إسرائيل قد تتريث بضم المستوطنات..رغم التشجيع الأميركي

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/01/29
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت عن تشكيل طاقم خاص يناط به مهمة اتخاذ التدابير اللازمة لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية.

وقال بينيت الأربعاء، إن الطاقم الخاص سيبدأ بالعمل فورا على فرض "سيادة إسرائيل على جميع المستوطنات وغور الأردن والبحر الميت. سنمنح رئيس الحكومة كل الدعم لهذه الخطوة".

ويضم الطاقم الذي أعلن عنه بينيت، مسؤولين من الدوائر الأمنية الإسرائيلية المختلفة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن، إن الحكومة ستناقش الأحد فرض السيادة على غور الأردن وضم مستوطنات الضفة.

وكان بينيت قال الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي جاهز لأي تطور محتمل، حيث أرسل قوات إضافية إلى غور الأردن تحسبا لأي طارئ. وأضاف: "نحن نواجه أياماً مصيرية تتعلق برسم الحدود وتطبيق السيادة على المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)"، وقال: "أسمع تهديدات من الجانب الفلسطيني لن يردعنا شيء، والجيش الإسرائيلي مستعد لكل سيناريو".

واستبعد الوزير ياريف ليفين، الذي يرافق نتنياهو في زيارته إلى واشنطن، أن تناقش الحكومة الإسرائيلية ضم المستوطنات وغور الأردن إلى إسرائيل. وقال للإذاعة العامة الإسرائيلية الأربعاء، حول احتمال اتخاذ الحكومة قراراً بشأن الضم، إنه "في تقديري أن هذا لن يتم يوم الأحد، لسبب بسيط وهو أن ثمة حاجة لتنفيذ أعمال تمهيدية".

وتابع: "ثمة حاجة إلى وضع المقترح أمام المستشار القضائي للحكومة وإعطائه الوقت لفحص الأمور. وغايتنا هي تنفيذ ذلك في الأيام القريبة. لكننا لن نتمكن من تنفيذ ذلك حتى الأحد".

الصحف الإسرائيلية اهتمت بتحليل "صفقة القرن" وفرص نجاحها، والخطوات المرجح أن يقوم بها نتنياهو، بعد نشر الخطة رسمياً، في البيت الأبيض. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو كان يعتزم أن يطرح على الحكومة الإسرائيلية التصويت الأحد على فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت، والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ولكن هذا قد يتأخر قليلاً.

ومع ذلك، فقد نقلت الصحيفة عن السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان إن "إسرائيل يمكنها ضم المستوطنات في أي وقت".وأضاف أنه "يجب على إسرائيل ألا تنتظر لضم المستوطنات".

لكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حذرت من أن الخطة قد تؤدي إلى تفجر مواجهات مع الفلسطينيين. وقال المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل: "جعلت الولايات المتحدة الضم احتمالاً واقعياً، ويشعر بعض مسؤولي الدفاع الإسرائيليين بالقلق الشديد من احتمال حدوث تداعيات عنيفة لمثل هذه الخطوة". وأضاف إن الخطة "تفوقت على مواقف اليمين في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو".

أما المحلل السياسي في الصحيفة حامي شيلف فقال إن خطة ترامب "مثيرة للسخرية، وخطرة وأحادية". وأضاف "تسعى الرؤية الأميركية إلى تهميش الفلسطينيين وإذلالهم من أجل استسلامهم، كما نصح رئيس الوزراء منذ فترة طويلة".

ورأى المحلل في الصحيفة أنشيل بيفيفر إن "خطة ترامب للسلام ستفشل، لكن رؤيتها قد تستمر". وأضاف أنه "في النهاية، أصبح هدف نتنياهو في متناول يده: إنهاء أي مطالبة من طرف آخر بالأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط". 

صحيفة "جروزاليم بوست" قالت إنه "من بين المعالم الدبلوماسية لخطة الرئيس الأميركي هي أنها تقدم خريطة حقيقية، خريطة توضح كيف تتصور الإدارة الأميركية الحدود النهائية لإسرائيل، هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيها أي خطة أميركية للشرق الأوسط مع خريطة". ولفتت إلى انه بموجب الخطة فإن إسرائيل ستسيطر على 70 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

وقالت: "من الواضح أن عرض الخريطة لا يشكل صفقة، ولا يوجد ما يضمن وجود دولة فلسطينية، لكن إذا ما أقيمت دولة فلسطينية، فإن هذه الخريطة تُظهر الأرض التي تشعر إسرائيل أنها يمكن أن تعيش معها في سياق تلك الدولة".

ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأسبق لهيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي عاموس يادلين قوله "إنها ليست خطة سلام، ولست متأكداً من أنها حتى أساس لخطة سلام". وأضاف أن "معالم الصفقة كانت رائعة لإسرائيل، لكن التنازلات للفلسطينيين لم تكن كافية لجعلهم يوافقون على الصفقة".

من جهته، قال المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات إن عدم انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية من شانه، أن يعرض "صفقة القرن" إلى الخطر.

وحذر من أن انتخاب رئيس ديموقراطي إلى البيت الأبيض يمكن أن يعرض برنامج السلام في الشرق الأوسط للخطر. وقال: "إذا لم يتحقق السلام في عهد ترامب، وكان انتخاب ديموقراطي للبيت الأبيض سيشكل خطراً على الخطة التي قدمت". لكنه أضاف أنه يعتقد أن ترامب سينتخب لفترة ولاية أخرى.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024