وزير الخارجية بالتقليل من أهمية دور قائد فيلق القدس الراحل و"إهانته"، أشاد روحاني بسليماني ومسيرته، وقال إنه "أحبط مؤامرات الصهاينة والأميركيين في المنطقة".

كما أكد أن الميدان والدبلوماسية "هما جناحان يتابعان تحقيق هدف واحد"، مضيفاً أنهما "ليسا في مواجهة بعضهما البعض". وقال إن سليماني "لم يكن يمارس نشاطاً عسكرياً ودفاعياً فقط، بل كان يمارس الدبلوماسية أيضاً". وأوضح أن "بعض المواضيع المطروحة لا تمثل وجهة نظر الحكومة أو رئيس الجمهورية، ويمكن أن يكون لأي شخص أو وزير رأي يخصه ويريد إبقاءه سراً".

وكانت قناة "إيران إنترنشيونال"، المتهمة من قبل طهران بأنها ممولة من قبل السعودية، ومقرها لندن، قد نشرت التسجيل الصوتي الظريف الأحد، وسرعان ما وصل إلى العالم الافتراضي وتداولته مختلف المنصات الإعلامية.

والتسجيل المسرب، مدته أكثر من 3 ساعات، وهو جزء من مقابلة مصورة مع ظريف، لسبع ساعات، أجراها معه الاقتصادي الإيراني سعيد ليلاز، في شباط/فبراير، في إطار مشروع ل"مركز الدراسات الاستراتيجية"، التابع للرئاسة الإيرانية لتسجيل التاريخ الشفاهي للحكومتين الإيرانيتين الأخيرتين برئاسة حسن روحاني الذي ستنتهي ولايته بعد نحو ثلاثة أشهر.

وتحدث ظريف في المقابلة عن "الميدان" الذي كان يقوده سليماني في المنطقة، مؤكداً أن سليماني كانت له الكلمة الأولى في السياسة الخارجية. وأوضح أن "الكثير من التكاليف الدبلوماسية التي تحملناها كان بسبب أن الميدان كانت له الأولوية للنظام وإلى هذا المستوى تمت التضحية بالدبلوماسية لأجل الميدان وهذا نتيجة أن يكون القرار بيد الميدان".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024