وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي إن التحركات والتهديدات التي كان يمثلها الأمير حمزة تم احتواؤها بالكامل وأصبحت تحت السيطرة، مضيفاً أنه لم يشكل تهديداً فورياً.
وأشار الصفدي في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إلى أن القوات الأمنية تصدت لجهود الأمير حمزة التي قال إنها "هدفت إلى زعزعة استقرار البلاد وتأجيج السخط الشعبي على تدهور الاقتصاد بغرض ركوب الموجة وتقديم نفسه كحاكم بديل".
وتابع الصفدي أن السلطات رصدت جداول زمنية كانت تجري مناقشتها لمثل تلك الحملة، لكنها لم تصل إلى حد الانقلاب.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن جهود الوساطة مع الأمير حمزة ربما تعثرت، بعد تسريب تسجيل صوتي له مع رئيس أركان الجيش الأردني يوسف الحنيطي، أثار تساؤلات جديدة حول رواية الحكومة، وربما يكون قد أدى إلى تعقيد جهود الوساطة من قبل الأمراء الكبار، الذين كان من المتوقع أن يحسموا مواجهة على رأس النظام الملكي الأردني، عادة ما تكون سرية.
كما أدى أمر حظر النشر الذي أصدرته الحكومة الثلاثاء، على وسائل الإعلام المحلية، التي تناقش انتهاك العائلة المالكة، إلى تغذية الشعور بأنه لم يتم حله بعد، بحسب الصحيفة.
وانفجر الخلاف بين الملك عبد الله الثاني والأمير حمزة إلى العلن خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما وُضع الأمير فعلياً قيد الإقامة الجبرية، ثم اتهمته الحكومة بتقويض الأمن القومي من خلال الاتصال بشخصيات معارضة في الخارج، وكيانات أجنبية، بمساعدة مسؤول ديوان ملكي سابق.
ونفى الأمير حمزة ارتكاب أي مخالفات. وكان من المتوقع أن تتوصل جهود الوساطة الأسرية، التي تم الكشف عنها الاثنين، إلى قرار بعد أن أصدر الديوان الملكي بياناً، قال إن الأمير حمزة وقّعه ويؤكد فيه دعمه للملك الحالي وولي العهد.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن شخص مطلع على الوضع، أن تلك الجهود تعثرت في البداية، عندما ظهر الصفدي على شاشة التلفزيون الوطني في اليوم السابق ليوجه أقوى الاتهامات ضد الأمير حمزة.
واحتجزت قوات الأمن الأردنية حوالي 20 شخصا، بينهم بعض المقربين من الأمير حمزة، خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقالت السلطات إن أيا منهم لا ينتمي إلى الجيش الأردني.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه إلى حدود الثلاثاء، ما زال مصير المسؤولين المقربين من الأمير حمزة، ومساعديه غامضاً. ونقلت الصحيفة عن أقارب لهؤلاء المسؤولين والمساعدين قولهم إن السلطات الأمنية تحتجزهم ولا تسمح بالتواصل معهم، معتبرة أن ذلك يثير شكوكاً بخصوص إعلان الديوان الملكي الهاشمي الوصول لحل للأزمة.
وقالت الصحيفة إن مكان وجود الأمير حمزة ومدير مكتبه ياسر المجالي ونجل عم الأخير سمير المجالي غير معروف. وقال عبد الله المجالي، شقيق ياسر، في تصريح للصحيفة: "في كل مرة نتصل بأحدهم، يخبرنا بأنه سيعاود الاتصال بنا"، وهو ما أكده فرد آخر من عائلة المجالي، قال للصحيفة: "ما زلنا لا نعرف أين يوجدون".