إسرائيل:الهجوم الاخير على سوريا إستهدف إستخبارات حزب الله

المدن - عرب وعالم

الأحد 2019/06/16
اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه إذا كان آخر هجوم منسوب إلى إسرائيل في سوريا الأسبوع الماضي في هضبة الجولان قد وقع فعلاً، فإنه مختلف عن الهجمات السابقة.

غالبية الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل كانت موجهة ضد أهداف في سوريا لها علاقة بالتمركز الإيراني وتعاظم قوة حزب الله هناك. وتقدر "معاريف" أن هذا الهجوم يعبّر عن التغيّر النسبي في الميزان المتعلق بالحرب الإسرائيلية ضد حزب الله اللبناني في سوريا، في مقابل إيران التي كانت في السنوات الأخيرة محور العمليات الإسرائيلية.

في إطار عملهم في المنطقة أبعد الروس الإيرانيين عن الحدود، وذلك في ضوء اتفاقات متعددة جرى التوصل إليها مع إسرائيل والولايات المتحدة. وكما هو معروف يعمل حزب الله أيضاً في المنطقة، بتوجيه إيراني، لكن أيضاً بصورة مستقلة، وفق ما تقول الصحيفة.

وتستذكر "معاريف" أنه قبل ثلاثة أشهر كشف جيش إسرائيل عن "ملف الجولان" الذي عرض الآلية وبناء القوة لبنية وصفها بـ"الإرهابية" تابعة لحزب الله في هضبة الجولان.

وتضيف الصحيفة أن حزب الله الآن يعمل الآن في الفراغ الناشئ في هذه المنطقة من دون قيود، سواء إزاء روسيا أم إزاء جيش الأسد الذي تقوم روسيا بجزء أساسي من عملية تأهيله وإعادة بنائه. وفعلياً، فإن أسلوب عمل الحزب في المنطقة متحرر أكثر من أسلوب الإيرانيين، على قول الصحيفة.

لاحظت إسرائيل جهدين مختلفين تحرص عليهما قيادة حزب الله بشأن كل ما له علاقة ببناء القوة في الأراضي السورية؛ وتشير "معاريف" إلى أن الجهد الأول هو في إطار "قيادة الجنوب" التي تعمل على بناء قدرة عسكرية لوقت الحرب مع إسرائيل. ويرتبط عمل هذه القيادة بين أمور أخرى، باستخدام "ميليشيات ومرتزقة وجنود سوريين، ولدى اندلاع أي قتال على الجبهة اللبنانية، سيكون لدى الحزب القدرة على فتح جبهة ثانية في مواجهة إسرائيل، على الحدود مع سوريا". وفي الواقع فإن نقطة الانطلاق اليوم في إسرائيل هي أن أي حرب ضد لبنان ستكون حرباً في الشمال كله، وسوف تُطلق النار في اتجاه إسرائيل من سوريا.

وأما الجهد الثاني بحسب مراسل الصحيفة العسكري طال ليف رام، فله علاقة، على ما يبدو، بالهجوم المنسوب إلى إسرائيل في ساعات تلك الليلة من الأسبوع الماضي. ومن المحتمل أن يكون له علاقة ببناء قدرات استخباراتية، تكنولوجية، وعسكرية، من أجل إقامة بنية قادرة على القيام بهجمات ضد اسرائيل من دون توقيع واضح على طول الحدود في هضبة الجولان.

وتعتبر "معاريف" أن مثل هذه العمليات يمكن أن تأتي كإنتقام لحزب الله من هجمات إسرائيلية في سوريا، أو كسبيل للتخفيف من الضغط الواقع عليه من جهات أُخرى، أو للاحتفال بتواريخ ذات أهمية تاريخية، مع محاولة للمحافظة على مستوى الأحداث بحيث لا تتحول إلى حرب في مواجهة إسرائيل. وبذلك فإن المصلحة هي عملياً في توسيع المواجهة من الحدود اللبنانية الى الحدود السورية.

وتقول مصادر إستراتيجية في الدولة العبرية، إن منطقة "تل الحارة" موضع اهتمام دائم في إسرائيل؛ فهي منطقة عالية تقع بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وعلى بعد كيلومترات قليلة من كيبوتس ألوني هبشان. وكان الجيش السوري موجوداً في الموقع حتى اندلاع الثورة في سوريا، واستخدمه للمراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية عن إسرائيل. وخلال ما اسماها مراسل "معاريف" العسكري بـ"الحرب الأهلية" في سوريا، استخدمت تنظيمات "مُعارِضة" الموقع، بينها "الجهاد العالمي"، وتخوفت إسرائيل من وسائل القتال المموهة الموضوعة في المكان والموجهة إليها.

ومنذ أن عاد الجيش السوري وسيطر على المواقع القديمة في هضبة الجولان، استعاد السيطرة على المنطقة أيضاً. مع ذلك، كما في مناطق أُخرى هاجمها الجيش الإسرائيلي، يعتقد المسؤولون في تل أبيب أن حزب الله يعمل تحت حماية المواقع السورية. وبحسب التقديرات، هو يعمل بواسطة السوريين على جمع معلومات استخباراتية ووضع معدات تكنولوجية متعددة الغرض منها إعداد الأرضية لهجمات مستقبلية.

من التقارير المنشورة في سوريا، يبدو أن الهجوم الإسرائيلي لم يكن موجهاً من أجل قتل جنود وعناصر إيرانية أو من حزب الله، أو قوة هددت مباشرة جنوداً ومدنيين يسكنون المنطقة. من المعقول الافتراض أنه موجّه ضد معدات تكنولوجية كهذه أو غيرها يمكن أن تُستخدم لجمع معلومات استخباراتية ومراقبة الجانب الإسرائيلي، أو قدرات عسكرية أُخرى تزعج إسرائيل، وفي هذه المناسبة تقرر مهاجمتها. كذلك لا يمكن تجاهل ارتفاع درجة الرسائل الحادة المتبادلة مؤخراً بين نصر الله وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي الذين بدأوا بمهاجمة نصر الله شخصياً، وفق ما جاء في مقال "معاريف".

في الأشهر الأخيرة، تُطرح علامات استفهام عما إذا كان حزب الله سيأخذ فعلياً مكان إيران كـ"تهديد مهم" على إسرائيل في الحاضر والمستقبل أيضاً من الأراضي السورية، بما يتلاءم مع الطاقات والجهود التي يوظفها الحزب في ذلك. كذلك هناك تغيير في سلم أولويات أهداف هجمات إسرائيل في سوريا. ويقول مراسل "معاريف" في مقاله إن هذه ليست معادلة مطلقة، الإيرانيون لا يزالون ينشطون في سوريا ولا يتنازلون عن ذلك، وحزب الله نفسه هو أيضاً يدور في فلك إيران وعمله في سوريا أسهل من عمل الإيرانيين هناك.

لكن من الناحية الأُخرى ما يجري هو أيضاً عمليات لحزب الله انطلاقاً من مصالحه في مواجهة إسرائيل. ومن المنتظر أن يستمر هذا التوجه في الأشهر المقبلة، ومثل المنطقة الجنوبية أيضاً، هضبة الجولان ستكون بعيدة عن الهدوء والاستقرار في هذا الوقت.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024