بعد المناظرة الأخيرة..بايدن يضع قدماً في البيت الأبيض

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2020/10/23
أظهر استطلاع فوري لشبكة "سي إن إن" عقب انتهاء المناظرة الرئاسية الأخيرة بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، أن الأخير قدم أداءً أفضل.

وقال 28 في المئة فقط إن ترامب فاز بالمناظرة مقابل 67 في المئة قالوا إن الانتصار كان حليف بايدن. وبشكل عام اعتبر 53 في المئة من متابعي المناظرة إن أداء بايدن كان أفضل مقابل 39 في المئة قالوا إن الكفة مالت لصالح ترامب.

وقال 73 في المئة من متابعي المناظرة إن انتقاد بايدن لترامب كان عادلاً و26 في المئة قالوا إنه ليس كذلك، مقابل 50 في المئة قالوا إن انتقاد ترامب لبايدن كان عادلاً و49 في المئة قالوا إنه لم يكن عادلاً.

وكانت استطلاعات الرأي قد أجمعت قبل المناظرة الختامية على أن جو بايدن حافظ على تقدمه على دونالد ترامب على المستوى الوطني وعلى مستوى أغلب الولايات المتأرجحة، مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وفلوريدا، وهي ولايات فاز بها ترامب بفارق ضئيل في عام 2016.

وجدّد المرشح الديمقراطي خلال المناظرة، انتقاداته لطريقة تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا، بينما وجّه ترامب اتهامات لبايدن وأسرته. وتبنّى الرئيس الجمهوري نبرة أكثر تحفظاً مما كان عليه في المناظرة الأولى، والتي سرعان ما خرجت عن مسارها بسبب المقاطعات المستمرة والإهانات الشخصية من كلا الرجلين.

وتواجه المرشحان في مناظرة اتّسمت بلهجة بنّاءة واحترام نسبي، لكن لا يُنتظر أن تغير كثيراً في معادلة الاستحقاق الرئاسي المقرر في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

ونقلت "رويترز" عن مصدر مطلع أن اللجنة التي تشرف على المناظرة أزالت حواجز زجاجية تفصل بين المرشحين بعد أن قدّم ترامب دليلاً على أن نتائج اختباره لكوفيد-19 سالبة. كما قامت اللجنة بكتم صوت مكبرات الصوت لكلا المرشحين للسماح لهما بالحديث لدقيقتين عن كل موضوع جديد قبل إعادة تشغيلها، وذلك في محاولة لتجنب فوضى المناظرة الأولى.

ودافع ترامب عن أسلوب مواجهته لتفشي الوباء، وادّعى أن أسوأ مراحل الجائحة قد ولّت. واتهم ترامب بايدن بالرغبة في "فرض عزل جديد" في البلاد بسبب الجائحة، فردّ المرشح الديمقراطي قائلاً إنّ "شخصاً مسؤولاً عن هذا العدد الكبير من الوفيات يجب ألا يكون قادراً على البقاء رئيساً للولايات المتحدة"، متّهماً الرئيس بأنّه "لا يزال من دون خطة" للتعامل مع الجائحة.

وبعد أن تركزت المناظرة في بدايتها على الجائحة، تحولت إلى اشتباك بشأن ما إذا كان أي من المرشحين لديه علاقات خارجية غير مناسبة. وكرّر ترامب اتهاماته بأن بايدن وابنه هانتر انخرطا في ممارسات غير أخلاقية في الصين وأوكرانيا. ولم يجرِ التحقق من أي دليل يدعم هذه الادعاءات التي وصفها بايدن بأنها كاذبة وتفتقر للمصداقية.

وطلب ترامب من بايدن توضيحات حول ادعاءات بالفساد بشأن نشاطات ابنه هانتر في الصين وأوكرانيا، عندما كان المرشح الديمقراطي نائباً لباراك أوباما من 2009 إلى 2017. وقال ترامب الذي كثف في الأيام الأخيرة من هجماته الشخصية على نزاهة خصمه: "جو، أظن أنك تدين بشرح للشعب الأميركي"، مضيفاً "كنت نائباً للرئيس عندما حصل ذلك وما كان ينبغي أن يحصل".

ودعا ترامب إلى المناظرة توني بوبولينسكي، وهو شريك سابق لهانتر بايدن يتهم نجل المرشح الديمقراطي باستخدام اسم عائلته لتحقيق "الملايين" في الخارج بموافقة والده.

وذكر دونالد ترامب بوبولينسكي قائلاً إن روايته "تشكل إدانة" لبايدن. وأضاف متوجهاً إلى المرشح الديمقراطي: "لا تحاول أن تقدم نفسك على أنك طفل بريء". فردّ عليه بايدن: "لم أتلقّ يوماً بنساً واحداً" من أيّ جهة أجنبية.

وشهدت المناظرة مواجهة حول الأنباء الأخيرة عن حصول روسيا وإيران على معلومات تسجيل الناخبين الأميركيين في محاولة للتدخل في الانتخابات. وشن بايدن هجوماً مضاداً على الرئيس الأميركي، آخذاً عليه عدم قبوله بنشر تصريحاته الضريبية، وسأله "ماذا تخفي يا ترى؟". وتعهّد بايدن بأن يدفع كلّاً من روسيا والصين وإيران ثمن تدخّلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية إذا ما فاز بالانتخابات. وقال إنّ هذه الدول الثلاث "ستدفع الثمن إذا ما انتُخبت. إنّها تتدخّل بالسيادة الأميركية".

واتهم بايدن ترامب بعدم مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التدخل في الانتخابات، وقال: "لا أفهم سبب عدم استعداد هذا الرئيس لمواجهة بوتين في حين أنه يدفع بالفعل مكافآت لقتل جنود أميركيين في أفغانستان".

ولدى سؤاله عن الكيفية التي سيتعامل بها مع التدخل في الانتخابات لولاية ثانية، قال الرئيس الأميركي إن مدير الاستخبارات الوطنية جون راتكليف أبلغه بأن الجهود التي تبذلها إيران وروسيا قد بذلت لتقويض ترشيح ترامب. وأضاف "كنت أعرف كل شيء عن ذلك". وزعم ترامب أن راتكليف قال له إن روسيا وإيران "تريدان أن تخسر لأنه لم يكن هناك من هو أقوى من روسيا".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024