هكذا ردّت "هيئة تحرير الشام" على ميثاق "الجبهة الجنوبية"

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2017/08/11

أعلنت "هيئة تحرير الشام" موقفها من ميثاق شرف أصدرته فصائل "الجبهة الجنوبية" في سوريا، متهمة تلك الفصائل بعدم اتخاذ موقف حازم تجاه "احتلال" الولايات المتحدة لمناطق شرق سوريا والبادية.

وقال الشرعي العام لـ"الهيئة" في المنطقة الجنوبية أبوابراهيم الشامي، إن "تحرير الشام" تدعو "الجبهة الجنوبية ومن ينتمي إليها من إخواننا في الجيش الحر إلى اتخاذ موقف صريح ومشرف تجاه الولايات المتحدة الأميركية التي احتلت مناطق الحسكة والرقة وبعض مناطق البادية، مرسخة بذلك التقسيم الذي حذر منه الميثاق، كما قامت بكثير من المجازر البشعة بحق المدنيين العزل في الرقة ومنبج والبوكمال والدير".

وكانت "الجبهة الجنوبية" قد أصدرت ميثاقاً من 8 نقاط، أوضحت فيه رؤيتها للمرحلة المقبلة في سوريا. وجاء في الميثاق "إن مناطق تجميد القتال والهُدَن ما هي إلا خطوة في طريق الحل السياسي الذي لن نقبل إلا أن تكون نهايته هي رحيل الأسد وزمرته، وبداية لمرحلةٍ جديدة في تاريخ سوريا".

وعن دور روسيا كضامن لاتفاقات "تخفيف التصعيد" التي تم التوصل إليها في عدد من المناطق السورية، قال الميثاق، إن "الروس هم ضامنون للنظام لإيقافه هو وحلفاؤه عن الإجرام والانتهاكات الإنسانية بحق الشعب السوري ريثما نصل لحل سياسي".

وجاءت لهجة الميثاق في الحديث عن الدور الروسي حادة، إذ أكد أن "الروس ليسوا أصدقاءً للشعب السوري؛ لذلك نعتبر أيّ تعامل مباشر من أيّ فصيل أو كيان أو هيئة مع روسيا خارج المرجعيات الثورية وبمعزل عن حلفائنا الضامنين هو خروج عن المصلحة العامة وخيانة لدماء الشهداء".


حول هذه المسألة، قال شرعي "تحرير الشام"، إن تنظيمه يشكر "جميع الثوار الذين يرفضون الحلول الساسية المعلبة التي تناقض ديننا وتهدم أهداف جهادنا الشامي، ونثني على شجاعة كل من يعتبر الروس عدواً محتلاً لا يجوز أن يُقبل كطرف ضامنٍ مطلقا، خاصة بعد المجازر التي أوقعتها طائراته الحربية في صفوف الشعب السوري المسلم".


ورحّب الشامي بموقف "الجبهة الجنوبية" من اتفاقات "المصالحات" التي تتم بين النظام وقوات المعارضة في عدد من المناطق في سوريا، وقال "نشدُّ على يد كل من يرفض المصالحة مع النظام المجرم ونشجع كل من يرفض التقسيم ويدعو للحفاظ على أرض المسلمين ويسعى لحماية ثروة وموارد ومساكن الشعب السوري".

وجاء في البند الرابع من ميثاق "الجبهة الجنوبية": "نحذّر أهلنا في سوريا من أصحاب الفكر المتطرف ومن التنظيمات الظلامية التي تحاول نشر سمومها في سوريا قاطبة، ونناشد أهلنا أن يجنبوا أبناءهم هذا الفكر الدخيل على ثوريتنا، الذي يعتمد في بعض أفكاره على تجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم، وتغييب عقولهم واستغلالهم لتنفيذ مخططاته وأهدافه".

في هذا السياق، طالب الشامي "الجبهة الجنوبية والفصائل المنتمية (..) أن توضح من المقصود بأصحاب الفكر المتطرف والتنظيمات الظلامية، لأننا لا نعرف غير جماعة الدولة (داعش)، الجماعة التي حاربناها منذ أكثر من سنتين ولا زلنا نفعل إلى الآن". معتبراً أن استخدام هذه المصطلحات "قد تكون منفذاً لإيقاع الفتنة بين المجاهدين وسبباً في التدخلات الدولية في المستقبل بحجة مكافحة الإرهاب".

يشار إلى أن ميثاق "الجبهة الجنوبية" أشار بشكل صريح وواضح إلى رفض فصائلها أي محاولة أو مساع لتقسيم سوريا. وشدد على أن "سوريا جسد واحد وروح واحدة، ومصطلحات الشمال والجنوب ما هي إلى اتجاهات جغرافية، لذلك نؤكد رفضنا تقسيم الأراضي السورية". وختم الميثاق بالتأكيد على أن فصائل تحالف "الجبهة الجنوبية" مستعدة للقتال "للمحافظة على وحدتها (سوريا) ووحدة شعبها بكافة مكوناته".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024