"نبع السلام" تبدأ بغارات جوية..والتوغل البري ليلاً

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/10/09
قصفت الطائرات الحربية التركية مواقع متعددة لـ"قوات سوريا الديموقراطية" قرب مدينتي رأس العين وتل أبيض، على الحدود السورية-التركية، بحسب مراسل "المدن" عدنان الحسين.

واستهدف القصف الجوي مخافر حدودية لـ"قسد" كانت تستخدمها كنقاط مراقبة وحراسة قرب مدينة تل أبيض السورية، فيما استهدفت مقار عسكرية في قرية مسرافة قرب مدينة رأس العين بريف الحسكة، دون معرفة الخسائر التي تسبب بها القصف.

فيما قصفت مدفعية الجيش التركي مواقع مختلفة على طول الحدود السورية التركية من مدينة تل أبيض حتى مدينة رأس العين مع استمرار الطلعات الجوية.

ومع بدء العملية العسكرية، بدأ آلاف المدنيين النزوح من رأس العين وتل ابيض، رفم محاولة منعهم من قبل "قسد" وسط حالة من الخوف بين عناصر "قسد".

ورغم حشد "قسد" كافة قواتها على محاور القتال المتوقعة ضد تركيا، تبدو العملية العسكرية أسهل من عملية "غصن الزيتون" السابقة، اذ ان طبيعة المعركة مختلفة خاصة من ناحية التضاريس.

كما تواجه "قسد" مصاعب كثيرة، حيث أن هناك آلاف المقاتلين العرب الذين قد لن يشاركوا في معاركها ضد الجيش التركي و"الجيش الوطني".

ومن المتوقع ان تبدأ التحركات البرية خلال ساعات، خاصة ليلاً، بحسب مصادر "المدن"، كون المنطقة مكشوفة، والتفوق التقني للجيش التركي يعطيه ميزة للتحرك ليلا وسط صعوبة المواجهة من قبل "قسد".

من جهتها، ناشدت "قسد" الولايات المتحدة وحلفاءها لإقامة "منطقة حظر طيران" لحمايتها من الهجمات التركية في شمال شرق سوريا. وقالت إنها أظهرت حسن النية تجاه اتفاق آلية الأمن بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن ذلك ترك الأكراد دون حماية.

واستدعت الخارجية التركية ممثلي أعضاء مجلس الأمن إلى مقرها لإطلاعهم على معلومات حول عملية "نبع السلام".

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، قد تحادث هاتفياً مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، بشأن "المنطقة الآمنة".

وأكدت الرئاسة التركية في بيان أصدرته، الأربعاء، أن قالن وأوبراين ناقشا أثناء مكالمة هاتفية جرت بينهما "الخطوات الواجب اتخاذها" في سبيل تأسيس "المنطقة الآمنة" وأجندة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن، في 13 نوفمبر المقبل.

وقال قالن، حسب البيان، إن مشروع "المنطقة الآمنة" يهدف إلى "تطهير المناطق القريبة من الحدود التركية من العناصر الإرهابية، وذلك في إطار وحدة الأراضي السورية"، وكذلك إلى "توفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم". وأعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية عن تصميم أنقرة على مواصلة مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وحملت الخارجية السورية "بعض التنظيمات الكردية مسؤولية ما يحصل نتيجة ارتهانها للمشروع الأميركي، وقد سبق تنبيهها مرارا خلال اللقاءات التي عقدت معها إلى مخاطر هذا المشروع، وألا يكونوا أدوات في خدمة السياسة الأميركية ضد وطنهم. إلا أن هذه التنظيمات أبت إلا أن تكون أدوات بيد الغرباء"، مؤكدة استعدادها "لاحتضان أبنائها الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب".

وبالتزامن مع بدء العملية التركية، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن "توغل بلاده في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة اتخذ بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وتمثلت بوجود أسلحة دمار شامل في المنطقة".

وقال ترامب، الأربعاء، في "تويتر": "الولايات المتحدة أنفقت ثمانية تريليونات دولار للقتال ولعب دور الشرطة في الشرق الأوسط. آلاف من جنودنا العظماء قتلوا أو أصيبوا بجروح حرجة، فيما قتل ملايين الأشخاص في الطرف الآخر".

وأضاف ترامب مشددا: "كان الذهاب إلى الشرق الأوسط أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا! خضنا حربا بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وهي أسلحة دمار شامل. لم تكن هناك!" (أسلحة).
وتابع الرئيس الأميركي: "والآن نقوم بإعادة جنودنا وعسكريينا العظماء بتأن وعناية إلى الوطن. إن تركيزنا على الصورة العامة! الولايات المتحدة أعظم من أي وقت مضى!".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن إطلاق عملية "نبع السلام" في شمال سوريا لـ"تطهيرها من تنظيمي العمال الكردستاني/الاتحاد الديموقراطي وداعش الإرهابيين"، و"إنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم". وشدد الرئيس التركي على أن "حماية حقوق ومصالح الشعب السوري هي عنصر رئيسي بالنسبة لتركيا"، مبيناً أن أنقرة "تثمّن الدور الروسي البنّاء في هذه المرحلة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024