إغتيال فخري زادة: 62 مشاركاً..أم أجهزة مسيّرة عن بُعد

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2020/11/30
اتهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الاثنين، إسرائيل باستخدام "أجهزة إلكترونية" لتقتل عن بعد محسن فخري زاده، العالم الذي أسس البرنامج النووي العسكري لإيران.

وأدلى شمخاني بهذه التصريحات في جنازة فخري زاده، فيما تعهد وزير الدفاع الإيراني بمواصلة عمل الرجل "بسرعة وقوة كبيرتين".

تصريحات شمخاني غيّرت بشكل جذري قصة مقتل فخري زاده الجمعة. فقد قالت السلطات في البداية إن شاحنة انفجرت ثم أطلق مسلحون النار على العالم وقتلوه. وقال شمخاني للتلفزيون الحكومي "للأسف، كانت العملية معقدة للغاية ونفذت باستخدام أجهزة إلكترونية". وأضاف "لم يكن هناك أي شخص في الموقع".

واتهم شمخاني الموساد باغتيال فخري زادة بمساعدة من جماعة مجاهدي خلق. وقال إن "الأجهزة الأمنية الإيرانية كانت على علم باحتمال تعرض العالم فخري زاده لمحاولة الاغتيال، في الموقع الذي اغتيل فيه، لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد، بسبب تواتر الأنباء لديها طيلة السنوات العشرين الماضية عن مخططات اغتياله". وقال: "عملنا على تعزيز حماية فخري زادة، ولكن العدو نفذ الاغتيال عبر طريقة جديدة، وحرفية، وتخصصية".

وكانت قناة "برس تي في" الرسمية الناطقة باللغة الإنكليزية، ذكرت في وقت سابق أن سلاحاً تم العثور عليه في موقع الهجوم يحمل "شعار ومواصفات الصناعة العسكرية الإسرائيلية". فيما قالت قناة "العالم" إن الأسلحة المستخدمة "كان يتم التحكم فيها بواسطة الأقمار الصناعية".

وجرت مراسم الجنازة الاثنين في جزء خارجي من وزارة الدفاع الإيرانية في طهران، بمشاركة مسؤولين من بينهم قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال إسماعيل قآاني، ومدير البرنامج النووي المدني علي أكبر ساهي، ووزير الاستخبارات محمود علوي.

وقال وزير الدفاع أمير حاتمي إن مقتل فخري زاده سيجعل الإيرانيين "أكثر اتحاداً وأكثر تصميماً". وأضاف أنه "من أجل مواصلة مسارك، سنواصل بسرعة أكبر وبقوة أكبر".
كما انتقد حاتمي الدول التي لم تدِن مقتل فخري زاده، محذراً: " سيلحق بهم مثل هذا الإرهاب يوماً ما". ووصف الترسانة النووية للولايات المتحدة  ومخزون القنابل النوية الذي يشتبه في أن إسرائيل تمتلكه منذ فترة طويلة- بأنه "أخطر تهديد للإنسانية".

وفي السياق، كشفت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية نقلاً عن الصحافي الإيراني محمد الأهوازي، ما قالت إنه "تفاصيل لافتة للنظر" عن المخطط التفصيلي لاغتيال فخري زاده. وقالت إنه قُتل بالرصاص في سيارته من قبل 12 قاتلاً مدربين تدريباً عالياً في أعقاب انفجار في مدينة أبسارد، شرق طهران.

وشكل القتلة، ومن بينهم زوجان من القناصة، جزءاً من مجموعة مكونة من 62 شخصاً من المتآمرين، 50 شخصاً الباقين كانوا مسؤولين عن الدعم اللوجستي، بحسب الصحيفة.

وقال الأهوازي إن الهجوم كان مخططًا له على دوار في أبسارد، عند سفح شارع تصطف على جانبيه الأشجار يدخل المدينة. كان الفريق يراقب فخري زاده ، وكان يعلم أنه سيقود سيارته من طهران إلى أبسارد الجمعة.

كانت سيارة من نوع "هيونداي سانتا في" على متنها أربعة ركاب وأربعة دراجات نارية وقناصين اثنين في انتظار فخري زاده في موقع الكمين، إلى جانب سيارة نيسان بيك أب مفخخة. وقال الأهوازي إنه قبل نصف ساعة من وصول موكب فخري زاده المكون من ثلاث سيارات مضادة للرصاص، انقطعت الكهرباء عن المنطقة. كان الفريق في مكانه عندما مرت السيارة الأولى على الدوار.

مع مرور السيارة الثالثة، انفجر البيك أب، مما ألحق أضراراً بأعمدة الكهرباء وأجهزة الإرسال. أما السيارة الثانية التي كانت تقل فخري زاده، فقد أطلق عليها الرصاص 12 قاتلاً، بينهم اثنان من القناصين.

أطلق مسلحون من فرقة الاغتيال النار على السيارتين، وتلا ذلك تبادل مكثف للنيران، بحسب قناة "سيباه سايبيري"، وهي قناة على مواقع التواصل الاجتماعي تتبع الحرس الثوري الإيراني.


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024