درعا: مليشيات النظام خارج سيطرة الروس

المدن - عرب وعالم

السبت 2018/08/04
تجاوزات كبيرة ترتكبها مليشيات النظام على امتداد درعا والقنيطرة، بدأت بحملة اعتقالات قبل أيام شنّها "اﻷمن العسكري" في بلدة شعارة في منطقة اللجاة غربي السويداء، بحسب مراسل "المدن" خالد الزعبي.

مصادر "المدن" قالت إن "اﻷمن العسكري" نفذ حملة اعتقالات شملت أكثر من 40 شاباً في بلدة شعارة، غالبيتهم من المنشقين عن قوات النظام. وعند مراجعة أهالي المعتقلين لـ"الأمن العسكري" كانت اﻹجابة أن ما جرى بهدف التحقيق معهم، مع وعود بإطلاق سراحهم في أقل من 48 ساعة. وبعد انقضاء المدة، تم إبلاغ اﻷهالي بأنه قد تم تحويل أبنائهم إلى "الفرع 248" في دمشق، بهدف استكمال التحقيقات معهم، والنظر في أمرهم إلى أن يتم تسريحهم أو إعادتهم للخدمة في قطعاتهم العسكرية ضمن صفوف قوات النظام، وهو ما يخالف بند "التسوية" الذي يعطي مهلة 6 شهور للمنشقين عن قوات النظام والمتخلفين عن الخدمة اﻹلزامية للإلتحاق بقوات النظام.

كما نفذت قوات النظام حملة دهم واعتقالات، الخميس، في قرى عاسم والبوير وصور وقيراطة في منطقة اللجاة بريف درعا، اعتقل على إثرها أكثر من 25 شاباً من دون توضيح اﻷسباب، باﻹضافة الى سرقة سيارات وتعفيش منازل المدنيين. مليشيا "قوات النمر" لصاحبها سهيل الحسن، حاصرت الجمعة بلدات شعارة وكريم، وشنت حملة تفتيش شملت منازل المدنيين بحجة البحث عن عناصر "داعش" في المنطقة. "مليشيا "النمر" عفّشت السيارات الخاصة والمواشي ﻷبناء المنطقة.

أهالي المنطقة، ونتيجة لتلك التجاوزات، لجأوا إلى الضباط الروس الذين أكدوا رفضهم لهذه اﻷفعال، ووعدوا بدخول المنطقة خلال الساعات المقبلة بهدف اﻹستماع لشهادات اﻷهالي فيها والوقوف على حقيقة ما جرى.

وتنتشر قوى "اﻷمن العسكري" و"أمن الدولة" و"المخابرات الجوية" و"الأمن السياسي" و"قوات النمر" و"الفرقة الرابعة" في درعا والقنيطرة، وسط صراع على النفوذ والمناطق، ومحاولة لتجنيد أكبر عدد ممكن من أبناء المنطقة.

وتعتبر "المخابرات الجوية" التي يترأسها اللواء جميل الحسن، ذات النفوذ اﻷكبر والسلطة اﻷوسع من بين تلك القوات. ونشب شجار بين عناصر "الجوية" و"العسكري" في بلدة الرفيد في القطاع الجنوبي من القنيطرة، أثناء محاولتهما السيطرة على البلدة، فأطلق ملازم من "الجوية" النار على مقدم من "العسكري"، فانسحب من بعدها "الأمن العسكري" من الرفيد، وسيطرت عليها "الجوية". وتعتبر "قوات النمر"، المدعومة روسياً، اﻷضعف بين تلك القوات، وتحاول الأجهزة الأمنية تحريض الأهالي عليها.

ودفعت التجاوزات بالعشرات من أبناء المنطقة للاتحاق بصفوف "الجوية" و"العسكري"، لحماية أنفسهم ومناطقهم من بطش تلك المليشيات.

ويشبه هذا الصراع بين مليشيات النظام، إلى حد بعيد، الصراع بين فصائل المعارضة خلال سيطرتها على المنطقة، وما رافقها من عمليات اغتيال وتوسيع نفوذ.

وتخالف تجاوزات قوات النظام ما تم اﻹتفاق عليه بين روسيا والمعارضة، بإجراء "التسوية" على أن يتبعها انضمام أبناء الجنوب إلى "الفيلق الخامس" الذي كان مقرراً أن يشرف عليه قائد "قوات شباب السنّة" أحمد العودة. ودفع ذلك، نائب رئيس "الهيئة العليا للمفاوضات" خالد محاميد، قبل أيام، للتواصل مع بعض القيادات العسكرية المعارضة، بهدف جمع العناصر واﻹنضمام لـ"الفيلق"، لمنع اﻷمور من اﻹنفلات أكثر، وتوحيد القيادة في الجنوب، بإشراف روسي مباشر.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024