عقوبات أميركية على روسيا: لندن ترحب..وموسكو غاضبة

المدن - عرب وعالم

الخميس 2018/08/09

نددت موسكو بالعقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا، على خلفية حادثة تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال في سالزبوري في بريطانيا، واعتبرت أن الربط بين الحادثة وموسكو غير مقبول وغير قانوني.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إنه "بشكل عام، من الضروري القول أننا نعتبر أنه من غير المقبول ربط القيود الجديدة التي ما زلنا نعتبرها غير قانونية مع قضية سالزبوري".

وأضاف "الربط بين هذه الأحداث غير مقبول بالنسبة لنا، ومثل هذه القيود التي تبناها الجانب الأمريكي مسبقا، في رأينا وفهمنا هي غير قانونية تماما ولا تتفق مع القانون الدولي".

وقال بيسكوف للصحافيين "أولا سمعنا تصريحات رسمية حول العقوبات الجديدة المزعومة، وسمعنا أحد كبار المسؤولين الذي تحدث عن إمكانية فرض بعض القيود أو غيرها على روسيا. لذلك، الحديث عن اتخاذ تدابير مضادة حتى نفهمها بشكل ملموس ورسميا، سيكون من الخطأ".

ورحبت بريطانيا بقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على روسيا، وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان: "إننا نرحب بهذه العقوبات الجديدة التي يعتزم حلفاؤنا الأميركيون فرضها على روسيا". وتابع البيان: "ويعتبر هذا رداً دولياً قاسياً ضد استخدام مواد كيميائية في شوارع سالزبوري(في مقاطعة ويلتشير، غربي بريطانيا)"، التي شهدت حادث تسميم العميل الروسي، وابنته.

من جهتها، وصفت السفارة الروسية في الولايات المتحدة، العقوبات الأميركية بأنها "قاسية" وقالت إن السبب وراء القيود الجديدة، وهو الاتهامات بأن موسكو سممت سكريبال "مناف للمنطق". وأضافت "اعتدنا على عدم سماع أي حقائق أو أدلة". وذكرت السفارة أن موسكو تواصل الدعوة لتحقيق مفتوح وشفاف في واقعة التسميم.


بدوره، قال رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ السوري سيرغي ريابوخين إنه "إذا قررت روسيا الرد على حزمة العقوبات الأميركية الجديدة ضدها، فقد يشمل ردها على وجه الخصوص، فرض قيود على تسليم محركات الصواريخ من طراز RD-180 للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن هذه الصواريخ هي أيضا ذات استخدام مزدوج، لأنها تستخدم ليس فقط في المجالات المدنية، ولكن أيضا في الأقمار الصناعية العسكرية.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت واشنطن عزمها فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، على خلفية "استخدامها سلاحاً كيميائياً أو بيولوجياً" في واقعة تسميم سكريبال يوليا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن "الولايات المتحدة تأكدت في 6 آب/أغسطس أن الحكومة الروسية قامت باستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية في خرق للقوانين الدولية".

وأضافت "استناداً إلى القانون الأميركي في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية، فإن استخدام هذه  الأسلحة سيؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية تدخل حيز التنفيذ نهاية آب". ولم تقدم المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تفاصيل حول طبيعة هذه العقوبات.

من جهتها قالت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو وقع قراراً يقر بـ"انتهاك روسيا للقانون الدولي بتسميم سيرغي سكريبال وابنته". وحسب الشبكة ذاتها، فإن العقوبات تستند على قانون صدر عام 1991 يعرف باسم قانون القضاء على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، مشيرةً أن تلك العقوبات ستكون على شطرين.

ويستهدف الشطر الأول من العقوبات، الحد من الصادرات الروسية خصوصا ما يتعلق ببيع الأسلحة، "لكنها لن تكون عقوبات قاسية"، وفق الشبكة. وخلال هذا الشطر، سيتم حظر تصدير بعض الأجهزة الإلكترونية الحساسة ومعدات الطيران إلى موسكو.

وأضافت أن الشطر الثاني من العقوبات، سيكون أكثر قسوةً، وسيتم فرضه في حالة ما لم "تقدم روسيا ضمانات موثوقاً بها بأنها لن تستخدم المواد الكيميائية مجدداً". ولفتت إلى أن الشطر الثاني من العقوبات "قد يشمل خفض التمثيل الدبلوماسي مع روسيا وتعليق رحلات شركة الطيران الروسية للولايات المتحدة، والحد من الصادرات والواردات مع موسكو".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024