سبعون النكبة: الصفقة أم المذبحة وراء هدوء المحتجين؟

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2018/05/16
سلطت الصحف الإسرائيلية في أعدادها الصادرة، الأربعاء، الضوء على ما وصفته بالهدوء النسبي على حدود قطاع غزة في ذكرى النكبة، وخصصت مساحة واسعة لقراءة الأسباب والدوافع التي تقف وراء ذلك، وما إذا كانت ذاتية أم ارتباطاً باتفاق سري بين حركة "حماس" ومصر.

وكشفت صحيفة "اسرائيل اليوم"، نقلاً عن "مصدر أمني مصري رفيع المستوى"، عن "الساعات الحاسمة" في مقر المخابرات المصرية في القاهرة، الأحد الماضي، والتي استبقت مجزرة الإثنين، إذ قادت "حماس" في نهاية المطاف إلى توجيه رجالها مساء الاثنين عقب عودة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية من القاهرة ليبدأ في سحب المتظاهرين على طول السياج الفاصل، على حد قولها.

وزعمت الصحيفة أن مصر أبلغت هنية حرفياً بضرورة وقف التظاهرات على الحدود مع اسرائيل، وحذرته من أن الاخيرة سوف تقوم بإغتياله وأن مصر لن تتدخل. غير أن مصدراً مطلعاً قال لـ"المدن"، إن القاهرة طلبت من "حماس" منع اختراق المتظاهرين للسياج، وليس وقف المسيرات، مع إشتراط الحفاظ على شكلها السلمي "دون دماء"، وأن تقوم "حماس" بإقامة منطقة عازلة تحول دون وصول المتظاهرين للسياج الحدودي. ولم ينفِ المصدر ان المخابرات المصرية نقلت رسالة تحذير شديدة لـ"حماس" من أن ذلك سيؤدي إلى ضرب مواقع وقيادات الحركة في غزة.

وبالرغم من أن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمود الزهار نفى اي تفاهمات بين إسرائيل والحركة لوقف مسيرات العودة تدريجياً، إلا أن قيادات أخرى من "حماس" رفضت التعليق على الأمر عندما حاولت "المدن" الحصول على رد منها، حتى إن قيادياً قال إنه لا يعرف ما جرى تحديداً بين هنية والمخابرات المصرية.

وذهب موقع "واللا" الإخباري إلى اعتبار تراجع حدة التظاهرات يوم النكبة على حدود غزة، مقابل ما شهدته الحدود في اليوم السابق، بمثابة "المقايضة"، ويعنون الموقع في هذا السياق "حماس في رسالة لإسرائيل: نخفف العنف على حدود غزة مقابل تخفيض العدوانية".

أما القناة "الثانية" الإسرائيلية، فتساءلت ما إذا كانت المعضلة التي تواجه حركة "حماس"، هي "العنف أم التراجع"، وذلك بعد الفشل في إخراج أعداد كبيرة في يوم النكبة، فيما نقلت القناة "السابعة" عن الجيش الإسرائيلي قوله، إن نحو أربعة آلاف متظاهر فلسطيني فقط كانوا على حدود غزة في يوم النكبة، مقارنة بأربعين ألفاً في اليوم الذي سبق.

ومن ناحية ثانية، اعتبرت القناة "السابعة" أنه مطلوب تغيير لغة الخطاب الإسرائيلية للعالم بعد ما جرى على حدود قطاع غزة.

ويقول مصدر في الهيئة الوطنية العليا لـ"مسيرات العودة"، إن الهيئة التي قوامها الأكبر من "حماس"، بعثت برسائل غير مباشرة للحيلولة دون اقتراب المتظاهرين من السياج الحدودي، الأمر الذي أدى لتراجع وتيرة التظاهرات على الحدود في يوم النكبة.

لكن المصدر عاد وقال لـ"المدن" إن ثمة عوامل أخرى ساهمت في انخفاض عدد المتظاهرين على حدود غزة، الثلاثاء، أبرزها أن "صدمة" كانت تخيم على الغزيين في أعقاب مجرزة الإثنين، فضلاً عن انشغالهم في تشييع عدد كبير من الشهداء الذين ارتقوا عشية النكبة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024