مؤشرات أميركية على تورط إيراني بتخريب سفن الفجيرة

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/05/14
نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أميركي أن تقييماً أولياً لفريق عسكري أميركي يشير إلى أن إيرانيين أو مجموعات مدعومة من إيران استخدموا متفجرات لإحداث أضرار بالسفن الاربعة في ميناء الفجيرة في الامارات.

وقال المسؤول إن الفريق الأميركي يرى أن الثقوب ناجمة عن عبوات ناسفة، وأن طول الثقب يتراوح بين 5 إلى 10 أقدام، بالقرب من مستوى المياه أو أسفله مباشرة.

كذلك قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن التقييم الأولي يرجح وقوف إيران وراء الهجوم الذي تعرضت له أربع سفن شحن في الخليج، لكنه ليس تقييماً نهائياً بعد.

وأظهرت صور أقمار صناعية نشرتها وكالة "أسوشييتد برس" الثلاثاء، عدم وجود أي ضرر ظاهر في ناقلات النفط. وشوهد حاجز عائم حول ناقلة النفط الإماراتية "إيه. ميشيل"، ما يشير إلى احتمال حدوث تسرب نفطي. أما السفن الثلاث الأخرى فلم تظهر بها أي أضرار كبيرة واضحة على السطح.

وبحسب الصور، كانت هناك حفرة على سطح "إم تي أندريا فيكتوري"، السفينة الرابعة التي يزعم أنها استهدفت، بعد تعرضها لهجوم عبر الماء من "جسم غير معروف"، وفقا لما قالته الشركة المالكة لها "ثوم شيب مانيجمينت" في بيان. ولم تظهر "صور السفينة أنها عرضة لخطر الغرق".

شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلت عن مسؤول إماراتي أن الإمارات طلبت مساعدة الولايات المتحدة في التحقيقات بشأن "الهجوم التخريبي". وقال إن طلب مساعدة الولايات المتحدة يهدف أيضا إلى توجيه رسالة بأن التحقيق لن يكون إماراتياً فقط، مضيفا أنه من المتوقع طلب مشاركة دول أخرى في التحقيق ومن المحتمل أن يكون من بينها بريطانيا وفرنسا.

وأوضح المصدر أن التحقيقات جارية وأن التفاصيل بشأن من يقف خلف "الهجوم التخريبي" ما زالت غير معروفة. وقال إن الضرر بالسفن يبدو ناجماً عن هجوم صاروخي. وأضاف إذا تم التوصل إلى أن إيران هي من تقف خلف الهجمات، فإن ذلك سيؤكد المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الإمارات وشاركتها مع الولايات المتحدة عن تصاعد التهديدات الإيرانية.

وفي السياق، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم البرلمان بهروز نعمتي قوله إن الهجوم الذي تعرضت له ناقلات قبالة ساحل الإمارات هو "أذى إسرائيلي". وأضاف أن "الأحداث التي وقعت في الإمارات أذى إسرائيلي.

من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان قدم خطة عسكرية مطورة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، بشأن إيران. وتشمل الخطة تصورات بإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران قوات أميركية أو سرعت العمل على إنتاج أسلحة نووية.


ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، فإنّه ليس مؤكّداً أنّ الرئيس ترامب قد اطّلع على تفاصيل الخطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة أن شاناهان قدم الخطة في اجتماع لكبار مساعدي ترامب الأمنيين الخميس.

وقالت "نيويورك تايمز" إن من بين من حضروا الاجتماع مستشار الأمن القومي جون بولتون، ومديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل ومدير المخابرات الوطنية دان كوتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دنفورد.

وأضافت الصحيفة أنه جرت مناقشة تفاصيل خطط متعددة وأن الخيار الأشد "دعا إلى نشر 120 ألف جندي، وهو ما يستغرق أسابيع أو شهوراً لإتمامه".

وتأتي هذه الأنباء في ظل توتر شديد في الشرق الأوسط، بعدما أرسل ترامب حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي-52" إلى المنطقة، في استعراض للقوة إزاء ما قال مسؤولون أميركيون إنها تهديدات إيرانية للقوات الأميركية.

وقالت إسبانيا الثلاثاء إنها سحبت مؤقتاً فرقاطة من مجموعة قتالية ضمن أسطول حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" في الخليج. ولم تذكر وزارة الدفاع الإسبانية أسبابا لسحب الفرقاطة مينديث نونيث وعلى متنها 215 بحاراً، لكنه قد يكون مؤشراً على خلافات دبلوماسية بين أوروبا وواشنطن بشأن إيران.

بدوره، دعا أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قوات الحرس الوطني الكويتية للحذر لمواجهة ما سماها التطورات والمستجدات الأخيرة في المحيط الإقليمي.

ووجه أمير الكويت ضباط وأفراد الحرس الوطني في بلاده، خلال كلمة ألقاها بمقر الرئاسة العامة للحرس الوطني، لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والجاهزية التامة للتصدي لكل تهديد لأمن البلاد.

في الوقت نفسه، أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لعمليات التخريب التي تعرضت لها أربع سفن في الفجيرة، وقال إن "هذا العمل الإجرامي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويمثل تصعيداً للتوتر في المنطقة يهدد سلامة الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية وإمدادات الطاقة الدولية".

واعتبر المصدر أن هذه الهجمات "تحتم تحركاً سريعاً من المجتمع الدولي لوضع حد لمثل هذه الأعمال الإجرامية لتدارك تبعاتها الخطيرة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024