قال جويل روزنبرغ، رئيس وفد الإنجيليين الأميركيين، الذي التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الخميس الماضي في العاصمة السعودية الرياض، إنّ الأخير أبلغ الوفد بأنه بصدد معاقبة المسؤولين عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، كونها "خطأ غير مقبول وعمل شنيع".
وقال روزنبرغ الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، في لقاء مع القناة العاشرة الإسرائيلية، للكشف عن تفاصيل اللقاء، أنّ بن سلمان شدد خلال اللقاء على ضرورة ألا تصرف أزمة خاشقجي النظر عن "التهديد" الإيراني للمنطقة. وأضاف أنّ اللقاء شهد انتقاد محمد بن سلمان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى الإيرانيين والروس.
وتابع: "محمد بن سلمان قال إن أعداءه يستخدمون كل شيء باستطاعتهم لاستغلال الوضع (أزمة خاشقجي) وجعله أكثر سوءاً". وفي هذا الشأن، أفاد روزنبرغ الذي عمل سابقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن مقتل خاشقجي كانت أول قضية سأل عنها الوفد ولي العهد السعودي بمجرد بداية اللقاء.
ومضى قائلاً: "لم يكن محمد بن سلمان مدافعاً، كان يسمع لنا، ووصف الأمر بأنه عمل شنيع وخطأ مروع". ونقل عن بن سلمان قوله: "لقد قمنا بالفعل باعتقال 18 شخصا، وطرد 5 أخرين من أعمالهم، نحن نعمل على معرفة تفاصيل الواقعة، وعلى المسؤولين دفع الثمن".
كما اعتبر الأمير السعودي الجريمة "خطأ غير مقبول بالكامل، وكارثة تأتي في وقت يهدد جميع الإصلاحات التي يحاول القيام بها لجعل حياة السعوديين أفضل، والحماية من الأعداء: إيران، والإخوان المسلمين، وحزب الله، وحماس، وتنظيم القاعدة وداعش"، حسبما نقل عن بن سلمان.
وبحسب روزنبرغ، تحدث بن سلمان عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والعلاقات "الدافئة" بين الرياض وتل أبيب لنحو ساعة ونصف الساعة من اللقاء، الذي استمر قرابة الساعتين. غيّر أنّ الأمير السعودي طلب من أعضاء الوفد ألا يتم الكشف عن فحوى ما دار بينهم حول هذين الموضوعين.
وقال روزنبيرغ: "طرحنا قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وربما كانت القضية الأكثر حساسية، تحدث محمد بن سلمان إلينا مطولاً ولكنه طلب منا ألا نكشف علنا عن هذا الجزء من اللقاء"، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي.
بدورها كشفت صحيفة "جوريزالم بوست" الإسرائيلية، الثلاثاء، عن تطرق ولي العهد السعودي خلال لقائه بوفد الإنجيليين، إلى محاولة اغتيال كانت لتطاله لولا تدخل الجانب المصري. وذكرت الصحيفة أنّ بن سلمان أبلغ الوفد أن "خلية إرهابية تضم مواطنين سعوديين تم اعتقالها شمالي شبه جزيرة سيناء (في مصر)، وكانت تخطط لاغتياله".
يشار أن ولي العهد السعودي انتقد أيضا الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وقائد الثورة الإيرانية الخميني، وقال إنهما " دمرا المنطقة وتسببا في مشاكل هائلة للمملكة العربية السعودية".
وجاءت زيارة الوفد الإنجيلي الذي ضم أيضا أعضاء سابقين في الكونغرس الأميركي، للرياض بناء على دعوة وجهتها إليهم السعودية قبل نحو شهرين.