1080مشرّعاً أوروبياً يعارضون الضمّ..وإسرائيل تنتظر البيت الابيض

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/06/24
وقّع 1080 مشرعاً من 25 دولة أوروبية على عريضة تطالب وزراء الخارجية في دولهم بمعارضة "صفقة القرن"، ومخطط إسرائيل لضم مناطق واسعة في الضفة الغربية المحتلة. وعبروا عن تأييدهم لتصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بأن الضم "لا يمكن أن يمر بهدوء".
وقالت صحيفة "هآرتس" الأربعاء، أن العريضة جاءت بمبادرة أعضاء الكنيست السابقين، نعومي حزاب وأبراهام بورغ وزهافا علئون، والمستشار القضائي السابق للحكومة الإسرائيلية، ميخائيل بن يائير.

وأبدى الموقعون قلقاً جدياً حيال خطة ترامب للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وإمكانية وشيكة لضم إسرائيلي لمناطق الضفة الغربية. واعتبروا أن "خطة ترامب تتجاوز المعايير والمبادئ الدولية المتفق عليها. وهي تدفع سيطرة إسرائيلية دائمة على منطقة فلسطينية غير متواصلة، وتبقيهم من دون سيادة وتمنح ضوءاً أخضر لإسرائيل من أجل ضم أحادي الجانب لأجزاء واسعة من الضفة".

وطلب المشرعون من "زعماء أوروبا العمل بحزم لمواجهة هذا التحدي. وعلى أوروبا قيادة منع الضم.. لا مكان في العام 2020 للحصول على منطقة بالقوة، ويجب أن يكون لذلك تبعات ملائمة". وأضافوا أن "الفشل برد ملائم سيشجع دولاً أخرى لديها مطالب إقليمية على تجاهل المبادئ الأساسية للقانون الدولي".

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء خلال جلسة مجلس الأمن لبحث خطط إسرائيل لضم أراض فلسطينية محتلة، إن إسرائيل تخاطر بعملية السلام في الشرق الأوسط.

وافتتح غوتيريس الجلسة قائلاً: "أخاطبكم اليوم بإحساس عميق بالقلق إزاء الوضع المتطور في إسرائيل وفلسطين، حيث نواجه لحظة فاصلة". وأضاف "أثار تهديد إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة مخاوف الفلسطينيين، والعديد من الإسرائيليين، والمجتمع الدولي الأوسع".

وتابع غوتيريس: "إذ تم تنفيذ ذلك، فإن الضم يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ويضرّ بشدة باحتمال حل الدولتين ويقوض إمكانية استئناف المفاوضات". وحذر من مخاطر تنفيذ إسرائيل لتلك التهديدات التي "ستُعطل جهود إحلال السلام والأمن الإقليمي والدولي"، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى التخلي عن خطط الضم.

وتعهد بمواصلة التصدي لأي خطوات أحادية من شأنها أن تقوض السلام، وفرص حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عبر المفاوضات. كما دعا الأمين العام، أعضاء اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى الاضطلاع بدور الوساطة وإيجاد إطار يتفق عليه الطرفان لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة.

لكن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قال إن ضم أجزاء من الضفة الغربية "قرار يخص الإسرائيليين". وأضاف في مؤتمر صحافي الأربعاء، أن "الأمر متروك لإسرائيل لاتخاذ قراراتها الخاصة بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية". وأضاف أنّ توسيع السيادة الإسرائيلية قرار "يتخذه الإسرائيليون".

من جهته، قال وزير التعليم العالي زئيف إلكين الأربعاء، إن ضم إسرائيل أراض بالضفة الغربية، يتطلب موافقة البيت الأبيض، طبقاً لاتفاق الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس.

وجاءت تصريحات إلكين في وقت قالت فيه هيئة البث الإسرائيلية، إن البيت الأبيض شرع الثلاثاء، بمداولات بمشاركة صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومسؤولين آخرين حول مسألة الضم.

وقال إلكين: "إذا ما حصلنا على الموافقة الأميركية فإنه يمكننا المضي قدما مع أو من دون مصادقة غانتس، بإمكانه أن يصوّت ضده (الضم) واتفاق الائتلاف واضح للغاية بهذا الشأن". وتابع: "لكن سيكون من الأسهل الحصول على الموافقة الأميركية، ومصادقة غانتس". وأضاف "أعتقد أن علينا أن نقوم بكل ما هو ممكن، لنتمكن من تطبيق السيادة".

وتابع إلكين "لا أعلم ماهية القرار الأميركي النهائي، أنا لست متأكداً، حتى من أن الأميركيين قد اتخذوا قرارهم النهائي، إنهم يتداولون هذا الأمر، وهناك حوار مستمر بيننا وبينهم، وأنا آمل أنه نتيجة لهذا الحوار سيكون بإمكاننا اغتنام هذه الفرصة التاريخية وعدم تفويتها".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024